1. عشوائيات
  2. حالة

إلهان عمر.. "كابوس ترامب"

24 سبتمبر 2025
إلهان عمر
إلهان عمر (مواقع التواصل)
الترا صوت الترا صوت

لم تعش إلهان عمر سوى فترة قصيرة من طفولتها في الصومال، إذ غادرت العاصمة مقديشو وهي في العاشرة من عمرها مع عائلتها تحت وطأة الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1991. وكانت وجهتها الأولى مخيمات النازحين في كينيا، حيث أقامت أربع سنوات، قبل أن تتمكن العائلة عام 1995 من الهجرة إلى الولايات المتحدة، حيث تابعت إلهان تعليمها الثانوي وصولًا إلى نيل شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من جامعة نورث داكوتا عام 2011.

خلال هذه المرحلة انخرطت الفتاة الصومالية في الحزب الديمقراطي، لتجد فرصتها الذهبية في العمل السياسي، ففازت بمقعد في برلمان مينيسوتا عام 2016، ثم انتُخبت عضوة في الكونغرس عام 2018، وهو ما استدعى تعديل النظام الداخلي للمجلس للسماح لها بارتداء الحجاب داخله.

وبهذا أصبحت إلهان عمر أول صومالية تدخل الكونغرس، كما شكّلت مع زميلتها رشيدة طليب أول ثنائي مسلم في مجلس النواب الأميركي، فيما تُعد أيضًا واحدة من أربع نائبات ديمقراطيات ينتمين إلى أقليات عرقية، وغالبًا ما يتعرضن لهجمات علنية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ترامب لا يعامِل إلهان عمر على أنها مواطنة أميركية بل ينظر إليها فقط من منظور أنها مهاجرة قادمة من بلد إفريقي ومن هذا المنظور تغدو المواطنة الأميركية في منظور ترامب ومنظور كثير من أنصاره "امتيازًا للبيض المسيحيين" ولو كانوا من أصول غير أميركية. 

عاد اسم إلهان عمر ليتصدر المشهد الإعلامي بعد الهجوم العنصري الذي شنّه عليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خضم الجدل الذي أعقب اغتيال الناشط اليميني المقرّب منه، تشارلي كيرك.

غير أن جذور القضية أعمق من ذلك، إذ لطالما أثارت مواقف إلهان عمر غضب ترامب واليمين الأميركي واللوبي الداعم لإسرائيل، بسبب انتقاداتها اللاذعة لتل أبيب وللسياسيين الأميركيين المؤيدين لها، معتبرةً أن دعمهم ناجم عن الأموال السخية التي تضخها جماعات الضغط، وعلى رأسها "إيباك". كما لم تتوانَ عن إدانة الحرب على غزة والانتهاكات اليومية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فضلًا عن معارضتها للحروب التي خاضتها وتقودها الولايات المتحدة خلال العقود الأخيرة.

هذه المواقف فتحت عليها سيلاً من الاتهامات، إذ اتهمها ترامب واليمين الأميركي بإهانة الموظفين الأميركيين والتقليل من هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، بل وبدعم الإرهاب الدولي، مطالبين باستقالتها من الكونغرس وسحب جنسيتها الأميركية، فيما وصلت بعض التهديدات إلى حد المطالبة بقتلها.

ومع ذلك، تمكّنت عمر من الصمود وتحوّلت إلى رمز للتحدي، إذ حققت فوزًا ساحقًا عام 2024 على منافستها الجمهورية داليا العقيدي في الانتخابات التمهيدية لمجلس النواب، وتفوّقت أيضًا على خصمها الديمقراطي دون صامويلز.

هجوم ترامب على إلهان عمر

استغلّ الرئيس الأميركي  دونالد ترامب تعليق إلهان عمر على مقتل تشارلي كيرك ليشن هجومًا لاذعًا عليها، لم يكن سياسيًا فحسب، بل عنصريًا واستعلائيًا استحضر فيه أصولها الصومالية. وقال من على متن الطائرة الرئاسية العائدة من لندن: "أعتقد أنه يجب عزلها. إنها فظيعة جدًا. أصولها من الصومال. كيف يديرون بلدهم؟ هل لديهم رئيس؟ هل لديهم مجلس بلدي؟ هل لديهم شرطة؟ أحب هؤلاء الأشخاص الذين يأتون من مكان لا يوجد فيه شيء ثم يعلّموننا كيف ندير بلادنا. سيكون رائعًا إذا حصلت على إدانة علنية، وأفضل إذا تم عزلها."

هذا الخطاب عكس نظرة ترامب إلى إلهان عمر باعتبارها "مهاجرة من بلد إفريقي في العالم الثالث" لا كمواطنة أميركية، في إطار رؤية ترى أن المواطنة امتياز يخص البيض المسيحيين.

