الاحتجاجات ضد الإبادة تجبر فريق دراجات على التبرؤ من هويته الإسرائيلية
7 أكتوبر 2025
أعلن فريق الدراجات الهوائية Israel–Premier Tech عن إعادة تسمية كاملة اعتبارًا من موسم 2026، متبرئًا من هويته الإسرائيلية التي ارتبط بها منذ تأسيسه عام 2014، في خطوة تعكس نتائج تصاعد الضغط الشعبي والرياضي ضد الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة.
القرار جاء بعد سلسلة من الاحتجاجات المناهضة للعدوان الإسرائيلي، والتي طالت الفريق في عدة سباقات دولية، وأجبرته على مراجعة تموضعه السياسي والرياضي.
ففي سباق "فويلتا إسبانيا"، اضطر الفريق إلى إزالة اسمه الكامل من قمصان المتسابقين بعد أن تعرضت مشاركته للاحتجاج من قبل إسبانيين معادين لسياسة الإبادة الجماعية التي ينتهجها الاحتلال في غزة، ما أدى إلى اضطرابات أسفرت عن عدم استكمال السباق.
القرار جاء بعد سلسلة من الاحتجاجات المناهضة للعدوان الإسرائيلي، والتي طالت الفريق في عدة سباقات دولية، وأجبرته على مراجعة تموضعه السياسي والرياضي
وفي سباق "جيرو ديل إميليا"، تم استبعاد الفريق رسميًا بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة العامة، نتيجة الغضب الشعبي المتزايد من مشاركته. هذه الاحتجاجات لم تكن مجرد تعبيرات عابرة، بل كانت جزءًا من موجة عالمية من التضامن مع غزة، وسط جريمة إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين.
وفي بيانه الرسمي الذي نقلته وكالة "رويترز"، قال الفريق: "بالتزام راسخ تجاه راكبي الدراجات والموظفين والشركاء، تم اتخاذ قرار بإعادة تسمية الفريق والابتعاد عن هويته الإسرائيلية الحالية"، مضيفًا أن "التقدم غالبًا ما يتطلب التضحية، وهذه الخطوة ضرورية لضمان مستقبل الفريق".
لكن خلف هذا البيان، يقرأ كثيرون أن الفريق يتبرأ من هويته السابقة تحت ضغط أخلاقي وسياسي متزايد، بعد أن بات تمثيله لإسرائيل عبئًا، مع الجرائم المستمرة في غزة، والتي لم يعد يُغض الطرف عنها في الساحات الرياضية.
من أبرز تداعيات القرار أيضًا، إعلان انسحاب مالك الفريق، سيلفان آدامز، من المشاركة اليومية في إدارة الفريق، وتوقفه عن أداء دور المتحدث الرسمي. آدامز، المعروف بدعمه العلني لإسرائيل في المحافل الدولية، سيتفرغ لدوره كرئيس للكونغرس اليهودي العالمي في إسرائيل، ما يعكس تراجعًا في محاولة الفريق الدفاع عن هويته السابقة.
الفريق وعد بالكشف عن تفاصيل العلامة التجارية الجديدة قريبًا، لكن السؤال يبقى: هل هذه الخطوة تعني تبرؤًا حقيقيًا من الجرائم التي ارتُكبت باسم الهوية السابقة؟ أم أنها مجرد محاولة للهروب من المساءلة، عبر إعادة تغليف الصورة دون تغيير جوهرها؟
يبقى هذا التحول شاهدًا على أن غزة، رغم الحصار والدمار، تفرض حضورها في الساحات العالمية، وأن صوت الضحايا يمكن أن يُسمع حتى في سباقات الدراجات، حين يصر العالم على ألا يكون شريكًا في الصمت.