وضع آرسنال قدمًا له في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بفوزه الكبير مساء الثلاثاء على ضيفه ريال مدريد، وبثلاثة أهداف دون رد، في ذهاب ربع نهائي المسابقة.
ريال مدريد قدّم إحدى أسوأ المباريات له في الأدوار الإقصائية بالمسابقة، ولولا تألق الحارس كورتوا من جهة، وسوء طالع لاعبي آرسنال في بعض الأحيان، لكانت النتيجة أكثر من ذلك، وربما لخرج ريال مدريد بفضيحة تاريخية.
حامل لقب دوري الأبطال 15 مرة، لم ينجح في تاريخه في الفوز على آرسنال، فقد التقى الفريقان مرّتان فقط، في مباراتي ذهاب وإياب بنسخة 2005، وقتها فشل الريال في تسجيل أي هدف على الغنرز، وفاز آرسنال بمباراة وتعادل بأخرى.
أصبح ديكلان رايس أول لاعب في تاريخ دوري الأبطال يسجل هدفين من ركلات ثابتة في لقاء واحد بالأدوار الإقصائية، فعلها أمام ريال مدريد سيّد المسابقة
هنا ظنّ الكثيرون أن الريال سيضيف آرسنال إلى قائمة ضحاياه، أو على الأقل سيهز شباكه للمرة الأولى في تاريخه، إلا أن شيئًا من ذلك لم يحدث، فبدى الفريق شبحًا للنادي الملكي، وسط أداء متخبط من المدرب كارلو أنشيلوتي، والذي استسلم أمام المدرب أرتيتا، فتلقى مرمى كورتوا 11 تسديدة بالتمام والكمال، سُجل منها 3 أهداف، منها ركلتين ثابتتين من ديكلان رايس، والذي أضحى أول لاعب في تاريخ المسابقة يسجل من ركلتين ثابتتين في مباراة واحدة بالأدوار الإقصائية، فعلها أمام سيد المسابقة ريال مدريد.

أراد ريال مدريد تسجيل هدف مبكر، حيث سدد كيليان مبابي كرة قوية من خارج المنطقة في الدقيقة الأولى، لكن الحارس دافيد رايا تعامل معها بسهولة. ورد أصحاب الأرض سريعًا عبر ركلات ثابتة خطيرة، كاد بوكايو ساكا أن يترجم إحداها لهدف من ركلة ركنية مباشرة، لكن كورتوا تألق في التصدي.
وتواصلت المحاولات من الجانبين، حيث هدد فينيسيوس جونيور المرمى بتسديدة مباغتة مرت أعلى العارضة، في حين اقترب توماس بارتي من التسجيل بتسديدة زاحفة، تصدى لها كورتوا مجددًا. كما أهدر مبابي فرصة ثمينة بعد انفراده برايا الذي تألق في التصدي، فيما واصل كورتوا تألقه أمام محاولات أصحاب الأرض، وتصدى لكرات ساكا ومارتينيلي ومورينو، لينتهي الشوط الأول كما بدأ، دون أهداف، مع أفضلية نسبية لآرسنال.

في الشوط الثاني، دخل آرسنال بقوة، ونجح ديكلان رايس في فك شيفرة الدفاع المدريدي بهدف أول من ركلة حرة، نفذها بطريقة رائعة على يسار الحارس كورتوا، كان ذلك في الدقيقة 58، ومن حينها انهار الميرينغي بشكل تام، إذ أنقذ كورتوا مرماه من هدفين محققين، وأبعد ألابا كرة من على خط المرمى، وفعل الأمر ذاته جود بيلينجهام، إلى أن سنحت للغنرز ركلة ثابتة أخرى، ولكنها كانت أبعد من سابقتها عن المرمى من ناحية المسافة.
تولى ديكلان رايس مهمة تنفيذ هذه الضربة، ونفذها بروعة في الزاوية التسعين بشباك الحارس البلجيكي، هدفٌ ثان أتى بالدقيقة 70 أحبط المدرب أنشيلوتي. ولم يستفق ريال مدريد من صدمته بعد، حتى عالجه ميرينو بهدف ثالث، مختتمًا ثلاثية آرسنال، وذلك من خلال تسديدة من وضعية صعبة داخل منطقة الجزاء، في الدقيقة 75.

ثلاث صفعات قوية تلقاها كارلو أنشيلوتي، ويبدو أن مهمة التعويض في لقاء الإياب ستكون صعبة للغاية، وقد تكون شبه مستحيلة، سيما وأن المدرب الإيطالي سيفتقد لخدمات لاعب خط وسطه كامافينغا، والذي تلقى بطاقة صفراء ثانية في المباراة، ليشهر الحكم بوجهه بطاقة حمراء مجانية، لأنها أتت بعد تسديده للكرة عقب قرار الحكم منح خطأ لآرسنال في وسط الملعب، وخلال الثواني الأخيرة من المباراة.