الحرارة المرتفعة تؤرق اللاعبين والمشجعين في بطولة ويمبلدون
28 يونيو 2025
تستعد بطولة ويمبلدون للتنس لانطلاقة غير تقليدية هذا العام، ليس بسبب مفاجآت فنية أو أسماء صاعدة، بل بفعل موجة حر قياسية تهدد بتغيير ملامح البطولة الأشهر على الملاعب العشبية.
وبحسب تقرير لوكالة "رويترز"، تشير التوقعات الجوية إلى أن العاصمة البريطانية لندن ستشهد يوم الاثنين ارتفاعًا حادًا في درجات الحرارة قد يصل إلى منتصف الثلاثينيات مئوية، متجاوزًا الرقم القياسي المسجل لبداية البطولة عام 2001 (29.3 درجة مئوية) ، بل وربما يلامس أو يتجاوز أعلى درجة حرارة شهدتها ويمبلدون على الإطلاق عام 2015 (35.7 درجة مئوية). هذا الارتفاع الحاد يأتي بعد عطلة نهاية أسبوع حارة، ما يضع اللاعبين والمنظمين والجماهير أمام تحديات غير مسبوقة.
قاعدة الحرارة تدخل حيّز التنفيذ
في ظل هذه الظروف، من المرجح أن تُفعّل "قاعدة الحرارة" الخاصة ببطولة ويمبلدون، والتي تعتمد على مؤشر "الكرة الرطبة الكروية" (WBGT)، وهو مقياس يأخذ في الاعتبار درجة الحرارة المحيطة، الرطوبة، سرعة الرياح، وزاوية الشمس. عند بلوغ هذا المؤشر 30.1 درجة مئوية أو أكثر، يُسمح باستراحة مدتها 10 دقائق بعد المجموعة الثانية في مباريات الثلاث مجموعات، وبعد المجموعة الثالثة في مباريات الخمس مجموعات. وخلال هذه الاستراحة، يمكن للاعبين مغادرة الملعب، لكن دون تلقي تدريب أو علاج طبي.
اللاعبون المصنفون وأصحاب الخبرة الذين اعتادوا على التدريب في أجواء حارة قد يتمكنون من التكيف مع الظروف القاسية، لكن الخطر الحقيقي يهدد اللاعبين الأقل خبرة أو أولئك القادمين من بيئات معتدلة
التأثير على الأداء.. وتكتيك اللعب
يرى الدكتور كريس تايلر، الباحث في فسيولوجيا البيئة بجامعة روهامبتون، أن الحرارة المرتفعة قد تؤثر بشكل مباشر على جودة المباريات. ويقول: "رغم أهمية قاعدة الحرارة، إلا أنها لا تأخذ بعين الاعتبار الجهد البدني الفعلي للاعبين، والذي يشكل 80% من ارتفاع حرارة أجسامهم". ويضيف: "في مثل هذه الظروف، قد يلجأ اللاعبون إلى تقصير النقاط، ما قد يقلل من الإثارة والمتعة بالنسبة للجماهير".
ويحذر تايلر من الاعتماد المفرط على المناشف المثلجة، مشيرًا إلى أنها تمنح شعورًا مؤقتًا بالراحة دون أن تخفض فعليًا درجة حرارة الجسم الأساسية. وبدلاً من ذلك، ينصح بتبريد مناطق مثل القدمين، الساعدين، والفخذين، حيث تتركز الأوعية الدموية القريبة من السطح، ما يعزز فعالية التبريد.
تفاوت في القدرة على التكيف
اللاعبون المصنفون وأصحاب الخبرة الذين اعتادوا على التدريب في أجواء حارة قد يتمكنون من التكيف مع الظروف القاسية، لكن الخطر الحقيقي يهدد اللاعبين الأقل خبرة أو أولئك القادمين من بيئات معتدلة. هؤلاء قد يجدون صعوبة في تعديل أسلوب لعبهم أو الحفاظ على تركيزهم البدني والذهني، ما قد يؤثر على نتائجهم ويزيد من احتمالات الإصابة أو الإرهاق.
من جانبها، أكدت اللجنة المنظمة للبطولة أنها وضعت خططًا شاملة للتعامل مع الظروف الجوية القاسية. وجاء في بيان رسمي: "الطقس القاسي هو عنصر أساسي في خططنا التنظيمية، ونحن مستعدون للتعامل مع موجة الحر المتوقعة من خلال إجراءات وقائية تشمل اللاعبين، الجماهير، الموظفين، وفتيان وفتيات جمع الكرات".
وتشمل هذه الإجراءات:
- زيادة عدد محطات تعبئة المياه المجانية داخل الملاعب.
- بث تنبيهات الطقس الفورية عبر الشاشات العملاقة والموقع الرسمي.
- تعديل جداول عمل الموظفين لتقليل فترات التعرض للشمس.
- استخدام "خرائط الظل" لمساعدة الزوار على إيجاد أماكن مظللة.
ورغم أن يومي الاثنين والثلاثاء سيشهدان ذروة الموجة الحارة، إلا أن التوقعات تشير إلى انخفاض درجات الحرارة إلى العشرينات مئوية خلال بقية الأسبوع، مع احتمال هطول أمطار خفيفة، ما قد يعيد بعض التوازن إلى أجواء البطولة.