28-نوفمبر-2024
الدفاع المدني السوري

قتلى وجرحى بقصف روسي استهدف منازل المدنيين في مدينة الأتارب غربي حلب (الدفاع المدني السوري)

تواصل فصائل المعارضة السورية، ضمن "غرفة عمليات الفتح المبين"، تقدمها الكبير في معركة "ردع العدوان" ضد قوات النظام السوري والمليشيات المدعومة من إيران وروسيا في شمال غرب البلاد.

المعركة التي انطلقت يوم الأربعاء 27 تشرين الثاني/نوفمبر شهدت تقدمًا ملحوظًا في محاور ريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي، وسط تكبّد النظام السوري خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات. ويُعد هذا التقدم الأول من نوعه منذ اتفاق وقف إطلاق النار في آذار/مارس 2020، حيث تُعتبر هذه المعركة أول اختراق فعلي لخطوط التماس بين الطرفين منذ ذلك الوقت.

تقدمت المعارضة بشكل ملحوظ في محاور ريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي، بالتزامن مع قصف روسي ومن النظام استهدف منازل المدنيين، وخلف قتلى وجرحى بينهم

وفي غضون يومين فقط، تمكنت فصائل المعارضة من السيطرة على أكثر من 35 قرية ونقطة استراتيجية في ريف حلب الغربي، وفقًا لما أشار إليه "تلفزيون سوريا"، بمساحة تُقدَّر بحوالي 200 ألف كيلومتر مربع. وآخر البلدات الكبرى التي أعلنت فصائل المعارضة السيطرة عليها كانت بلدة "خان العسل" غربي حلب، والتي تم الإعلان عن السيطرة عليها مساء الخميس.

هذا التقدم الميداني الهام أتاح للمعارضة استعادة العديد من المواقع التي كانت تحت سيطرة قوات النظام، مما جعلها تقترب من قطع الطريق الدولي "M5" الرابط بين حلب ودمشق، وهو الطريق الحيوي الذي يعتمد عليه النظام السوري في تأمين إمداداته العسكرية.

مقتل قائد في الحرس الثوري الإيراني "أثناء تأدية مهامه"

أسفرت هذه المعارك عن خسائر بشرية فادحة، ووفقًا لبيانات فصائل المعارضة، فقد قُتل عشرات الضباط والعناصر من قوات النظام. فيما أعلنت وسائل إعلام إيرانية وأخرى موالية لها عن مقتل كيومرث بورهاشمي، قائد القوات الاستشارية الإيرانية التابعة للحرس الثوري في مدينة حلب شمال سوريا. وأفادت التقارير أن الهجوم وقع "أثناء تأدية بورهاشمي مهامه".

وكردّ فعل على تقدم المعارضة، شنّ النظام السوري والمليشيات الموالية له، بما في ذلك القوات الإيرانية والطائرات الروسية، هجمات انتقامية على المدنيين في 16 مدينة وبلدة شمال غرب سوريا باستخدام أسلحة محرمة دوليًا، مثل الذخائر العنقودية، وفقًا لتقارير الدفاع المدني السوري.

تواصلت الغارات الجوية المكثفة على مدينتي الأتارب ودارة عزة في ريف حلب الغربي، ما أسفر عن مقتل 8 مدنيين وإصابة أكثر من 20 آخرين. ويبقى عدد الضحايا مرشحًا للارتفاع مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ تحت الأنقاض. وقد أدى القصف العنيف إلى تدمير العديد من المباني السكنية والبنية التحتية، مما يزيد من معاناة المدنيين في المنطقة.

لماذا اختارت المعارضة هذا التوقيت؟

بدأت معركة "ردع العدوان" بعد إعلان هدنة بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، وفي اليوم نفسه الذي بدأ فيه تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار. وقد أثار ذلك تساؤلات حول سبب اختيار المعارضة لهذا التوقيت.

أشار الدكتور مروان قبلان، في حديث مع "التلفزيون العربي"، إلى أن المعارضة كانت تستعد منذ أشهر لهذه العملية، لكنها انتظرت انتهاء العمليات القتالية في لبنان حتى تبدأ العملية، لتجنب الربط بين ما يحدث في شمال سوريا وما يجري في لبنان، ولرغبتها في تفادي اتهامات بـ"توافق مصالح" مع العدو الإسرائيلي.

وفي الوقت ذاته، أوضح مدير وحدة الدراسات السياسية في المركز العربي للأبحاث أن المعارضة تستغل حالة الضعف التي يبدو عليها النظام وحلفاؤه في المنطقة، خصوصًا حزب الله والميليشيات الإيرانية التي تتعرض منذ أشهر لقصف إسرائيلي متواصل في مناطق مختلفة في سوريا.

على الرغم من المكاسب التي حققتها فصائل المعارضة، فإن التصعيد العسكري في المنطقة قد يؤدي إلى مزيد من المعاناة الإنسانية، خصوصًا في ظل القصف العنيف على المدنيين ونزوحهم المستمر. ويخشى المراقبون أن تكون الفترة المقبلة حاسمة في تحديد مسار النزاع، حيث قد يتسع نطاق المعركة ليشمل مناطق جديدة، ما قد يؤدي إلى موجات نزوح أكبر من مناطق القتال.