11-ديسمبر-2024
الدفاع المدني في غزة

فلسطينيون يقفون فوق أنقاض منازل جراء استهدافها من قبل جيش الاحتلال في دير البلح (رويترز)

أعاد الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، محمود بصل، في مؤتمر صحفي عقد اليوم الثلاثاء، التذكير بأنهم أعربوا خلال مؤتمر عقد في ساحة مجمع الشفاء الطبي، في مثل هذا اليوم من كانون الأول/ديسمبر 2023، عن مخاوفهم من انهيار منظومة الدفاع المدني بعد بدء العداون الإسرائيلي على مختلف أنحاء القطاع في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وأضاف بصل في بيانه أنه "اليوم وبعد 430 يومًا من الحرب حصل ما خشينا وحذرنا منه، وأصبحنا فعليًا بلا مقومات عمل ولحق بجهازنا الخدماتي تدميرًا كبيرًا"، مؤكدًا أن "جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة يمر هذه الأيام بالمرحلة الأصعب منذ تاريخ إنشائه منذ عام 1994 في ظل تآكل الكادر البشري وتدمير المعدات والآليات".

وأوضح بصل أن الدفاع المدني فقد خلال العدوان الإسرائيلي على غزة "89 كادرٍ من العاملين الميدانيين من أصل 314 كادرٍ ميداني، وأصيب 304 آخرين، كما اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي 22 عنصرًا"، وتابع مضيفًا أن الدفاع المدني "فقد كليًا 40 مركبة إطفاء وإنقاذ وإسعاف من أصل 72 مركبة، مما أحدث عجزًا كبيرًا في مستوى الاستجابة الإنسانية".

تعتمد طواقم الدفاع المدني في الوقت الراهن على "مركبات الإطفاء والإنقاذ بالدفع اليدوي لتستجيب لنداءات المواطنين"

وأشار بصل إلى أن جيش الاحتلال لم يتوقف عند هذا الأمر من الاستهداف والتدمير "بل لا زال ينتهج سياسة منع وصول الوقود للدفاع المدني ويمنع إدخال قطع إصلاح مركباتنا بعد أن دمر مخزوننا من الأجهزة و المعدات والتي تقدر بنحو (مليون وثلامائة ألف دولار)؛ مما أدى إلى تفاقم وتعميق حالة العجز وتشعب العقبات أمام أداء واجبنا"، مؤكدًا أن العدوان "أضعف عمليات الاستجابة الإنسانية".

ولفت بصل إلى أن طواقم الدفاع المدني تعتمد في الوقت الراهن على "مركبات الإطفاء والإنقاذ بالدفع اليدوي لتستجيب لنداءات المواطنين"، وانتهز احتفال دول العالم بـ "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان"، الذي يصادف العاشر من كانون الأول/ديسمبر من كل عام، للإشارة إلى أن القطاع "يتعرض منذ 14 شهرًا لإبادة جماعية والى تطهير عرقي في قطاع غزة"، دون أن "يلتفت إلينا أحد من هذا العالم الذي يتغنى بحقوق الإنسان".

وتساءل بصل في المؤتمر الصحفي مخاطبًا المجتمع الدولي "أما آن الأوان لتتحركوا لوقف عمليات القتل والحرق والتدمير والإبادة الجماعيةز أما آن الأوان ن بعد قتل أكثر من 60 ألف شهيد ومفقود، بينهم أكثر من 6000 امرأة و أكثر من 14000 طفلًا، وإعاقة أكثر من 23000 مصابًا، والآلاف ممن فقدوا والديهم وهم الآن بلا أم أو بلا أب".

وحذر بصل من أن "جهاز الدفاع المدني على مقربة من إعلان تحييد خدماته الإنسانية وخروجه عن الخدمة في كافة محافظات قطاع غزة"، وهو ما سيؤدي إلى فقدان نحو 2.4 مليون فلسطيني للتدخلات الإنسانية، محملًا "الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الإميركية تداعيات استمرار هذا العدوان وترك أبناء شعبنا الأعزل بلا استجابة وتدخل إنساني".

وطالب بصل في المؤتمر الصحفي المنظمات الإنسانية والأممية بـ"الضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل إدخال الوقود للدفاع المدني في قطاع غزة وإدخال المعدات اللازمة من أجل إسعافه، وإبقاء عمله مستمر"، مضيفًا أن الدفاع المدني "يحمل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تداعيات عدم إمدادنا بالوقود وبمعدات الإنقاذ والإطفاء واستهداف طواقمنا ومركباتنا".

وختم بصل المؤتمر الصحفي مشددًا على ضرورة "الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار لأسباب إنسانية (في القطاع)"، بالإضافة إلى "العمل على وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق إلى جميع الأطفال والأسر المحتاجة، والإسراع بفتح جميع المعابر، بما في ذلك السماح بدخول ما يكفي من الوقود والمواد اللازمة لتشغيل مركبات الدفاع المدني وإعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية".

وكان مدير مجمع الشفاء الطبي الحكومي في قطاع غزة، محمد أبو سلمية، قد كشف في مؤتمر صحفي في وقت سابق من الأسبوع الجاري أن "عدد الجرحى الذين بُترت أطرافهم السفلية والعلوية بلغ أكثر من أربعة آلاف، جلّهم من الأطفال"، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على غزة، مشيرًا إلى أن "عدد من يحتاجون إلى إعادة تأهيل نتيجة إصابات في العمود الفقري والدماغ بلغ أكثر من ألفين، وهم طريحو الفراش".

كما قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيان، الجمعة الماضي، إن جيش الاحتلال يواصل استهدافه المنهجي لمستشفيات شمال قطاع غزة، مما أدى إلى خروج العديد منها عن الخدمة بشكل شبه كامل، مؤكدًا أن الاحتلال يتبع سياسات عسكرية مباشرة تهدف إلى القضاء على مقومات الحياة في المنطقة، بالتزامن مع ارتكابه جريمة التهجير القسري للسكان.