10-ديسمبر-2024
السلطة

الشرطة الفلسطينية تمنع متظاهرين من التجمع في رام الله (جيتي)

تشهد مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية حالة من التوتر الشديد لليوم السادس على التوالي، مع استمرار الاشتباكات المسلحة بين أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية وعناصر من "كتيبة جنين"، التابعة لسرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي.

اندلعت الأحداث عقب اعتقالات نفذتها الأجهزة الأمنية بحق نشطاء من المخيم ينتمون للحركة، تبعها سلسلة من التطورات المتسارعة، شملت استيلاء أفراد الكتيبة على مركبات حكومية وفرض حصار أمني على المخيم.

أثارت حادثة مقتل الشاب ربحي محمد الشلبي (19 عامًا)، مساء الاثنين، موجة غضب واسعة. وأكدت عائلته، في بيان نقله موقع "العربي الجديد"، أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية مسؤولة عن مقتله، مشيرة إلى أنه تعرض لإطلاق نار مباشر من مسافة قريبة أثناء ركوبه دراجة نارية برفقة شاب آخر. وأُصيب مرافقه حسن الشلبي بجروح في عينه.

تشهد مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية حالة من التوتر الشديد لليوم السادس على التوالي، مع استمرار الاشتباكات المسلحة بين أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية وعناصر من "كتيبة جنين"

من جانبها، أصدرت الأجهزة الأمنية بيانًا يتهم مجموعة "خارجة عن القانون" بالوقوف وراء الحادث، لكنها تراجعت لاحقًا عن روايتها بعد ظهور تسجيلات فيديو توضح ظروف القتل. ووعد الناطق الرسمي باسم قوى الأمن، العميد أنور رجب، بمتابعة الحادث بشفافية والكشف عن ملابساته، وفق تعبيره.

وفي تطور آخر، أغلقت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية مداخل المخيم وفرضت حصارًا مشددًا، مما أدى إلى إغلاق المدارس واعتلاء عناصرها المباني المحاذية للمخيم. وأفادت مصادر محلية أن هذه المباني تُستخدم عادة من قبل قناصة جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عملياته.

من جهته، أكد جمال الزبيدي، أحد قيادات مخيم جنين، أن الشاب الشلبي قُتل برصاص الأجهزة الأمنية في إطار حملة تستهدف كسر إرادة المقاومة داخل المخيم. وأضاف أن محاولات عشائرية ومؤسساتية لاحتواء التوتر لم تحقق أي تقدم بسبب إصرار السلطة الفلسطينية على اعتقال نشطاء الكتيبة، مما أثار مخاوف الأهالي من تصعيد أكبر.

وتزامنت الأحداث الأخيرة مع اعتقال الأسيرين المحررين عماد أبو الهيجاء وإبراهيم الطوباسي من قبل السلطة الفلسطينية، ومصادرة أموال كانت موجهة لدعم عائلات الشهداء والأسرى. ونددت فصائل المقاومة في المخيم بما وصفته بـ"نهج التنسيق الأمني" الذي يستهدف المقاومة. وأكد الزبيدي أن غالبية الشهداء في المخيم خلال السنوات الأخيرة كانوا معتقلين سابقًا لدى السلطة الفلسطينية.

رغم المحاولات لاحتواء الأزمة، واصل الطرفان التصعيد، حيث نقلت وفود رسمية رسائل من القيادة الفلسطينية تؤكد ضرورة فرض القانون وإنهاء حالة الفلتان الأمني. ومع ذلك، رفضت الفصائل هذه الاتهامات، مشددة على أن المقاومة توجه أنشطتها ضد الاحتلال فقط.

في السياق ذاته، شهدت الضفة الغربية اقتحامات واسعة نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، أسفرت عن اعتقالات واعتداءات في نابلس وقلقيلية والخليل، إلى جانب هدم خيام أهالي قرية العراقيب في النقب للمرة الـ233 على التوالي منذ أول هدم عام 2010، وفق ما أفاد به موقع "الترا فلسطين".

في نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال قرية كفر قليل جنوب المدينة، واعتقلت المواطن جاسر أبو حمادة أثناء تواجده بمنزل أنسبائه، وهو من سكان مخيم بلاطة شرق نابلس. كما أغلقت قوات الاحتلال قرية مادما جنوب نابلس بالكامل ومنعت حركة التنقل فيها.

وفي قلقيلية، أصيب شابان بجروح متوسطة نتيجة اعتداء قوات الاحتلال عليهما خلال اقتحام بلدة عزون شرق المدينة. وأفادت مصادر محلية بأن الشابين، أيمن نظام أبو هنية ومحمد أمجد حواري، تعرضا للضرب المبرح، فيما احتجزت قوات الاحتلال عددًا من أبناء البلدة وأجرت تحقيقات ميدانية معهم داخل منزل المواطن محمد سليمان، الذي حولته إلى ثكنة عسكرية قبل الإفراج عنهم.

كما داهمت قوات الاحتلال عدة منازل وممتلكات في البلدة، منها منزل سعيد سلامة وبهجت شلو وعمر ومحمود البم، إلى جانب محال تجارية ومخازن لمواد البناء وكراج سيارات.

وفي بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال منطقة العبيات شرق المدينة، وداهمت منزل المواطن أحمد حسن عبيات وفتشته قبل الانسحاب دون تسجيل اعتقالات.

وفي الأغوار الشمالية، أغلقت قوات الاحتلال حاجزي تياسير والحمرا العسكريين، مما أدى إلى عودة عشرات المركبات أدراجها بسبب عدم تمكنها من اجتيازهما. وأفادت مصادر محلية لـ"الترا فلسطين" بأن الاحتلال أبلغ المواطنين، الليلة الماضية، بنيته إغلاق الحاجزين طيلة نهار اليوم الثلاثاء.

وفي الخليل، أصيب شاب بكسور ورضوض بعد اعتداء قوات الاحتلال عليه في بلدة دورا جنوب المدينة. وأفادت مصادر أمنية بأن المواطن إياس كمال مصطفى المسالمة تعرض للضرب المبرح، مما أسفر عن إصابته بكسر في قدمه اليمنى ورضوض متفرقة في جسده، وتم نقله إلى مستشفى الأهلي لتلقي العلاج.

كما استولت قوات الاحتلال على عدد من مركبات المواطنين في منطقة السهلة ببلدة يطا جنوب الخليل، خلال حملة مطاردة شنتها في المنطقة.