كشفت مصادر إعلامية إسرائيلية أن سلطات الاحتلال تمنع الأمم المتحدة من إجراء تحقيق بشأن الادعاءات المتعلقة بوقوع اعتداءات جنسية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، خوفًا من أن يشمل التحقيق حالات العنف الجنسي المرتكبة بحق المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن التحقيق المزمع إجراؤه من قبل وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون العنف الجنسي في الصراعات، براميلا باتين، قد يؤدي إلى إلزام إسرائيل بالسماح للأمم المتحدة بالوصول إلى المعتقلات التي يُزعم وقوع اعتداءات جنسية فيها ضد المعتقلين الفلسطينيين.
وإذا تم التحقق من وقوع تلك الممارسات، فقد يؤدي ذلك إلى إدراج إسرائيل في القائمة السوداء للأمم المتحدة، التي تضم الجهات المشتبه بارتكابها أعمال عنف جنسي في النزاعات.
تمنع سلطات الاحتلال الأمم المتحدة من التحقيق في ادعاءات اعتداءات جنسية في 7 أكتوبر 2023، خوفًا من كشف حالات عنف جنسي بحق المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية
وبحسب التقرير، طلبت باتين من إسرائيل السماح لفريقها بالوصول إلى السجون التي يحتجز فيها الفلسطينيون للتحقيق في مزاعم ارتكاب الجنود الإسرائيليين اعتداءات جنسية. ومع ذلك، ترفض إسرائيل هذا الطلب بشكل قاطع.
لقي 48 أسيرًا فلسطينيًا في سجون الاحتلال حتفهم منذ بداية الحرب، بينهم 36 أسيرًا فقدوا حياتهم تحت التعذيب وبسبب التجويع والإهمال في سجن #سدي_تيمان. pic.twitter.com/lJH3Uv5c5E
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) August 1, 2024
وأشارت "هآرتس" إلى أن وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون العنف الجنسي في الصراعات تسعى للضغط على إسرائيل لتوقيع اتفاقية إطارية مع الأمم المتحدة، مشابهة لتلك التي تم توقيعها مع أوكرانيا عام 2022. وتتضمن الاتفاقية الالتزام بـ"اتخاذ إجراءات لمنع العنف الجنسي في النزاعات وتعزيز حماية الضحايا، بالإضافة إلى تمكين الأمم المتحدة من التحقيق في الانتهاكات".
جيش الاحتلال يحتجز جثامين 1500 فلسطيني بمعسكر "سدي تيمان".
اقرأ أكثر: https://t.co/0L7p9f2QOP pic.twitter.com/M2usOC5N9c— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) July 16, 2024
وأكد مكتب باتين أنها تفكر في زيارة إسرائيل مجددًا، بعد تلقيها دعوة من السلطة الفلسطينية للتحقيق في تقارير حول "العنف الجنسي المرتبط بالنزاع ضد الفلسطينيين"، بالإضافة إلى طلب من الحكومة الإسرائيلية لإجراء زيارة متابعة تتعلق بـ"هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر وتداعياته". ومع ذلك، حذر مكتبها من أن القيود التي تفرضها إسرائيل على هيئات الأمم المتحدة، والتي تعيق قدرتها على التحقيق في الجرائم المنسوبة إليها، قد تأتي بنتائج عكسية على أهداف الحكومة الإسرائيلية.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن عدم تعاون إسرائيل مع الشخصيات الدولية المعنية بالتحقيق في قضايا العنف الجنسي يمثل أحد الإخفاقات التي أشار إليها التقرير الصادر هذا الأسبوع عن "لوبي النساء" ومجموعة من الباحثات والناشطات.
يذكر أن تحقيقات حقوقية كشفت أن مئات الأسرى الفلسطينيين في معتقل "سدي تيمان" الإسرائيلي سيئ السمعة يرتكب بحقهم الاغتصاب والتعذيب. واتهم وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، باستغلال العدوان على غزة لـ"إعطاء أوامر للجنود بممارسة جميع أشكال القتل البطيء والانتهاكات بحق أسرى الحرية، دون الالتفات إلى القوانين والمواثيق الإنسانية والدولية والمعاهدات التي تحمي المعتقلين".