إسرائيل تمهل الأمم المتحدة حتى الخميس لإخلاء مباني الأونروا في القدس
25 يناير 2025
أمهلت إسرائيل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" حتى يوم الخميس القادم، لإيقاف أنشطتها وإخلاء جميع المباني التي تشغلها في مدينة القدس المحتلة.
جاء ذلك في رسالة وجهها سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وفق ما نقلته مصادر إعلامية دولية.
تأتي الرسالة عقب مصادقة الكنيست الإسرائيلي، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، على قانون يحظر أنشطة الوكالة الأممية في إسرائيل، بما في ذلك في القدس المحتلة.
الوكالة الأممية نفت تلك الاتهامات، وقالت في تقرير سابق إن إسرائيل قامت بتعذيب موظفين يعملون في الوكالة بعد اعتقالهم أثناء العدوان على غزة، لإجبارهم على الإدلاء باعترافات غير صحيحة تخدم مزاعمها
وقال دانون في الرسالة: "وفقًا للقانون الإسرائيلي المعمول به، يجب على وكالة أونروا وقف عملياتها في القدس وإخلاء جميع المباني التي تستخدمها في المدينة بحلول 30 كانون الأول/يناير على أبعد تقدير".
اتهامات إسرائيلية ضد الأونروا
وجهت إسرائيل اتهامات مباشرة للوكالة الأممية بأنها مخترقة من قبل حركة "حماس"، مدعيةً أن بعض موظفي الوكالة شاركوا في عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها الحركة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
🎥 الكنيست يسعى إلى تمرير قوانين هدفها محاصرة وكالة #الأونروا. pic.twitter.com/stzCB8F28d
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) October 28, 2024
وادعى دانون في رسالته أن هذه الاتهامات تمثل "ردًا مباشرًا على المخاطر الأمنية الجدية التي يشكلها اختراق حماس ومنظمات إرهابية أخرى وكالة الأونروا"، مضيفًا أن "الوكالة أخلّت بالتزامها بالنزاهة والحياد بشكل لا يمكن إصلاحه"، وفق زعمه.
وأكد دانون أن "إسرائيل مستعدة للتعاون مع الأمم المتحدة ووكالاتها الأخرى، طالما أنها لم تُخترق من قبل المنظمات الإرهابية"، وفق تعبيره.
يذكر أن الوكالة الأممية نفت تلك الاتهامات، وقالت في تقرير سابق إن إسرائيل قامت بتعذيب موظفين يعملون في الوكالة بعد اعتقالهم أثناء العدوان على غزة، لإجبارهم على الإدلاء باعترافات غير صحيحة تخدم مزاعمها.
آثار القرار على عمل الأونروا
لم تقتصر التداعيات على القدس، حيث أشارت الرسالة الإسرائيلية إلى ضرورة إخلاء موقعين للوكالة في حيي معالوت دفنة وكفر عقب في القدس المحتلة، وهما منطقتان تعتبران بموجب القانون الدولي جزءًا من الضفة الغربية وتخضعان للاحتلال الإسرائيلي.
من ناحية أخرى، أثار القرار الإسرائيلي مخاوف بشأن مستقبل أنشطة "الأونروا" في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، خاصةً بعد إقرار قانون آخر في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي يحظر على المسؤولين الإسرائيليين العمل مع الوكالة أو موظفيها اعتبارًا من التاريخ نفسه.
موجة استنكار عالمية بعد مصادقة الكنيست لقانون حظر عمل الأونروا 🚫 pic.twitter.com/c1DAD9xOJo
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) October 29, 2024
ردود فعل دولية وأممية
في تعليق أولي على الرسالة، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، إن غوتيريش كان قد دافع في وقت سابق عن دور الأونروا، مؤكدًا أن عملها "ضروري ولا يمكن الاستغناء عنه"، خاصةً في غزة حيث يعتمد مئات الآلاف على خدماتها.
بدورها، أحالت المتحدثة باسم "الأونروا" طلبات التعليق على الرسالة إلى مكتب غوتيريش، في حين ندد المفوض العام للوكالة، فيليب لازاريني، بالقرار الإسرائيلي، وكتب في حسابه على منصة "إكس": "هذه الخطوة تخاطر بتخريب وقف إطلاق النار في غزة، وتحطم آمال أولئك الذين عانوا معاناة لا توصف".
وكان لازاريني قد أوضح في تصريحات سابقة أن حظر "الأونروا" يدخل في جهود أوسع لمحو التاريخ والهوية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن "موظفي الأونروا المحليين (الفلسطينيين) سيبقون وسيواصلون تقديم المساعدة عاجلة".
بسبب منع عمل #الأونروا.. العلاقات بين #الأمم_المتحدة وإسرائيل تصل للحضيض.
اقرأ أكثر: https://t.co/bRGhD2eecw pic.twitter.com/cf9eLMuWtJ
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) October 26, 2024
وأشار المسؤول الأممي إلى أن غياب التواصل بين "أونروا" وسلطات الاحتلال الإسرائيلي نتيجة حظر عمل الوكالة يعني أن موظفيها غير الفلسطينيين لن يتمكنوا من دخول غزة، وأن على الموظفين الموجودين هناك الآن المغادرة، مؤكدًا أن "الاستمرار في العمل سيكون محفوفًا بمخاطر شخصية كبيرة لزملائنا الفلسطينيين".
مستقبل غامض للأونروا
القرار الإسرائيلي الأخير يضع "الأونروا" في مواجهة جديدة مع تحديات تعيق عملها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث يعتمد ملايين اللاجئين الفلسطينيين على خدماتها الأساسية في التعليم والصحة والإغاثة. ومع انتهاء المهلة المحددة، يبقى السؤال مفتوحًا حول كيفية تأثير هذه الخطوة على الوضع الإنساني والسياسي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.