20-أبريل-2025
امرأة تسير بين ركام المباني المدمرة في قطاع غزة

(Getty) امرأة تسير بين ركام المباني المدمرة في قطاع غزة

تتواصل حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة ليوم آخر، يُمعن فيه جيش الاحتلال في تدمير ما تبقى من البنية التحتية، ويواصل قتل كل إمكانيات البقاء في سياق مساعيه لإفراغ القطاع من سكّانه وتهجيرهم قسرًا، وذلك وسط استمرار الصمت الدولي والعجز العربي أمام مخططات حكومة نتنياهو.

واستُشهدت فلسطينية، وأُصيب عشرات آخرون، جراء غارة إسرائيلية استهدفت خيام النازحين في محيط منطقة العطّار، في المواصي الجنوبية لمدينة خانيونس، وفقًا لما أفاد به "التلفزيون العربي" نقلًا عن مراسله في قطاع غزة.

وأوضح مراسل "التلفزيون العربي" أن المنطقة المستهدفة تُعد آمنة وفق ادعاءات الاحتلال، لافتًا إلى أن الغارة أسفرت عن استشهاد وإصابة العشرات، بالإضافة إلى حرق خيام النازحين. كما ارتقى ثلاثة شهداء، وأُصيب العشرات، بينهم إصابات خطيرة، جراء غارة استهدفت منزلًا في غرب مخيم النصيرات وسط القطاع.

استُشهد 56 فلسطينيًا جراء غارات الاحتلال على عدة مناطق في قطاع غزة منذ فجر يوم أمس السبت

وطال القصف الإسرائيلي منزلًا في محيط مقبرة السوارحة بمخيم 2 في النصيرات، وفي محيط أرض أبو معلا شمال غرب النصيرات، فيما أطلقت آليات الاحتلال النيران باتجاه مخيم المغازي وسط القطاع.

كما نسفت قوات الاحتلال عدة مبانٍ سكنية شرقي مدينة غزة، وأخرى شمالي مدينة رفح، في حين شنت غارة في محيط مخيم الصمود للنازحين غرب مدينة خانيونس، وأخرى شمال بلدة عبسان الكبيرة شرق خانيونس، جنوب قطاع غزة.

وأفادت مصادر طبية باستشهاد 56 فلسطينيًا جراء غارات الاحتلال على عدة مناطق في القطاع منذ فجر يوم أمس السبت. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، في تقريرها الإحصائي اليومي، إن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع ارتفع إلى 51.157 شهيدًا و116.724 مصابًا، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بينهم 1783 شهيدًا و4.683 مصابًا، منذ خرق اتفاق وقف إطلاق النار في 18 آذار/مارس الفائت.

وقالت إن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الـ48 ساعة الماضية 92 شهيدًا و219 مصابًا جراء القصف الإسرائيلي المتواصل، فيما لا يزال العديد من الضحايا إما تحت الركام أو في الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

نتنياهو يتعهد بمواصلة الحرب

وفي سياق متصل، تعهّد رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بمواصلة الحرب المستمرة على قطاع غزة للشهر التاسع عشر حتى القضاء على قدرات حركة "حماس" المدنية والعسكرية بشكل كامل، وفق قوله.

وقال نتنياهو، في كلمة مصوّرة أمس السبت: "لا خيار أمامنا سوى مواصلة القتال حتى النصر، نحن في مرحلة حاسمة"، مضيفًا: "حماس رفضت عرضًا للإفراج عن نصف المختطفين (الأسرى) الأحياء وعدد كبير من جثامين الموتى منهم، وطالبت بإنهاء الحرب، وهذا غير مقبول"، وفق زعمه.

وادعى أنه: "في حال عدم القضاء على حكم حماس، فإن تكرار ما حدث في السابع من أكتوبر هو مجرد مسألة وقت". كما قال إن: "من يطالبون بإنهاء الحرب يرددون كلمة بكلمة دعاية حماس، لن ننهي الحرب هذه قبل أن نهزم حماس ونستعيد مختطفينا، ونضمن أن غزة لن تعود تهديدًا"، وفق قوله.

تفاقم الأزمة الإنسانية

أما إنسانيًا، فقد حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، أمس السبت، من تداعيات افتقار مستشفيات الأطفال وحديثي الولادة في قطاع غزة، إلى المعدات الطبية الكافية، مؤكدةً أنها تعمل في ظروف بالغة الصعوبة.

وقالت المنظمة، في منشور على حسابها عبر منصة "إكس"، إن: "بقاء أطفال غزة على قيد الحياة يعتمد على إعادة فرض وقف إطلاق النار، ودخول المساعدات إلى القطاع". كما شددت على ضرورة السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة مجددًا.

بدوره، حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع. وأشار البرنامج إلى وجود ما يقرب من مليوني شخص، معظمهم من النازحين، يعتمدون بشكل كلي على المساعدات الإنسانية لتأمين احتياجاتهم من الغذاء، مؤكدًا أنهم يعيشون من دون أي مصدر دخل.