كشفت صحيفة "ماركا" الإسبانية عن تفاصيل مثيرة تتعلق بمستقبل النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور، لاعب ريال مدريد، حيث أكدت أن اللاعب التقى شخصيًا أكثر من مرة مع مسؤولين سعوديين لمناقشة عرض مالي ضخم يقدر بمليار يورو لمدة خمس سنوات.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المفاوضات بدأت منذ عام 2023، وما زالت مستمرة حتى اليوم، في ظل اهتمام متزايد من قبل رابطة الدوري السعودي للمحترفين بضم اللاعب.
تقارير صحفية إسبانية: ممثلو فينيسيوس بدأوا المفاوضات مع السعوديين، لمناقشة عرض مالي ضخم يقدر بمليار يورو
ويُعد فينيسيوس جونيور واحدًا من أبرز وأشهر المواهب العالمية في كرة القدم، ومصيره في الأشهر القادمة سيكون حديث الساعة في الأوساط الرياضية. سيما وأنه يعتبر أحد أهم لاعبي ريال مدريد في الفترة الحالية، إن لم يكن الأهم على الإطلاق، حيث كان قريبًا للغاية من التتويج بجائزة الكرة الذهبية لعام 2024، وفاز بجائزة أفضل لاعب في دوري أبطال أوروبا الموسم الفائت.
بداية الاتصالات: من الذي بدأ المفاوضات؟
على الرغم من الشائعات التي ربطت فينيسيوس بالانتقال إلى السعودية، فإن التقرير يشير إلى أن ممثلي اللاعب، وهما فريد بينيا وتياجو فريتاس، هما من سعيا لعقد لقاء مع مسؤولي الدوري السعودي في 2023. وتمكن الثنائي من ترتيب اجتماع مع سعد اللذيذ، نائب رئيس رابطة الدوري السعودي آنذاك، حيث أبدوا استعدادهم لمناقشة مستقبل اللاعب وإمكانية انتقاله إلى الدوري السعودي.
وبحسب الصحيفة الإسبانية، فإن هذا الاجتماع الأول عُقد عبر الفيديو، حيث استمع فينيسيوس إلى تفاصيل المشروع الرياضي والمالي المقترح من الجانب السعودي. واستمر الاجتماع حوالي 15 دقيقة، حيث أظهر اللاعب اهتمامًا جديًا بالمقترحات، سواء من الناحية المالية أو الرياضية والشخصية.
وفي اجتماع ثانٍ أكثر رسمية، التقى ممثلو فينيسيوس شخصيًا بمسؤولي الدوري السعودي في العاصمة التشيكية براغ، بعيدًا عن أعين وسائل الإعلام. وكان هذا الاجتماع فرصة لوضع التفاصيل المالية على الطاولة، حيث قُدم عرض بقيمة مليار يورو على مدار خمس سنوات، ما يعني حصول اللاعب على راتب سنوي يقدر بـ 200 مليون يورو، دون تحديد هوية النادي الذي قد ينضم إليه.
العرض السعودي: أكثر من مجرد أموال
لا يقتصر العرض السعودي على الجانب المالي فقط، بل يشمل أيضًا شراكات اقتصادية ومشاريع تسويقية تهدف إلى ترسيخ مكانة فينيسيوس كشخصية عالمية. ووفقًا للتقرير، فقد تم اقتراح أن يكون اللاعب سفيرًا لكأس العالم 2034، الذي ستستضيفه المملكة العربية السعودية، ما يعني تعزيز دوره ليس فقط كلاعب كرة قدم، بل أيضًا كوجه إعلامي بارز.
لا يقتصر العرض السعودي على الجانب المالي فقط، بل يشمل أيضًا شراكات اقتصادية ومشاريع تسويقية تهدف إلى ترسيخ مكانة فينيسيوس كشخصية عالمية
كما أن توقيت هذا العرض يتماشى مع استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي أطلق في صيف 2023 برنامج PACE، وهو مبادرة لاستقطاب النجوم العالميين إلى الدوري السعودي. وقد أسهم هذا البرنامج في انتقال نجوم كبار مثل كريستيانو رونالدو (براتب 251 مليون يورو سنويًا)، ونيمار (127 مليون يورو)، وكريم بنزيمة (111 مليون يورو)، ورياض محرز (50 مليون يورو)، وساديو ماني (44 مليون يورو).
العوامل التي قد تدفع فينيسيوس للرحيل عن ريال مدريد
رغم أن عقد فينيسيوس مع ريال مدريد يمتد حتى حزيران/يونيو 2027، ويتضمن شرطًا جزائيًا ضخمًا يبلغ مليار يورو، فإن هناك عدة عوامل قد تدفع اللاعب للتفكير في الرحيل إلى السعودية، أبرزها:
- الإغراء المالي: العرض السعودي يفوق بكثير ما يمكن أن يقدمه أي نادٍ أوروبي، بما في ذلك ريال مدريد. فالأموال المعروضة غير مسبوقة في عالم كرة القدم، ما يجعلها "عرضًا لا يمكن رفضه"، وفقًا لمصادر مقربة من اللاعب.
- التحديات الشخصية والصورة الإعلامية: يدرك فينيسيوس أنه أصبح شخصية عالمية تتجاوز حدود كرة القدم، ويبحث عن فرص لتعزيز هذه المكانة، سواء من خلال مشاريع تجارية أو أدوار تمثيلية على الساحة الدولية.
- التعرض للعنصرية في إسبانيا: منذ انضمامه إلى ريال مدريد، واجه فينيسيوس عدة حوادث عنصرية في الملاعب الإسبانية، ما أثر على حالته النفسية وشعوره بالأمان. ويعتقد بعض المقربين منه أن الانتقال إلى بيئة جديدة قد يكون مفيدًا له على المستوى الشخصي والمهني، وربما تساهم هذه القضية في تخفيف تبعات تركه لريال مدريد بالنسبة لجماهير الميرينغي، من خلال اتخاذ موضوع العنصرية سببًا أمام وسائل الإعلام يبرر رحيله للدوري السعودي.
مخاوف فينيسيوس: كيف يمكن أن يؤثر القرار على مسيرته؟
على الرغم من الإغراءات المالية الضخمة، هناك مخاوف لدى فينيسيوس بشأن تأثير هذه الخطوة على صورته كلاعب عالمي. إذ يدرك أن الانتقال إلى الدوري السعودي في هذه المرحلة من مسيرته قد يجعله يبدو كمن يسعى وراء المال فقط، وهو الأمر الذي قد يؤثر على إرثه كلاعب في ريال مدريد وعلى علاقته بالجماهير الإسبانية والعالمية.
ويشير التقرير إلى أن فريق فينيسيوس يعمل حاليًا على استراتيجية تواصلية لضمان أن أي خطوة مستقبلية لن تؤثر سلبًا على سمعته، حتى لو قرر الرحيل عن ريال مدريد.
وحتى الآن، لم يحسم فينيسيوس جونيور قراره النهائي بشأن مستقبله، لكنه يدرك أن المفاوضات وصلت إلى مرحلة حاسمة. ويرغب مسؤولو الدوري السعودي في حسم الصفقة خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، ما يعني أن أمام اللاعب بضعة أشهر فقط لاتخاذ قراره النهائي.
وفي الوقت الحالي، يظل تركيز فينيسيوس منصبًا على موسمه مع ريال مدريد، حيث يسعى الفريق لتحقيق المزيد من البطولات، لكن مع استمرار الاتصالات بين الطرفين، فإن احتمالية انتقاله إلى السعودية أصبحت أقرب من أي وقت مضى.
