الفيفا يدين الإساءة العنصرية لسيمينيو ويتعهد بالمحاسبة
17 أغسطس 2025
أدان رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، في بيان حازم، الإساءة العنصرية التي تعرض لها مهاجم بورنموث، أنطوان سيمينيو، خلال مباراة فريقه أمام ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز، مؤكدًا أن "كرة القدم لا مكان فيها للعنصرية أو أي شكل من أشكال التمييز".
وأضاف إنفانتينو: "شجاعة سيمينيو وأداؤه على أرض الملعب، رغم ما واجهه من إساءة، يمثلان مثالًا قويًا على القوة والكرامة للاعبين حول العالم". وأشار إلى أن لجنة "صوت اللاعبين"، التي أُنشئت ضمن خطة الفيفا لمكافحة العنصرية في 2024، ستتواصل مع اللاعب الغاني وتتابع القضية عن كثب، في إطار التزام الفيفا بحماية اللاعبين وضمان اتخاذ الجهات المنظمة والسلطات القانونية للإجراءات المناسبة.
ما يجعل هذه الحادثة أكثر من مجرد واقعة فردية هو السياق الذي جاءت فيه. فقبل أيام فقط، تعرض مهاجم توتنهام الفرنسي، ماثيس تيل، لإساءات عنصرية عبر الإنترنت
البيان جاء بعد حادثة مؤسفة وقعت في الدقيقة 29 من الشوط الأول في ملعب أنفيلد، حيث أوقف الحكم أنتوني تايلور المباراة مؤقتًا بعد أن تعرض سيمينيو لإساءة عنصرية من أحد الجماهير. وتم طرد المشجع من المدرجات، قبل أن تؤكد شرطة ميرسيسايد لاحقًا أنه تم اعتقاله بتهمة ارتكاب مخالفة عنصرية مشددة، ويخضع للتحقيق.
ورغم الواقعة، واصل سيمينيو المباراة وسجل هدفين، في رد ميداني صامت لكنه بالغ التأثير. وفي اليوم التالي، كتب اللاعب عبر حسابه على إنستغرام: "ما سيبقى في ذاكرتي ليس كلمات شخص واحد، بل وقوف عائلة كرة القدم بأكملها إلى جانبي".
ردود الفعل لم تقتصر على الفيفا، إذ خرج الرئيس التنفيذي للدوري الإنجليزي الممتاز، ريتشارد ماسترز، بتحذير شديد اللهجة، مؤكدًا أن أي شخص يثبت تورطه في إساءة عنصرية داخل الملاعب سيُمنع من حضور المباريات، وقد يواجه الملاحقة القضائية. وقال: "لا ينبغي لأي لاعب أن يتعرض لمثل هذا النوع من الإساءة، سواء في مكان عمله أو عبر الإنترنت. إنها مشكلة مجتمعية تتسرب إلى كرة القدم، ويجب أن نتصدى لها بكل حزم".
لكن ما يجعل هذه الحادثة أكثر من مجرد واقعة فردية هو السياق الذي جاءت فيه. فقبل أيام فقط، تعرض مهاجم توتنهام الفرنسي، ماثيس تيل، لإساءات عنصرية عبر الإنترنت بعد إضاعته ركلة جزاء في مباراة كأس السوبر الأوروبي أمام باريس سان جيرمان. وبين الواقعتين، تتضح ملامح أزمة أعمق: كيف يمكن لكرة القدم أن تحمي لاعبيها في زمن تتداخل فيه المدرجات مع المنصات الرقمية، وتتحول فيه لحظة ضعف إلى موجة من الكراهية العابرة للحدود؟
وسط هذه الأزمة الأخلاقية، تتجدد الدعوات لتشديد العقوبات وتفعيل آليات الرقابة، ليس فقط لحماية اللاعبين، بل لترسيخ قيم الاحترام والتنوع التي تمثل جوهر الرياضة.