جدد جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الجمعة، حظر التجول في بلدات جنوب لبنان المحاذية للحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك لليوم الثالث على التوالي، إضافة إلى لارتكابه أكثر من 30 خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان منذ فجر يوم الأربعاء، فيما أكد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، في كلمته أمس الجمعة، اهتمام الحزب "باكتمال عقد المؤسسات الدستورية" التي تنتهي بانتخاب رئيس للبنان بعد فراغ في المنصب لأكثر من عامين.
وبحسب وكالة "الأناضول"، فإن جيش الاحتلال ارتكب 32 خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان حتى أمس الجمعة، وهي إحصائية قابلة للارتفاع مع ساعات الفجر الأولى. وقد كان أبرزها توغل أربع دبابات في الحي الغربي لبلدة الخيام، فيما واصلت طائرات الاستطلاع المسيّرة التحليق في جنوب لبنان.
وزعم جيش الاحتلال أنه استهدف بغارة جوية "منصة صواريخ متحركة" جنوبي لبنان، لكنه لم يحدد البلدة أو الموقع الذي استهدفته الغارة، وتعطي هذه الخروقات مؤشرات تدل على أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول إعادة رسم خارطة جديدة للشريط الحدودي، شبيهة بما كان قبل عام 2000 عندما كان جنوب لبنان تحت الاحتلال.
أكد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، في كلمته أمس الجمعة، اهتمام الحزب "باكتمال عقد المؤسسات الدستورية" التي تنتهي بانتخاب رئيس للبنان
وكان اتفاق وقف إطلاق النار قد حدد مهلة 60 يومًا لانسحاب جيش الاحتلال من البلدات الجنوبية التي توغل فيها. لكن تقارير عبرية أفادت بأن حكومة الاحتلال أبرمت مع الولايات المتحدة اتفاقًا جانبيًا، بات يُعرف بـ"وثيقة الضمانات الأميركية"، ويتضمن أحد بنوده "احتفاظ إسرائيل بحقها في التحرك ضد أي انتهاكات للالتزامات في أي وقت"، وهذا "التحرك" يشمل عمق الأراضي اللبنانية وصولًا إلى المعابر الحدودية التي تربط لبنان بسوريا.
وأعلن قاسم في كلمته أن الحزب "أمام انتصار كبير في معركة "أولي البأس" يفوق النصر الذي تحقق عام 2006"، موضحًا في كلمته أن الحزب انتصر عبر منعه "الكيان الصهيوني من إنهاء وإضعاف المقاومة وتدمير حزب الله، والهزيمة تحيط بالعدو الإسرائيلي من كل جانب".
القوات المسلحة اللبنانية تواجه تحديات تشمل نقص التسليح والدعم المالي نتيجة تداعيات الأزمة الاقتصادية منذ 2019 التي أثرت بشدة على قدراتها.
اقرأ أكثر: https://t.co/7tlG9bG26w pic.twitter.com/z2cW7lmRzp— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) November 29, 2024
وقال قاسم في كلمته أن "اتفاق وقف إطلاق النار ليس معاهدة، وهو يؤكد على خروج الجيش الاسرائيلي من كل الأماكن التي احتلها وينتشر الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني"، لافتًا إلى "التنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني سيكون عالي المستوى لتنفيذ التزامات الاتفاق، ونظرتنا للجيش اللبناني أنه جيش وطني قيادة وأفرادًا وسينتشر في وطنه ووطننا"، مشددًا على أن "الاتفاق تمّ تحت سقف السيادة اللبنانية ووافقنا عليه ورؤوسنا مرفوعة بحقنا في الدفاع".
وختم قاسم كلمته مؤكدًا اهتمام الحزب بـ"اكتمال عقد المؤسسات الدستورية، وعلى رأسها انتخاب رئيس الجمهورية في الموعد المحدد في 9 كانون الثاني/يناير المقبل"، مضيفًا أن ذلك سيكون بـ"التعاون مع القوى السياسية التي تؤمن بأن الوطن لجميع أبنائه، كما سنعمل على صون الوحدة الوطنية والسيادة والحفاظ على السلم الأهلي وتعزيز قدرة لبنان الدفاعية".
وكانت وكالة "أسوشيتد برس" قد ذكرت أن حزب الله سيقيم مراسم تأبين لأمينه العام السابق، حسن نصر الله، في الضاحية الجنوبية لبيروت، اليوم السبت، ومن المتوقع أن يتم إجراء مراسم التأبين التي ستكون تحت عنوان "نور من نور"، في تمام الساعة 5:45 مساءً بالتوقيت المحلي للعاصمة بيروت، والتي يتوقّع أن يشارك فيها أنصار ومؤيدي انطلاقًا من مقر الحزب في منطقة حارة حريك، وهو موقع اغتيال نصر الله.