تقترب فصائل المعارضة السورية من الإعلان عن السيطرة الكاملة على مدينة حلب، وذلك بعدما تمكنت خلال العملية العسكرية التي أطلقتها، الأربعاء الماضي، تحت مسمى "ردع العنوان" من السيطرة على ريف حلب الغربي، بالإضافة إلى مدينة سراقب الاستراتيجية جنوب شرقي إدلب، فيما قالت تقارير إن موسكو سترسل خلال الأيام القادمة مساعدات عسكرية للنظام السوري للتصدي لتقدم فصائل المعارضة.
وقالت وكالة "الأناضول" إن فصائل المعارضة تمكنت من السيطرة على على 108 نقاط وتجمع سكني في محافظتي حلب وإدلب، وذلك بعد ثلاثة أيام من إطلاقها عملية "ردع العدوان"، مشيرةً إلى أن مساحة المناطق التي سيطرت عليها فصائل المعارضة تُقدر بـ850 كم في المحافظتين، ولفتت إلى أن من بين المواقع التي سيطرت عليها فصائل المعارضة، مدينة سراقب الاستراتيجية، التي تعد نقطة تقاطع على طريقي حلب – اللاذقية، وحلب – دمشق.
ونقلت وكالة "رويترز" عن ثلاثة مصادر عسكرية أن النظام السوري أغلق مطار حلب، إضافة إلى جميع الطرق المؤدية إلى المدينة، اليوم السبت. كما قال مصدران عسكريان إن موسكو وعدت النظام السوري بإرسال مساعدات عسكرية إضافية للتصدي للتقدم الذي تحققه فصائل المعارضة في شمال غرب سوريا، وأشار المصدران إلى المساعدات التي ستتضمن عتادًا عسكريًا جديدًا سيبدأ وصولها خلال الـ72 ساعة القادمة.
تقترب فصائل المعارضة السورية من الإعلان عن السيطرة الكاملة على مدينة حلب، وذلك بعدما تمكنت من السيطرة على ريف حلب الغربي، ومدينة سراقب الاستراتيجية جنوب شرقي إدلب
من جانبه، نقل موقع "العربي الجديد" عن مصادر عسكرية في غرفة عمليات "ردع العدوان"، أن فصائل المعارضة تمكنت من تحرير نحو 300 معتقلًا وسجينًا، بينهم نساء من محافظات سورية مختلفة، من سجن حلب المركزي، بالإضافة إلى سجن طارق بن زياد وفرع الأمن العسكري، وكذلك فرع المخابرات الجوية قرب حي الأعظمية، وسط مدينة حلب.
إلى ذلك، دعت إدارة الشؤون السياسية لدى حكومة الإنقاذ، وهي حكومة تتبع لهيئة تحرير الشام، في بيان لها، أمس الجمعة، روسيا إلى "عدم ربط المصالح بنظام الأسد أو شخص بشار، بل مع الشعب السوري بتاريخه وحضارته ومستقبله"، مؤكدة أن "الشعب السوري يسعى لبناء علاقات إيجابية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة مع كل دول العالم بما في ذلك روسيا التي نعتبرها شريكًا محتملًا في بناء مستقبل مشرق لسورية الحرة".
وفي السياق، اتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الدول الغربية الكبرى بواصلة "ممارساتها وهجماتها العدائية ضد سوريا"، مضيفة أن "محاولات استهداف الدولة السورية وسيادتها واستقلالها مستمرة منذ سنوات من قبل الأنظمة المعادية للسلم والأمن الدوليين بصورة عامة، وقد اختارت سوريا وما زالت تتشبث بها هدفًا لعدوانها المستمر والمتواصل".
#سوريا.. فصائل المعارضة تمشط مدينة #حلب وتسيطر على قرى جديدة شرقي #إدلب#ردع_العدوان@ibrahim_trisi pic.twitter.com/JtQ6FFhi5S
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 30, 2024
ويأتي حديث زاخاروفا في الوقت الذي قالت تقارير صحفية إن القوات الروسية نفذت انسحابًا من مواقعها ونقاطها العسكرية في منطقتي تل رفعت بريف حلب الشمالي ومعصران بريف إدلب الشرقي، فجر الجمعة، وذلك عقب التقدم السريع لفصائل المعارضة في المنطقة، في الوقت الذي تواصل فصائل المعارضة تقدمها عسكريًا في ريفي حلب الشمالي والجنوبي وصولًا إلى ريف إدلب.
وكان القيادي في جيش العزة المنضوي ضمن فصائل المعارضة، مصطفى عبد الجابر، قد قال إن التقدم السريع الذي حققته فصائل المعارضة في حلب "يرجع إلى عدم وجود عدد كاف من المسلحين المدعومين من إيران في المحافظة"، بحسب ما نقلت "رويترز"، فيما نقل موقع "العربي الجديد" عن الناطق باسم فصيل "جيش العزة"، مصطفى بكور، قوله إن معركة "ردع العدوان" جاءت ردًا على الحشود المعادية لنظام الأسد وداعميه والتصعيد الأخير خلال الأسابيع الماضية في شمال غرب سوريا.
وبحسب بيانات "إدارة العمليات العسكرية" لعملية "ردع العدوان"، فإن فصائل المعارضة تمكنت من السيطرة على ساحة سعد الله الجابري ومبنى قيادة الشرطة وكتلة مباني جامعة حلب، بالإضافة إلى أحياء صلاح الدين وسيف الدولة والأعظمية والمشهد والأنصاري والزبدية وبستان القصر وباب النيرب والسبيل والمحافظة وتل الزرازير والخالدية والميسر وسلمان الحلبي والكلاسة والسكري والشعار وقاضي عسكر والمرجة داخل مدينة حلب، في مقابل احتفاظ النظام السوري بالسيطرة على بضعة أحياء، بما فيها أحياء السليمانية والعزيزية والميدان.