كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن تحركات مدعومة من وزراء وأعضاء كنيست في الائتلاف الحاكم، تهدف إلى تحويل الحرم الإبراهيمي إلى "موقع تراث يهودي".
صحيفة زمان يسرائيل أفادت، يوم الأربعاء، بوجود تحركات إسرائيلية تستهدف "تغيير الوضع القائم" في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل. وتأتي هذه الخطوة تحت غطاء التطورات السياسية والعسكرية الراهنة، بما في ذلك العدوان الإسرائيلي على غزة، وانشغال العالم بنتائج الانتخابات الأميركية.
تتضمن الخطة، وفقًا لموقع "ألترا فلسطين"، تحويل الحرم الإبراهيمي إلى "موقع تراث قومي" يهودي مشابه لساحة البراق في القدس، عبر مصادرة المكان وتغيير السيطرة الإدارية واللوجستية عليه. وأكد تقرير الصحيفة الإسرائيلية أن شخصيات بارزة في الإدارة الأميركية القادمة، من بينها مايك هاكابي، السفير الأميركي الجديد لدى إسرائيل، تدعم هذه الرؤية القائمة على "منظور توراتي".
ثمة تحركات مدعومة من وزراء وأعضاء كنيست في الائتلاف الحاكم، من أجل تحويل الحرم الابراهيمي إلى "موقع تراث يهودي"
في السياق ذاته، صرح رئيس المجلس المحلي لمستوطنة "كريات أربع"، المقامة في الخليل، بأن هناك "مفاجآت كبيرة قادمة لصالح المستوطنين"، تشمل تسهيلات جديدة لصلوات اليهود في الحرم. وأضاف أن الترتيبات التي فرضتها لجنة شمغار بعد مذبحة غولدشتاين أصبحت "قديمة"، وأنه حان الوقت لتغييرها.
من جهته، رأى عضو الكنيست من حزب الليكود، أفيحاي بوارون، أن انتخاب دونالد ترامب يمثل فرصة مواتية "لانتزاع الحرم الإبراهيمي من سيطرة الأوقاف الإسلامية"، مقترحًا تحويله إلى "مكان عصري للصلاة". بينما أكد عضو الكنيست تسفي سوكوت أن المساحة الحالية المخصصة لليهود للصلاة، والتي تشكل 35% من مساحة الحرم، "غير كافية"، ودعا إلى توسيعها لتشمل الحرم بأكمله على مدار اليوم.
يُذكر أن تسفي سوكوت كان زعيمًا للخلية الإرهابية اليهودية الأولى التي أضرمت النار في مسجد بقرية ياسوف قرب سلفيت في كانون الأول/ديسمبر 2009، وخطت على جدرانه شعار "جباية الثمن".
وشهد الحرم الإبراهيمي، السبت الماضي، احتفالات استيطانية بمشاركة آلاف المستوطنين وحضور سياسي بارز، بما في ذلك وزراء وأعضاء كنيست مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش. وخلال هذه الفعاليات، تم التأكيد على أن تغيير الوضع القائم في الحرم الإبراهيمي سيكون محور الخطط المستقبلية للحكومة الإسرائيلية.
ويرى سموتريتش وأعضاء في الائتلاف الحاكم أن عام 2025 سيكون عامًا حاسمًا لتنفيذ خطة ضم الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها، مع تصنيف الحرم الإبراهيمي كأحد المواقع المركزية لهذه الخطة.
وحذر تقرير زمان يسرائيل من أن هذه التحركات، المدعومة من التيار الأميركي اليميني المتطرف، تنذر بإشعال صراع خطير في أحد أكثر المواقع المقدسة حساسية. وأشار إلى أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى تصعيد غير متوقع في المنطقة بأكملها.