رغم احتجاجات جيل زد.. الكاف يجدد ثقته في المغرب لاستضافة بطولة أفريقيا
7 أكتوبر 2025
رغم تصاعد الاحتجاجات الشعبية في المغرب، والتي يقودها جيل زد، حيث شملت الاحتجاجات الإنفاق الحكومي على مشاريع بناء الملاعب، أكد رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، باتريس موتسيبي، أن خطط تنظيم كأس الأمم الإفريقية 2025 في المملكة لن تتغير، مشددًا على أن "المغرب هو الخطة أ، والخطة ب، والخطة ج".
التصريحات جاءت في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع السنوي للكاف، وسط تساؤلات متزايدة حول مدى تأثير الغليان الشعبي على استعدادات البطولة التي تنطلق في 21 كانون الأول/ديسمبر، وتستمر أربعة أسابيع بمشاركة 24 منتخبًا.
بين الملاعب والمستشفيات: صرخة جيل غاضب
الاحتجاجات التي اجتاحت أكثر من اثنتي عشرة مدينة مغربية هذا الشهر، قادها شباب ينتمون إلى حركة إلكترونية تُعرف باسم "Gen Z 212"، في إشارة إلى رمز الاتصال الدولي للمغرب. شعارات مثل "الملاعب هنا، فأين المستشفيات؟" تحولت إلى صدى جماعي يعكس شعورًا بالخذلان من السياسات الحكومية التي، بحسب المحتجين، تهمّش قطاعات الصحة والتعليم لصالح مشاريع رياضية ضخمة.
تصريحات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم تركز على الجاهزية والنجاح، بينما الشارع المغربي يطرح معادلة مختلفة تمامًا
اللافت أن بعض نجوم المنتخب الوطني، مثل سفيان أمرابط وياسين بونو، أبدوا دعمهم لهذه المطالب عبر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، ما أضفى بعدًا رمزيًا على الاحتجاجات، إذ باتت كرة القدم نفسها تُستخدم كمنصة للاحتجاج على أولوياتها.
ثقة كاملة بالمغرب
رغم هذا السياق المتوتر، بدا موتسيبي حازمًا في موقفه، مؤكدًا أن الاتحاد الإفريقي "واثق تمامًا" من قدرة المغرب على تنظيم "أنجح نسخة في تاريخ البطولة"، مشيرًا إلى تعاون وثيق مع الحكومة المغربية وجميع الأطراف المعنية.
هذا التصريح يأتي في ظل علاقة وثيقة بين الكاف والمغرب، حيث يشغل فوزي لقجع، رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم، منصب النائب الأول لموتسيبي، إلى جانب كونه مستشارًا ماليًا للحكومة، ما يعزز من موقع المغرب داخل المؤسسة القارية.
هل يمكن الاحتفاء بكرة القدم مع نقص المستشفيات، وتردي التعليم، وغياب فرص العمل؟
طموح عالمي أم عبء اجتماعي؟
المغرب خصص نحو 5 مليارات دولار لمشاريع مرتبطة باستضافة كأس العالم 2030، الذي سيُقام بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، مع مباريات افتتاحية رمزية في الأرجنتين، الباراغواي، والأوروغواي. من أبرز هذه المشاريع بناء ملعب "الملك الحسن الثاني" في الدار البيضاء بسعة 115 ألف متفرج، ليكون الأكبر عالميًا، إلى جانب توسعة ملعب طنجة إلى 75 ألف مقعد، وتجديد ملعب الأمير مولاي عبد الله في الرباط ليصل إلى 70 ألفًا. هذه الملاعب ستكون جزءًا من البنية التحتية التي ستُستخدم أيضًا في كأس الأمم الإفريقية، ما يعكس تداخلًا بين الطموح القاري والعالمي.
تصريحات الكاف تركز على الجاهزية والنجاح، بينما الشارع المغربي يطرح معادلة مختلفة: هل يمكن الاحتفاء بكرة القدم مع نقص المستشفيات، وتردي التعليم، وغياب فرص العمل؟ هذا التناقض بين الصورة الرسمية والواقع الاجتماعي يضع البطولة المقبلة في قلب اختبار مزدوج: اختبار التنظيم، واختبار الشرعية الشعبية.