07-ديسمبر-2024
حملة إسرائيلية مضللة

جنود إسرائيليون قرب مقر الأونروا في قطاع غزة في 8 فبراير 2024 (رويترز)

كشفت تقارير صحفية عن استهداف إعلانات إسرائيلية للجمهور عبر محرك البحث العالمي غوغل في مختلف أنحاء العالم، والتي ترمي من وراءها إلى تشويه صورة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وذلك في ظل الحملة الممنهجة التي تشنها حكومة الاحتلال الإسرائيلي ضد الوكالة الأممية.

وبحسب موقع "العربي الجديد"، فإن وسائل إعلام أسترالية وبريطانية، بما في ذلك هيئة البث الأسترالية "ABC News"، وموقع "ذا سكواوك بوكس" البريطاني، قالا إن هذه الإعلانات تنقل الجمهور عند الضغط عليها إلى موقع إلكتروني يحمل نطاقًا إسرائيليًا تابعًا لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، تسوق اتهامات تجاه "أونروا" تزعم فيها أنها تُقدم "رواتب للإرهابيين أم مساعدات إنسانية؟"، وأن "هناك بدائل لأونروا، يجب استبدالها".

وأوضح "العربي الجديد" أن أحد هذه الإعلانات يعرض "صورة لما يبدو أنه شخص يرتدي ملابس عناصر المقاومة الفلسطينية في غزة، ثم عصابة رأس مكتوبة عليها حروف وكالة "أونروا" الأممية"، لافتًا إلى أنه تم رصد هذا الإعلان المفبرك في أستراليا وصولًا إلى بريطانيا جنوب شرق الطرف الآخر من الكرة الأرضية، مضيفًا أن هذه الإعلانات ظهرت بلغات مختلفة، بما في ذلك اللغات الألمانية والإيطالية والفرنسية والإسبانية.

تستهدف الإعلانات الإسرائيلية الجمهور بإعلانات تشوه صورة "أونروا" عبر محرك البحث العالمي غوغل في مختلف أنحاء العالم 

وأضاف "العربي الجديد" نقلًا عن "ABC News" أن هذه الإعلانات نُشرت في في مكتبة "إعلانات غوغل" في 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، عقب الحملة المُنظمة التي استهدفت الوكالة الأممية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وما نجم عنها من مصادرة مكاتب وأصول الوكالة في القدس لإقامة مشروعات سكنية للإسرائيليين في مكانها.

ونقل "ABC News" عن متحدثة باسم "أونروا" قولها إن: "هذه الإعلانات هي الأحدث في سلسلة من حملة التضليل الأوسع نطاقًا ضد أونروا لحكومة إسرائيل. من خلال نشر المعلومات المضللة، تهدف هذه الحملة إلى تفكيك الوكالة"، محذرة من أن "الضرر يتجاوز سمعة الوكالة، فهو يعرض حياة زملائنا في أونروا، بما في ذلك أولئك الموجودين على خط المواجهة الإنساني، لخطر جسيم".

وتزعم الإعلانات التي تروج لها حكومة الاحتلال أن موظفي "أونروا" شاركوا في عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بالإضافة إلى أن الوكالة الأممية قد تم اختراقها من قبل حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، وهو الأمر الذي تنفيه الوكالة الأممية بشدة، مؤكدة أن مزاعم حكومة الاحتلال "غير واقعية" لا تعكس الحقيقة على أرض الواقع.

وكان الكنيست الإسرائيلي قد صادق على قانونين يحظران عمل الوكالة الأممية في الأراضي الفلسطينية المحتلة نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حيث نص القانون الأول على حظر عمل "أونروا" في القدس المحتلة والمناطق الواقعة داخل الخط الأخضر، دون الضفة الغربية وقطاع غزة، فيما يحظر القانون الثاني على أي جهة إسرائيلية التعاون مع المنظمة، ويأمر بإلغاء الدعوة المقدمة لها للعمل في جميع مناطق "دولة إسرائيل".

وبعد أيام من تصويت الكنيست الإسرائيلي على قراري حظر "أونروا"، أعلن وزير الأمن في حكومة الاحتلال (وزير الخارجية سابقًا)، يسرائيل كاتس،  أنه وجه بإبلاغ الأمم المتحدة إلغاء اتفاقية تشغيل "أونروا" المعمول بها منذ عام 1967،  استنادًا للمادة 1 (ب) من قانون إنهاء أنشطة "الأونروا" الذي أقرّه الكنيست.

وكان المفوض العام للوكالة الأممية، فيليب لازاريني، قد حذر من من التبعات الكارثية لوقف عمل الأونروا على الأطفال الفلسطينيين، بالإشارة إلى أنه "لا يتم ذكر الأطفال وتعليمهم في أي مناقشات عندما يتحدث الخبراء، أو الساسة عن استبدال الأونروا"، وتابع مضيفًا "في غياب دولة فاعلة، لا يوجد بديل، وحتى تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي، قدّمت الأونروا التعليم لأكثر من 300 ألف فتى وفتاة في غزة، مما يشكل نصف مجموعة أطفال المدارس، إنهم الآن يخسرون عامًا ثانيًا من التعليم".

ولفت المفوض الأممي إلى أنه "في الضفة الغربية، يذهب ما يقرب من 50 ألف طفل إلى مدارسنا، الأونروا هي الوكالة الوحيدة للأمم المتحدة التي تقدم التعليم بشكل مباشر في مدارس الأمم المتحدة، ومدارس الأونروا تحوي النظام التعليمي الوحيد في المنطقة الذي يتضمن برنامجًا لحقوق الإنسان، ويتبع معايير وقيم الأمم المتحدة".

وشدد المفوض الأممي على أن "تفكيك الأونروا في غياب بديل قابل للتطبيق، من شأنه أن يحرم الأطفال الفلسطينيين من التعلم في المستقبل المنظور، وبدون التعليم، ينزلق الأطفال إلى اليأس والفقر والتطرف، بدون التعلم، يقع الأطفال فريسة للاستغلال بما في ذلك الانضمام إلى الجماعات المسلحة، بدون التعليم، ستظل هذه المنطقة غير مستقرة ومتقلبة، وبدون الأونروا، سيكون مصير الملايين من الناس معلقًا بخيط رفيع".