الرجل المُقرب من نتنياهو.. ماذا نعرف عن إيال زامير رئيس أركان جيش الاحتلال؟

عيّن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بالاتفاق مع وزير الأمن، يسرائيل كاتس، الجنرال المتقاعد إيال زامير رئيسًا للأركان خلفًا للجنرال هرتسي هاليفي، الذي قدم استقالته من منصبه عقب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين حكومة الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الأسبوع الماضي، حيثُ من المقرر أن تدخل استقالة هاليفي حيز التنفيذ يوم السادس من آذار/مارس المُقبل.

وكان هاليفي الذي شغل منصب رئيس الأركان في جيش الاحتلال منذ عام 2022 قد قدم استقالته من منصبه في 21 كانون الثاني/يناير الماضي. وقال هاليفي في بيان استقالته "انطلاقًا من الاعتراف بفشل الجيش الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وفي النقطة الزمنية التي سجل فيها الجيش الإسرائيلي إنجازات كبيرة ويتواجد في عملية تطبيق الاتفاق لتحرير المخطوفين"، مضيفًا "سأحمل النتائج المروعة لهذه الأحداث إلى الأبد"، وذلك في إشارة لعملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية.

ويُعرف عن زامير (59 عامًا) الذي ولد في مدينة إيلات جنوبي الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1966، أنه خدم في جيش الاحتلال لمدة 38 عامًا. شارك في قمع الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 والثانية عام 2008، كما كان له دور في الحروب التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة. إلى جانب ذلك، شارك في الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وتورط في ارتكاب مجازر بحق المدنيين الفلسطينيين في مخيمي صبرا وشاتيلا.

شارك إيال زامير في الحروب التي شنها جيش الاحتلال ضد المقاومة الفلسطينية خلال الانتفاضتين الأولى والثانية، وأيضًا لبنان، بما في ذلك مجزرة صبرا وشاتيلا  

التحق زامير بجيش الاحتلال بعد تخرجه من المدرسة الإعدادية العسكرية للقيادة الصغرى، إذ بدأ مسيرته العسكرية في سلاح المدرعات. ومن ثم بدأ زامير التدرج في صفوف جيش الاحتلال عبر شغل منصب قائد قوات المدرعات الاحتياطية، بالإضافة إلى قائد اللواء المدرع السابع، قائد فرقة الاحتياط 143، قائد الفرقة 36، وقائد القوات البرية.

انتقل زامير إلى العمل في منصب السكرتير العسكر لنتنياهو بين عامي 2012 و2015، ثم عاد إلى تولي منصب قائد المنطقة الجنوبية، وتشير التقارير إلى أن زامير كان له دور كبير في قمع هبّة الفلسطينيين على حدود غزة التي اندلعت في نيسان/أبريل 2018. وبعد ذلك تولى زامير منصب نائب رئيس الأركان الذي كان يشغله حينها أفيف كوخافي، حيثُ استمر في شغل هذا المنصب ما بين عامي 2018 – 2021، وقد كان له دور بارز حينها في التخطيط والإشراف على العمليات العسكرية في غزة والضفة الغربية.

وبحسب صحيفة "هآرتس" العبرية، فإن زامير شغل منصب المدير العام لوزارة الدفاع منذ عام 2023، بعد تقاعده من الجيش نتيجة لخسارته منصب رئيس الأركان في جيش الاحتلال لصالح هاليفي الذي اختِير لهذا المنصب. وبعد تعيين كاتس في منصب وزير الأمن في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، قدم زامير طلبًا للتقاعد من الخدمة، لكن احتفظ في منصبه بناء على طلب كاتس حتى يتم تعيين مدير عام جديد خلفًا له.

ونقلت "هآرتس" عن مصدر مطلع على العلاقة بين زامير ونتنياهو أن "زامير كان قريبًا جدًا من رئيس الوزراء"، وتضيف الصحيفة العبرية نقلًا عن المصدر ذاته أن زامير "لم يكن يخشى التعبير عن آرائه التي لا تتوافق دائمًا مع آراء نتنياهو"، مشيرًا إلى أنه "كان بإمكانك رؤية الديناميكية بينهما. كانا يتبادلان كلمة خاصة عندما لم يكن الآخرون ينظرون، وكان من الواضح أن هناك شيئًا أكثر هناك"، مؤكدًا أن زامير "كان مباشرًا للغاية".

📌 منذ اندلاع الحرب على غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، اعتمدت "إسرائيل" بشكل متزايد على أنظمة الذكاء الاصطناعي في عملياتها العسكرية.

📌 تُستخدم هذه الأنظمة لجمع وتحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة فائقة، تشمل اتصالات الهواتف المحمولة ولقطات الطائرات بدون طيار وصور الأقمار… pic.twitter.com/O1AQGhgJu7

— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 31, 2025

ويشير موقع تايمز أوف إسرائيل إلى أن زامير بمجرد توليه منصبه كرئيس لأركان جيش الاحتلال، فإنه سيكون مسؤولًا عن تعيين العديد من القادة، وذلك بالنظر إلى أن تعيينات كبار الضباط كانت معلقة، فضلًا عن التوقعات باستقالة العديد من الضباط في المناصب جيش الاحتلال على خلفية عملية "طوفان الأقصى". كما أن زامير كان مرشحًا لشغل هذا المنصب في عامي 2018 و2022 على التوالي.

وتُفيد التقارير بأن زامير كان قد دعا في مقال له نُشر في عام 2007 إلى تبني سياسات عقابية ضد كل من يدعم المقاومة الفلسطينية، على أن تشمل هذه السياسات العقوبات الاقتصادية، بالإضافة إلى قطع الكهرباء عن المناطق التي تنطلق منها الهجمات. كذلك طالب بإجراء مناورات برية واسعة داخل القطاع لتحقيق حسم عسكري سريع، بدلًا من الانجرار إلى مواجهات طويلة الأمد تتيح للفصائل الفلسطينية إعادة بناء قدراتها.

وهو من جنرالات جيش الاحتلال الذين لديهم من مخاوف من التكنولوجيا المتقدمة على حساب القوات البشرية البرية، لكنه يرى أيضًا أنه يمكن الجمع بين الابتكار التكنولوجي والقوة العسكرية التقليدية لمواجهة الأخطار المتزايدة. ويعتبر زامير أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تحسين، بل يمثل ثورة ستغير طبيعة الحرب بالكامل، وفقًا لتقرير قناة "القاهرة الإخبارية"، التي تضيف أن زامير يعتبر إيران التهديد الأكبر للاستقرار الإقليمي والعالمي.