بعد 40 عامًا من منعه.. "ميشيما: حياة في أربعة فصول" لشرادر يُعرض في مهرجان طوكيو السينمائي
2 أكتوبر 2025
سيكون محبو السينما على موعد مختلف في 30 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، حيث يستعد مهرجان طوكيو السينمائي لعرض نسخة من فيلم "ميشيما: حياة في أربعة فصول" (1985) للمخرج وكاتب السيناريو الأميركي بول شرادر.
صرّحت مصادر مقربة من مهرجان طوكيو السينمائي لمجلة "هوليود ريبورتر" بأنه تم تحديد موعد عرض الفيلم في دورة هذا العام من المهرجان، والتي ستُقام في الفترة من 27 إلى 30 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
وقالوا إن شرادر قد أبدى اهتمامه بالعودة إلى اليابان مجددًا لمناقشة الفيلم خلال المهرجان، حيث سيعرض يوم 30. فيما يبدو أن حضوره لا يزال غير مؤكد. وفي ظلّ الحساسيات المحيطة بشريط الفيلم، سيكون من الصعب على القائمين على الأمر عمل ترويج مناسب للعمل. وأنّ قرار عرض الفيلم قد تم اتخاذه في ضوء الذكرى المئوية لميلاد الأديب الياباني المعروف يوكيو ميشيما هذا العام.
بعد أن انتهى شرادر من كتابة الفيلم وإخراجه، مرّ العمل بظروفٍ معقدة للعرض في اليابان على الرغم من الدعم الذي حصل عليه شرادر من المخرجين فرانسيس فورد كوبولا وجورج لوكاس عبر شركة " زويتروب بيكتشرز". وقد تم تصوير الفيلم بالكامل في اليابان بطاقم عمل من ممثلين يابانيين على رأسهم الممثل المعروف كين أوغاتا.
أصبح هذا العمل من كلاسيكيات السينما مع مرور الوقت، فقد أعدّه البعض تشريحًا لحياة ميشيما أحد أكثر كُتّاب اليابان إثارة للجدل، حيث رُشح لجائزة نوبل للآداب خمس مرات وقاد محاولة انقلاب فاشلة لاستعادة سُلطة الإمبراطور بالإضافة إلى انتحاره بإحدى طُرق الساموراي التقليدية.
وعلى الرغم من النجاحات التي حققها الفيلم على المستوى النقّدي عند صدوره، حيث فاز بجائزة أفضل مساهمة فنية في مهرجان كانّ السينمائي عام 1985، وقيام مجموعة "كريتيريون" الشهيرة بإعادة ترميمه لاحقًا عام 2008 وطرحه في إصدار خاص، فإنه قابل فشلًا ذريعًا في دور العرض، وخاصةً في اليابان.
كان أستوديو "توهو تووا" الرائد في صناعة السينما في البلاد، قد شارك في تمويل الفيلم ومحاولة توزيعه أيضًّا، لكن النتيجة لم تكن في صالح أحد. كانت أرملة ميشيما أول من قاطعه، وذلك لتصويره الصريح لهواجس ميشيما الجنسية وتوجهاته السياسية المتطرفة بالإضافة إلى وجود مخرجين أجانب وراء العمل. كما أدى في النهاية إلى إثارة غضب الجماعات اليمينية المتطرفة التي ظلّت تمّجده.
أصبح هذا العمل من كلاسيكيات السينما مع مرور الوقت، فقد أعدّه البعض تشريحًا لحياة ميشيما أحد أكثر كُتّاب اليابان إثارة للجدل، حيث رُشح لجائزة نوبل للآداب خمس مرات وقاد محاولة انقلاب فاشلة لاستعادة سُلطة الإمبراطور بالإضافة إلى انتحاره بإحدى طُرق الساموراي التقليدية
يُشار إلى أن يوكيو ميشيما هو الاسم الأدبي للكاتب الياباني كيميتاكي هيراوكا، والذي كان روائيًّا وشاعرًا وكاتبًا مسرحيًّا وممثلًا ومخرج أفلام. مزجت أعماله الطليعية بين القيم الجمالية الحديثة والتقليدية وحطمت الحواجز الثقافية وكانت الجنسانية والموت والتحول السياسي من أهم محاورها.
ولد لعائلة ثرية وتربى في بيت جدته صاحبة الجذور الأرستقراطية. درس القانون في جامعة طوكيو والتحق بعد تخرجه بوزارة المالية عام 1947، قبل استقالته وتفرغه للكتابة بعد سنة واحدة. من أكثر ما يذكر به الكاتب كان انتحاره بطريقة السيبوكو بعد قيادته لمحاولة انقلاب فاشلة لاستعادة سلطات إمبراطور اليابان عرفت بـ "حادثة ميشيما". عام 1988، تم تأسيس جائزة ميشيما الأدبية تكريمًا له.
من أشهر أعماله الأدبية: "سقوط الملاك"؛ "معبد الفجر"؛ "الجياد الهاربة"؛ "ثلج الربيع"؛ عطش الُحب"؛ "البحّار الذي لفظه البحر".