29-نوفمبر-2024
علم إيران

علم دولة إيران (رويترز)

تستضيف جنيف، اليوم الجمعة، محادثات بين إيران من جهة، وألمانيا وفرنسا وبريطانيا من جهة أخرى، لبحث مستجدات البرنامج النووي الإيراني، بالإضافة إلى القضايا المتعلقة بروسيا والوضع في الشرق الأوسط.

وتأتي هذه المحادثات في ظل تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط بين إيران وإسرائيل، وذلك قبل أقل من شهرين من عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

وكان نائب الأمين العام لدائرة العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، قد أجرى اجتماعًا، أمس الخميس، مع نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، مجيد تخت روانجي، ونائب وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية، كاظم غريب آبادي. ووصف الاجتماع بأنه كان "صريحًا"، مضيفًا عبر منصة "إكس" أن الاجتماع ناقش "دعم إيران العسكري لروسيا، الذي يجب أن يتوقف، والمسألة النووية التي تحتاج حلًا دبلوماسيًا، والتوترات الإقليمية وحقوق الإنسان"، مؤكدًا أنه "من المهم أن يتفادى جميع الأطراف التصعيد".

من جانبه، شدد غريب آبادي في منشور على منصة "إكس" على "ضرورة توقف الاتحاد الأوروبي عن سلوكه الأناني وغير المسؤول تجاه قضايا وتحديات هذه القارة والقضايا الدولية".

وأضاف قائلًا: "لقد نأت أوروبا بنفسها منذ فترة طويلة عن دورها كلاعب فعال في القضية النووية الإيرانية"، مرجعًا ذلك إلى "افتقارها إلى روح المسؤولية والثقة بالنفس"، في إشارة إلى إعادة إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، فرض العقوبات الاقتصادية على طهران، معتبرًا أن أوروبا تحتاج إلى "التعافي الذاتي".

تستضيف جنيف، اليوم الجمعة، محادثات بين إيران من طرف، وألمانيا وفرنسا وبريطانيا من طرف آخر، لبحث مستجدات البرنامج النووي الإيراني

وبحسب وكالة "رويترز" للأنباء، يصف دبلوماسيون اجتماع اليوم بأنه "جلسة عصف ذهني تركز على المخاوف المتبادلة بشأن كيفية تعامل ترامب مع الملف". وأضافت الوكالة نقلًا عنهم أنه من المتوقع أن تمارس إدارة ترامب "الضغط الأقصى الذي يهدف إلى تركيع إيران اقتصاديًا"، خاصة وأنها تضم "صقورًا بارزين متشددين إزاء إيران"، مثل مرشح ترامب لمنصب وزير الخارجية، ماركو روبيو، وسط توقعات بأن تكون سياسة ترامب تجاه إيران في ولايته الثانية مشابهة لولايته الأولى.

وكان تقرير منفصل لـ"رويترز"، نُشر أمس الخميس، قد أشار إلى أن تقريرًا سريًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية أفاد بأن إيران أبلغت الوكالة عزمها ضخ اليورانيوم الخام في أجهزة الطرد المركزي المتقدمة "آي آر 6" بمنشأة فوردو لتخصيبه إلى درجة نقاء 5%، وهي نسبة أعلى بقليل من النسبة المحددة بـ3.67%. وأضاف التقرير أن عملية التخصيب، التي بدأت بالفعل، ستكون في موقعي فوردو ونطنز. لكن التقرير، بحسب "رويترز"، لم يتطرق إلى التخصيب بدرجة نقاء 60%، وهو المستوى القريب من صنع أسلحة، وذلك بعد أيام من صدور قرار للوكالة الدولية يدين إيران بسبب عدم تعاونها الكافي فيما يتعلق ببرنامجها النووي.

وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد حذر في مقابلة نشرتها صحيفة "الغارديان" البريطانية، أمس الخميس، من أن إيران قد تتزود بالسلاح النووي إذا عاود الأوروبيون فرض عقوبات عليها، بحسب وكالة "الصحافة الفرنسية". وأوضح عراقجي في المقابلة أنه "لا نية لدينا في تجاوز مستوى 60% حاليًا، ونحن مصممون على ذلك في الوقت الراهن"، مؤكدًا أن بلاده اختارت "مسار التعاون بهدف الوصول إلى حل لهذه المشكلة".

وأشار عراقجي إلى أنه في الوقت الراهن هناك "نقاش يجري في إيران، غالبًا في صفوف النخب، بشأن ما إذا كانت هذه السياسة خاطئة. لماذا؟ لأنها أثبتت أننا قمنا بكل ما طلبوه (الغربيون)، وعندما حان دورهم لرفع العقوبات، لم يحصل ذلك". ولفت إلى أنه "ربما ثمة خطأ في سياستنا"، مجددًا تحذيره من إعادة فرض العقوبات على إيران في مجلس الأمن الدولي.

وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد حذر في مقابلة نشرتها صحيفة "الغارديان" البريطانية، أمس الخميس، من أن إيران قد تتزود بالسلاح النووي إذا عاود الأوروبيون فرض عقوبات عليها

وأردف الدبلوماسي موضحًا أنه "قد يقتنع الجميع في إيران بأن عقيدتنا كانت خاطئة"، مشيرًا إلى أنه "في حال حصول ذلك، أعتقد أن الجميع سيكون مقتنعًا بأننا مضينا في الاتجاه الخاطئ، وعلينا تغيير المسار. لذا أعتقد أنه في حال اعتماد (آلية) الزناد، قد نواجه أزمة"، في إشارة إلى إعادة فرض العقوبات الدولية في مجلس الأمن على طهران في حال مخالفتها الاتفاق النووي.

وكان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد قال في كلمة له، الثلاثاء الماضي، إن أحد الأسباب التي دفعته للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان هو "التركيز على التهديد الإيراني"، مضيفًا أنه "مصمم على القيام بكل شيء لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي"، وهو ما دفع رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، إلى الرد على هذه التصريحات بوصفها "كلامًا عبثيًا وفارغًا".