ولم يتوقف عند ذلك، إذ عاد ليكتب على منصته "تروث سوشيال": "يعاني الصومال من الفقر والجوع وعودة الإرهاب والفساد والعنف، وبعد ذلك تأتي إلهان عمر لتخبرنا كيف ندير بلادنا. ألم تكن هي من تزوجت شقيقها لتحصل على الجنسية؟ يا لها من حثالة."

في المقابل، كانت إلهان عمر قد ندّدت باغتيال تشارلي كيرك، محذّرة من مخاطر تصاعد العنف السياسي، وأعربت عن تعاطفها مع أرملته وطفليه. لكنها في مقابلة مع قناة "زيتيو" لم تتردد في انتقاد مواقفه اليمينية والعنصرية، مذكّرة بتصريحاته ضدها مثل قوله: "أنتِ امرأة سوداء مسلمة تدمّرين المجتمع الغربي." ووصفت تلك الأقوال بأنها غير متحضّرة.

هذه المواقف أثارت عاصفة هجمات من اليمين الأميركي. فقد تقدّمت النائبة الجمهورية نانسي مايس بمشروع قرار لمعاقبتها وإخراجها من لجنتين برلمانيتين، بل ودعت إلى ترحيلها قائلة إنها مستعدة لقطع "تذكرة ذهاب بلا عودة إلى الصومال باسم إلهان عمر".

تجدر الإشارة إلى أن عمر كانت قد طُردت في شباط/فبراير 2023 من لجنة الشؤون الخارجية بذريعة تصريحات وُصفت بأنها "معادية للسامية". وردّت حينها بالقول: "أنا مسلمة ومهاجرة ومن إفريقيا. هل يفاجئكم أنني مستهدفة؟ هل يفاجئكم أنني اعتُبرت غير مؤهلة للحديث عن السياسة الخارجية؟"

مواجهة عمر مع ترامب ليست جديدة؛ ففي حملته الرئاسية عام 2020 دعا علنًا إلى إعادتها للصومال، لترد عليه بأنها "ستبقى كابوسًا يؤرقه"، مؤكدة أن "ما يزعجه حقًا هو رؤية لاجئة صومالية تصل إلى الكونغرس". وفي الفترة نفسها أصدرت عمر مع زميلاتها ألكسندريا أوكاسيو-كورتيز وآيانا بريسلي ورشيدة طليب بيانًا اتهمن فيه ترامب بالترويج لـ"القومية البيضاء"، بعد أن قال إن عليهن مغادرة الولايات المتحدة لأنهن "يكرهن بلدنا ويكرهن إسرائيل ولديهن تعاطف مع أعداء مثل القاعدة".

كلمات مفتاحية
غيتا ثونبرغ

غريتا ثونبرغ.. صوت العدالة البيئية الذي اختار الوقوف إلى جانب غزة

بخلاف كثيرٍ من الناشطين البيئيين، ترى الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ أنّه لا يمكن الفصل بين الدفاع عن العدالة البيئية والنضال من أجل العدالة الإنسانية

مظاهرة ضد ميلوني ونتنياهو

جورجيا ميلوني.. الوجه الفاشي لانحياز اليمين الإيطالي لإسرائيل

التضامن الشعبي الإيطالي مع فلسطين بقي قويًا حتى في عهد حكومة ميلوني المقرّبة من إسرائيل، رغم انتقادها لمشاركة إيطاليين في أسطول الصمود لكسر حصار غزة

عبد المطلب القيسي

عبد المطلب القيسي.. رسالة فردية تعبّر عن الغضب الجماعي

تحوّل اسم عبد المطلب القيسي إلى عنوان بارز في الأخبار بعد أن نفذ عملية إطلاق نار على معبر الكرامة أسفرت عن مقتل جنديين إسرائيليين

الأفراح في اليمن (شبكات التواصل الاجتماعي)
فنون

الفن في زمن الحرب: الأعراس تعيد رسم خريطة الغناء اليمني

الأفراح والغناء اليمني

مهرجان اندي تشينا - Getty
نشرة ثقافية

الرقابة الصين تتسبب في إلغاء مهرجان سينمائي مستقل في نيويورك

الرقابة في الصين والمهرجانات الفنية

حي الشيخ رضوان
سياق متصل

تصعيد إسرائيلي مزدوج: حصار خانق على غزة واعتداءات مستمرة في الضفة الغربية

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر السبت شنّ غاراتها الجوية على قطاع غزة، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار، بالتزامن مع تصاعد الاعتداءات في الضفة

فانتازي
رياضة

التشكيلة المثالية للجولة الحادية عشرة من فانتازي البريميرليغ

تم بيع لاعبين اثنين من نادي آرسنال، واستقدام ماتيتا وكايسيدو بدلًا منهما