أفرج جيش الاحتلال الإسرائيلي عن المخرج الفلسطيني الحائز على جائزة الأوسكار، حمدان بلال، بعد تعرضه لاعتداء من مجموعة مستوطنين واعتقاله في قرية سوسيا، شرق يطا بمحافظة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، وفقًا لما أفاد به المخرج الإسرائيلي الحائز على الأوسكار، يوفال أبراهام، في منشور على منصة "إكس".
يأتي الاعتداء على بلال بعد ثلاثة أسابيع فقط من فوز فيلم "لا أرض أخرى" بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي. الفيلم، وهو إنتاج فلسطيني-إسرائيلي، يوثق تهجير الاحتلال الإسرائيلي لسكان مسافر يطا. وقد شارك في إخراجه، إلى جانب بلال وأبراهام، المخرج الفلسطيني باسل عدرا والمخرجة الإسرائيلية راشيل سزور.
جنود الاحتلال اكتفوا بالمراقبة
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن شهود عيان قولهم إن بلال تعرّض للضرب المبرح حتى سالت دماؤه قرب منزله على يد مستوطنين إسرائيليين، قبل أن تقوم السلطات الإسرائيلية باعتقاله مساء الإثنين في الضفة الغربية المحتلة.
تعرّضالمخرج الفلسطيني حمدان بلال للضرب المبرح حتى سالت دماؤه قرب منزله على يد مستوطنين إسرائيليين، قبل أن تقوم السلطات الإسرائيلية باعتقاله من داخل سيارة الإسعاف
وبحسب المتطوع الأميركي جوزيف كابلان وينغر، الذي يعمل في مبادرة تُعنى بتوفير الحماية في المناطق المعرّضة لعنف المستوطنين، وصادف وقوع الهجوم، فإن ما لا يقل عن 20 مستوطنًا ملثمًا، معظمهم مراهقون مسلحون بالحجارة والعصي والسكاكين، هاجموا بلال في قريته سوسيا.
وأضاف كابلان وينغر أن المستوطنين اقتحموا سوسيا أثناء إفطار السكان في شهر رمضان، واعتدوا على الأهالي، بينما كان بعضهم يردد عبارات تسخر من تهنئة المسلمين بالعيد.
⚡️🇮🇱 BREAKING: Footage of Israeli Settlers Beating and Lynching Hamdan Ballal, Director of the movie "No Other Land" and American Activists.
Soldiers INVADED the Ambulance he called and TOOK him.
His whereabouts are unknown. https://t.co/MAWdr5deHt pic.twitter.com/AaesnIztSs
— Khalissee (@Kahlissee) March 24, 2025
وأشار إلى أنه حاول تنبيه جنود الاحتلال القريبين من خلال إطلاق بوق السيارة، إلا أن الجنود منعوه واثنين من مرافقيه من الوصول إلى منزل بلال، مضيفًا: "الجنود اكتفوا بالوقوف والمراقبة.. وعندما وصلنا لاحقًا، رأينا دماءه على الأرض".
"كان يصرخ طالبًا النجدة"
قال عدرا لصحيفة "الغارديان" البريطانية إن جنود الاحتلال كانوا متواجدين منذ بداية الهجوم، لكنهم لم يتدخلوا. وأضاف: "حاول حمدان حماية عائلته، فهاجمه المستوطنون"، مشيرًا إلى أن الجنود أطلقوا النار في الهواء لمنع أي شخص من مساعدته، وأن بلال "كان يصرخ طالبًا النجدة"، مؤكدًا أن جنود الاحتلال سمحوا للمستوطنين بالاعتداء عليه قبل اختطافه. ووفقًا لـ"الغارديان" اعتقل حمدان مع ثلاثة فلسطينيين آخرين.
وبحسب "الغارديان"، كانت زوجة بلال تسمع صراخه خارج المنزل وهو يقول: "أنا أموت". وأضافت الصحيفة البريطانية أنه عندما دخل عدد من النشطاء إلى منزل بلال ورأوا الدماء على الأرض، أخبرهم أحد أفراد العائلة أنها سالت بعد إصابته في رأسه.
"كان ينزف بشدة"
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي قيام مجموعة من المستوطنين بمهاجمة سيارة نشطاء بالحجارة، أثناء توثيقهم للاعتداء على الفلسطينيين في سوسيا. كما أظهرت إحدى الصور تهشّم الزجاج الأمامي لإحدى السيارات التي كانت في موقع الاعتداء.
