اليويفا يوافق على إقامة مباريات محلية خارج أوروبا وإسبانيا تدرس استخدام "الفيتو"

وافق الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على إقامة مباريات دوري محلية خارج القارة الأوروبية، تشمل مباراة لفريق برشلونة الإسباني في الولايات المتحدة وأخرى لفريق ميلان الإيطالي في أستراليا، رغم وصفه لهذه الخطوة بأنها "مؤسفة" واستثنائية لا ينبغي أن تُعتبر سابقة قانونية أو تنظيمية. 

هذه الموافقة جاءت وسط جدل واسع بين جماهير كرة القدم الأوروبية، الذين يرون أن هذه المباريات تهدد الروابط التقليدية بين الأندية ومجتمعاتها المحلية، وتؤثر على نزاهة المنافسات المحلية، وتفتح الباب أمام تحولات تجارية قد تغير وجه اللعبة في القارة.

لا تزال الحكومة الإسبانية تدرس ما إذا كانت تملك صلاحية استخدام حق النقض (الفيتو) لإيقاف "خطة ميامي"

المباراة الأولى ستجمع بين فياريال وبرشلونة في مدينة ميامي بولاية فلوريدا يوم 20 كانون الأول/ديسمبر، ضمن منافسات الدوري الإسباني، وستُقام في ملعب "هارد روك" وتُعتبر رسميًا مباراة بيتية لفريق فياريال، رغم أن غالبية الجماهير ستكون من مشجعي برشلونة. أما المباراة الثانية فستجمع بين ميلان وكومو في مدينة بيرث الأسترالية في شباط/فبراير المقبل، ضمن منافسات الدوري الإيطالي، وجاءت نتيجة تعارض موعدها مع افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في ميلانو-كورتينا، حيث يُستخدم ملعب "سان سيرو" لحفل الافتتاح في السادس من شباط/فبراير، ما دفع الدوري الإيطالي لنقل المباراة إلى الخارج.

رئيس اليويفا، ألكسندر تشيفرين، صرح بأن القرار جاء نتيجة غياب قواعد واضحة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تمنع إقامة مثل هذه المباريات، مؤكدًا أن الاتحاد الأوروبي سيساهم في صياغة قواعد مستقبلية تضمن الحفاظ على نزاهة البطولات المحلية والعلاقة الوثيقة بين الأندية وجماهيرها. وأضاف أن هذه الموافقة لا تعني فتح الباب أمام تكرار مثل هذه الحالات، بل يجب اعتبارها استثناءً لا يُبنى عليه.

في إسبانيا، لا تزال الحكومة تدرس ما إذا كانت تملك صلاحية استخدام حق النقض (الفيتو) لإيقاف "خطة ميامي"، ووفقًا لصحيفة "آس"، فقد طلب المجلس الأعلى للرياضة رأيًا قانونيًا من الاتحاد الإسباني لكرة القدم لتحديد مدى إمكانية التدخل الرسمي في هذا المشروع. 

ويواصل نادي ريال مدريد الضغط لإيقاف المباراة، معتبرًا أنها تمثل خطرًا على نزاهة المسابقة وتفتح الباب أمام تلاعب تجاري يهدد التوازن الرياضي في الليغا. ويرى مراقبون أن القرار النهائي للحكومة الإسبانية قد يشكّل سابقة قانونية تحدد مستقبل الدوري الإسباني بين الداخل والخارج، وتؤثر على توجهات الأندية في السنوات المقبلة.

شبكة "مشجعي كرة القدم في أوروبا"، المعترف بها من قبل يويفا، أعربت عن رفضها القاطع لهذه الخطوة، معتبرة أنها تهدد تاريخ واستقرار كرة القدم الأوروبية، وتؤثر سلبًا على مستقبلها داخل القارة وخارجها. وقالت في بيان إن "فرض هذه المباريات من قبل الليغا وسيري آ يهدد بتقويض تاريخهما ونجاحهما المستقبلي، ويلحق ضررًا طويل الأمد بكرة القدم في أوروبا وخارجها".

تسعى الليغا وسيري آ منذ سنوات إلى تنظيم مباريات خارج أراضيها، في محاولة لمنافسة الشعبية العالمية والقوة المالية للدوري الإنجليزي الممتاز. وقد حاولت الليغا وشريكها التجاري الأمريكي "ريليفنت"، منذ عام 2018، تنظيم مباراة لبرشلونة في فلوريدا، لكنها اصطدمت بقواعد فيفا. تغير الوضع بعد انسحاب فيفا من دعوى قضائية ضد شركة "ريليفنت" في محكمة مانهاتن، ما فتح الباب أمام مراجعة القواعد، وأدى إلى تشكيل مجموعة عمل تضم ممثلين قانونيين من يويفا.

شركة ريليفنت، التي أسسها مالك فريق ميامي دولفينز ستيفن روس، أصبحت مؤخرًا شريكًا تجاريًا رئيسيًا ليويفا ورابطة الأندية الأوروبية، وتولت بيع الحقوق التجارية لمسابقات دوري الأبطال وغيرها حتى عام 2033. ومن المتوقع أن تستغل الشركة انتقال النجم السابق لبرشلونة ليونيل ميسي إلى إنتر ميامي لترويج المباراة في جنوب فلوريدا، في وقت يعاني فيه النادي الكتالوني من أزمة مالية منذ رحيل ميسي في 2021، ويأمل أن تساعد هذه المباراة في توسيع قاعدة جماهيره وتعزيز علامته التجارية.

أما ميلان، الذي لم يتأهل لدوري الأبطال هذا الموسم، فيُعد من الأندية المحبوبة لدى الجالية الإيطالية في أستراليا، وقد زار البلاد في مناسبات سابقة. ويُنظر إلى هذه المباراة كفرصة لتعزيز الحضور التجاري للنادي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مستفيدًا من الفراغ الذي أحدثته دورة الألعاب الأولمبية في ملعبه الرئيسي.

في المقابل، أكدت رابطة الدوري الألماني أنها لا تنوي نقل مباريات إلى الخارج، مشيرة إلى أنها ستواجه معارضة جماهيرية قوية إذا حاولت ذلك، ما يعكس تمسك بعض الدوريات الأوروبية بالتقاليد المحلية في مواجهة التوسع التجاري العالمي. وبينما تتجه بعض الأندية نحو العولمة، يبقى مستقبل كرة القدم الأوروبية معلقًا بين الولاء المحلي والطموحات التجارية العابرة للحدود.