يواجه سكان قطاع غزة، كما في كل يوم منذ بدء العدوان، القصف والجوع وانهيار مقومات الحياة الأساسية، في ظل حصار خانق وأوضاع إنسانية متدهورة تسعى إسرائيل من خلالها إلى دفعهم للهجرة، لا سيما في ظل استمرارها بمنع إدخال المساعدات الإنسانية والوقود والأدوية إلى القطاع، حيث استُشهد 28 شخصًا منذ فجر أمس السبت.
وأسفر القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، اليوم الأحد، عن استشهاد 8 أشخاص وإصابة العشرات. وأفادت وسائل إعلام محلية باستشهاد 4 أشخاص، وإصابة آخرين، جراء قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في منطقة المشروع غرب مدينة خانيونس جنوب القطاع. كما استُشهد أكثر من 3 أشخاص في قصف طال خيمة أخرى تؤوي نازحين قرب مدينة أصداء في منطقة المواصي شمال غربي المدينة.
وقصفت مدفعية الاحتلال بلدة عبسان الكبيرة شرقي خانيونس، فيما شنّت طائراته عدة غارات استهدفت خانيونس ورفح. أما في مدينة غزة، فقد شنت طائرات الاحتلال غارة استهدفت حي التفاح شرق المدينة حيث قامت أيضًا بنسف عدة مبانٍ سكنية.
جدد المكتب الإعلامي في غزة التحذير من مجاعة متسارعة تهدّد حياة أكثر من 2.4 مليون شخص في قطاع غزة، بينهم 65 ألف طفل معرّضون للموت بسبب سوء التغذية
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية، أمس السبت، عن مسؤول أمني إسرائيلي لم تُسمه، قوله إن الحرب على قطاع غزة قد تستمر لعامين على الأقل. وقال المسؤول الأمني "سوف يستغرق الأمر عامين على الأقل من القتال العنيف في قطاع غزة لهزيمة حماس"، مضيفًا "من المحتمل أنّ نبقى عامين لتحقيق هذه المهمة".
23 شهيدًا و124 إصابة خلال يوم
وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة، أمس السبت، بأن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية 23 شهيدًا و124 مصابًا، جراء استمرار الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة من القطاع.
وقالت الوزارة، في بيان مقتضب عبر قناتها الرسمية على "تلغرام"، إن حصيلة الشهداء ارتفعت منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 52.810 شهداء، و119.473 مصابًا. فيما بلغت حصيلة الضحايا، في الفترة الممتدة من 18 آذار/مارس (تاريخ خرق قوات الاحتلال للهدنة) حتى أمس الجمعة، 2.701 شهيد و7.432 مصابًا.
وأشارت وزارة الصحة إلى أن هناك العديد من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
65 ألف طفل يواجهون خطر الموت
إنسانيًا، جدّد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة التحذير من مجاعة متسارعة تهدّد حياة أكثر من 2.4 مليون شخص في قطاع غزة، بينهم 65 ألف طفل معرّضون للموت بسبب سوء التغذية، وذلك في ظل استمرار الاحتلال في استخدام التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين العُزّل في القطاع.
وأوضح المكتب، في بيان صحفي صدر مساء أمس الجمعة، أن قوات الاحتلال تمنع، منذ 70 يومًا، إدخال المساعدات الإنسانية الأساسية والوقود إلى القطاع "في انتهاك صارخ لكافة القوانين والمواثيق الدولية، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف الأربع".
وأضاف أن الاحتلال يواصل منذ 70 يومًا إغلاق "جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، ما أدى إلى منع إدخال نحو 39 ألف شاحنة مساعدات إنسانية ووقود ودواء، رغم الحاجة الملحّة والطارئة لها في ظل الانهيار الإنساني والصحي المتسارع، وفي سياق الإبادة الجماعية والقتل المستمر بحق المدنيين على مدار الساعة".
وأشار البيان إلى أن توقف جميع المخابز في قطاع غزة عن العمل منذ 40 يومًا "تسبب بحرمان شعبنا الفلسطيني من الخبز، وتفاقم المجاعة ونقص التغذية، لا سيما في أوساط الأطفال والمرضى وكبار السن، حيث بات أكثر من 65 ألف طفل معرضون للموت بسبب سوء التغذية وانعدام الغذاء واستخدام الاحتلال لسياسة التجويع ضد المدنيين"، مؤكدًا أن المجاعة "باتت تفتك على نحو متسارع بعشرات الآلاف من العائلات الفلسطينية".
ووصف البيان ما يجري بأنه "جريمة ممنهجة" ترتقي إلى مستوى الإبادة الجماعية، مطالبًا المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالتدخل الفوري لوقف الحصار، وفتح المعابر بشكل عاجل، وإرسال بعثات دولية للتحقيق في جرائم الاحتلال ومحاسبة المسؤولين عنها.
كما حمّل المكتب قوات الاحتلال والدول الداعمة لها، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا "المسؤولية القانونية والأخلاقية الكاملة عن الجرائم المرتكبة وتبعاتها الكارثية والخطيرة على الحياة المدنية، وعلى الصحة العامة، وعلى مصير مئات الآلاف من الأطفال والمرضى والمسنين".
دعوة أممية لإدخال المساعدات فورًا
وفي سياق متصل، جدّدت الأمم المتحدة، أمس السبت، مطالبتها دولة الاحتلال بالسماح الفوري بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في ظل استمرار الحصار الخانق المفروض على القطاع منذ آذار/مارس الفائت، محذرةً من أن السكان لم يعودوا قادرين على تحمّل تكاليف الغذاء.
وقالت المنظمة، في منشور عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس"، إن المساعدات تُمنع من دخول غزة منذ أكثر من شهرين، مضيفةً أن سكان القطاع "لا يمكنهم تحمل تكاليف الغذاء الأساسي"، وأن "الجهود الإنسانية متوقفة" بشكل كامل.
وأشارت إلى أن "برنامج الأغذية العالمي لديه مساعدات غذائية جاهزة للتوزيع فور إعادة فتح الحدود"، مؤكدةً أن إيصال المساعدات ضروري "بشكل عاجل لإنقاذ الأرواح" في القطاع.
وكانت الأمم المتحدة قد حذّرت، الجمعة، من استخدام دولة الاحتلال للمساعدات في غزة كـ"طعم" من أجل إجبار السكان على النزوح من مناطقهم، خاصةً من شمال القطاع إلى جنوبه، نافيةً مزاعم الاحتلال بوجود فشل في توزيعها داخل القطاع.