The group of armed KKK-like masked settlers that lynched No Other Land director Hamdan Ballal (still missing), caught here on camera. pic.twitter.com/kFGFxSEanY
— Yuval Abraham יובל אברהם (@yuval_abraham) March 24, 2025
وقال المخرج الفلسطيني باسل عدار في منشور على منصة "إكس": "أنا أقف إلى جانب كرم، ابن حمدان البالغ من العمر سبع سنوات، قرب آثار دم والده في المنزل، بعد أن تعرّض حمدان لهجوم وحشي من قبل مستوطنين". وأضاف أن "حمدان، المخرج المشارك في فيلمنا لا أرض أخرى، لا يزال مفقودًا بعدما اختطفه الجنود وهو مصاب وينزف"، وختم منشوره قائلًا "هكذا تتم عملية محو مسافر يطا".
I'm standing with Karam, Hamdan's 7 year old son, near the blood of Hamdan's in his house, after settlers lynched him. Hamdan, co-director of our film No Other Land, is still missing after soldiers abducted him, injured and bleeding. This is how they erase Masafer Yatta. pic.twitter.com/72pT3UF3kj
— Basel Adra (@basel_adra) March 24, 2025
من جانبه، قال المخرج الإسرائيلي المشارك في الفيلم، يوفال أبراهام، في سلسلة منشورات على "إكس"، إن بلال أصيب في رأسه وبطنه وكان ينزف بشدة، قبل أن يقتحم الجنود سيارة الإسعاف التي استدعاها ويقوموا باعتقاله منها.
وفي تحديث على منشوره السابق، كتب أبراهام، عصر اليوم الثلاثاء، قائلًا: "بعد أن قضى ليلته مكبّل اليدين وتعرّض للضرب في قاعدة عسكرية، أُفرج عن حمدان بلال، وهو في طريقه الآن للعودة إلى عائلته".
After being handcuffed all night and beaten in a military base, Hamdan Ballal is now free and is about to go home to his family.
— Yuval Abraham יובל אברהם (@yuval_abraham) March 25, 2025
كما قال الصحفي سعد عبد الدين في منشور على "إكس": " كان بين أبناء أهله، يقاوم حشدًا متطرفًا عنيفًا، لكنه تعرّض للضرب ثم للاعتقال من قبل الجيش الإسرائيلي". وأضاف: "حمدان بلال، المخرج المشارك في فيلم لا أرض أخرى، تعرّض للضرب والإصابة على يد مستوطنين إسرائيليين، قبل أن يُختطف/يُعتقل من داخل سيارة الإسعاف من قبل الجيش الإسرائيلي".
The horror
This is when Hamdan Ballal, co-director of the Oscar-winning film 'No Other Land,' was arrested by the @IDF IDF after he was beaten and injured in the Palestinian 🇵🇸 village of Susya in Hebron where dozens of Israeli 🇮🇱 settlers raided houses in the village, threw… https://t.co/cziMTWxdsy pic.twitter.com/JjeMyXNsSJ
— Saad Abedine (@SaadAbedine) March 24, 2025
وكان وزير الثقافة في حكومة الاحتلال، ميكي زوهار، قد وصف فوز فيلم "لا أرض أخرى" بجائزة الأكاديمية الأميركية بأنه "لحظة حزينة لعالم السينما"، مشيرًا إلى أن "بدلًا من تقديم تعقيدات الواقع الإسرائيلي، اختار صُنّاع الفيلم ترديد روايات تشوه صورة إسرائيل أمام العالم".
كما دعا زوهار في تصريحاته التي جاءت في منشور على منصة "إكس" إلى "توجيه أموال دافعي الضرائب نحو إنتاج أعمال فنية تستهدف الجمهور الإسرائيلي، بدلًا من دعم صناعة تبني مسيرتها المهنية على تشويه صورة إسرائيل على الساحة الدولية"، وفق تعبيره.
The Oscar win for the film "No Other Land" is a sad moment for the world of cinema. Instead of presenting the complexity of Israeli reality, the filmmakers chose to amplify narratives that distort Israel’s image vis-à-vis international audiences. Freedom of expression is an…
— Miki Zohar מיקי זוהר (@zoharm7) March 3, 2025