30-نوفمبر-2024
لا يزال بعض النازحين في مراكز الإيواء (AP)

لا يزال بعض النازحين في مراكز الإيواء (AP)

بعد الإعلان عن سريان وقف إطلاق النار في لبنان، بدأت جموع النازحين بالعودة إلى مدنهم وقراهم، باستثناء البعض القليل الذي اختار البقاء في مراكز الإيواء.
في مدينة صيدا، أُفرغ 13 مركزًا من النازحين بعد مغادرتها، ولم يبقَ سوى 11 عائلة في 3 مراكز، لأن بيوتهم دُمّرت، وليس لديهم أي وجهة يقصدونها إن طُلب منهم إفراغ المراكز.

تتحدث سعاد رضا، وهي نازحة من مدينة النبطية، لصحيفة "العربي الجديد"، قائلة إنها في بداية العدوان نزحت إلى بلدة الوردانية في قضاء الشوف، وبقيت عند أقاربها لمدة شهر. ثم انتقلت إلى منطقة بقعاتا لدى أقارب آخرين، وبعد أسبوع قررت التوجه إلى مدينة صيدا وقصدت أحد المراكز التي تؤوي النازحين في المدينة. وظلت هناك إلى أن تم الإعلان عن التوصل لوقف إطلاق النار.

يقول النازح حيدر: "صحيح أنه تم الإعلان عن وقف إطلاق النار، لكنني أنا وعائلتي لم نستطع الذهاب إلى بلدتنا، ولا أعلم حتى اللحظة ما الذي حل ببيتي"

وعن وضعها، تقول سعاد : "أعيش وحدي في بيتي، وليس لدي معيل. كنت أعمل موظفة لدى وزارة الصحة، وأملك محلًا قرب الوزارة لتصوير الأوراق والمستندات. لكنني تقاعدت من عملي في الوزارة قبل عامين، وبقيت أعمل في محلي الصغير، وبسبب الحرب توقفت عن العمل".

وبخصوص عودتها إلى النبطية، أشارت إلى أن العائلات التي كانت معها في المركز وعادت إلى المدينة أخبروها بأن معظم البيوت إما تضررت بشكل كبير أو دُمرت. وعلمت أن بيتها تضرر ولم يعد صالحًا للسكن. كما أن البنية التحتية في المدينة تضررت بشكل كبير، وهذا يجعل الإقامة فيها صعبة. وقالت: "لا أستطيع العودة إلى بيتي قبل أن تقوم وزارة الأشغال العامة والنقل بإصلاح شبكة الكهرباء والمياه، وقبل أن يتم ترميم ما تهدم منه".

بدوره، يقول النازح حيدر: "صحيح أنه تم الإعلان عن وقف إطلاق النار، لكنني أنا وعائلتي لم نستطع الذهاب إلى بلدتنا، ولا أعلم حتى اللحظة ما الذي حل ببيتي". ويضيف: "لا أستطيع استئجار سيارة تنقلني إلى بيتي، كما أنني أعاني من إعاقة في قدمي. وإذا جلست على الأرض، لا أستطيع الوقوف إلا إذا ساعدني أحد. فكيف أذهب إلى بيتي وليس معي سيارة ولا حتى مال؟".

وأوضح حيدر أن عائلته وعائلتين فقط بقوا في مركز الإيواء، في حين غادر الجميع. وهو لا يعلم إلى أين سيذهب إن طُلب منه مغادرة المركز. وطالب بمساعدته للعودة إلى منزله، على الرغم من التحديات التي ستواجهه في ظل تضرر البنية التحتية في مدينته.

أما النازحة مريم الحسن، وهي من بلدة البستان، إحدى قرى قضاء صور، فتقول لـ"العربي الجديد": "توجهنا إلى مركز إيواء في مدرسة في صيدا بعدما قضينا ساعات طويلة على الطرقات. عانينا كثيرًا، وخصوصًا مع بدء فصل الشتاء. لا ملابس شتوية، ولا أغطية، ولا شيء. ولا يوجد غاز للاستحمام أو التدفئة. أما بالنسبة للطعام، فنحن نتدبر أمورنا بما تقدمه لنا إحدى الجمعيات".

وعن منزلها، تشير مريم إلى أنها لا تعلم إن كان لا يزال سليمًا أو تضرر. وتلفت إلى أنها مريضة وتحتاج إلى أدوية وعلاج، ولا تملك المال الكافي للعودة إلى بيتها. لذا فضّلت البقاء في المركز الذي غادره معظم النازحين حتى تتضح الصورة لديها. فهي لا تعرف إن كان وقف إطلاق النار سيستمر أو ستعاود إسرائيل عدوانها، ولا ترغب بالبقاء في الطرقات لساعات طويلة مرة أخرى أو أن تبحث عن مركز إيواء جديد.

وتتابع: "عاد الغالبية إلى بيوتهم، وبقيت مع بعض الأفراد هنا. لا أرغب في العودة حاليًا، لكنني لا أعلم إن كانت خدمات تقديم الطعام ستبقى على حالها أم لا. ولا أعلم إن كانوا في المركز سيسمحون لنا بالبقاء أم لا. بكل الأحوال، مصيري أنا وابني وابنتي مجهول، ولا نعرف ما الذي سيحل بنا".