مع استمرار حملة الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ421 على التوالي، يواجه القطاع خطر مجاعة شاملة وأزمة إنسانية غير مسبوقة، وسط دعوات متكررة من المجتمع الدولي لرفع الحصار وضمان وصول المساعدات الضرورية لإنقاذ أرواح المدنيين.
وكشف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عن إغلاق جميع المخابز في وسط قطاع غزة بسبب نقص الإمدادات، نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عام. وأوضح البرنامج أن الخبز، الذي يُعد شريان الحياة للعديد من العائلات، أصبح بعيد المنال لسكان القطاع.
وفي تصريح صحفي نقلته وكالة "الأناضول"، دعا البرنامج إلى تأمين وصول آمن للمساعدات الإنسانية، مشددًا على ضرورة التحرك العاجل لتجنب كارثة إنسانية.
الدفاع المدني في غزة: "فوجئنا بالفشل الذريع للمنظمات الدولية العاملة في القطاع وتماهيها مع الاحتلال"
ومن جهة أخرى، أفاد الدفاع المدني في قطاع غزة بأن سكان محافظة شمال القطاع يعانون من مجاعة حقيقية جراء منع الاحتلال دخول المساعدات والسلع الأساسية. واتهم الدفاع المدني برنامج الأغذية العالمي برفض توزيع الطحين الموجود في مخازنه، مضيفًا: "فوجئنا بالفشل الذريع للمنظمات الدولية العاملة في القطاع وتماهيها مع الاحتلال"، وفقًا لما نقله موقع "الترا فلسطين".
وفي سياق متصل، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن أزمة الجوع في غزة وصلت إلى مستويات حرجة، حيث تضاعفت أسعار المواد الغذائية الأساسية بأكثر من 1000% مقارنة بفترة ما قبل حملة الإبادة الجماعية. وأشار المكتب إلى أن القيود المفروضة على دخول الإمدادات أدت إلى تقليص عدد المخابز العاملة من 19 إلى 7 فقط.
وقالت وكالة "الأونروا" في تصريحات نقلتها وكالة "الأناضول" إن الجوع يدفع العديد من السكان إلى البحث عن بقايا الطعام بين النفايات، ما يعكس حجم الأزمة التي يعيشها نحو مليوني نازح فلسطيني جراء الهجمات الإسرائيلية.
وأدت العملية العسكرية الإسرائيلية شمال قطاع غزة إلى نزوح أكثر من 130 ألف شخص خلال الأسابيع السبعة الماضية، وفق ما صرح به فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة "أونروا". وذكر مكتب "أوتشا" أن أكثر من 545 ألف شخص يعيشون في مبانٍ متضررة أو ملاجئ مؤقتة، وسط نقص حاد في المأوى والمواد اللازمة لتوفير الحماية مع اقتراب فصل الشتاء.
ورغم المناشدات الدولية، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تشديد الحصار ومنع إدخال المساعدات الإنسانية الأساسية، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الصحية والغذائية. وذكر ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن القيود الإسرائيلية على إدخال غاز الطهي أجبرت السكان على استخدام النفايات كوقود، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض التنفسية.