نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن مصادر خاصة، لقاء وفد من قيادة إدارة العمليات لفصائل المعارضة العسكرية مع شيوخ العشائر في منطقة القرداحة، مسقط رأس الرئيس المخلوع بشار الأسد، أمس الاثنين.
وبحسب ما رشح عن الاجتماع، فإن شيوخ العشائر أعلنوا دعمهم للقادة الجدد للبلاد، في حين اعتُبرت الزيارة علامة مشجعة على التسامح، وفق ما أفادت به الوكالة.
وينظر إلى الطريقة التي تمت بها معاملة الكثير من أبناء الطائفة العلوية، الذين دعموا الأسد، كاختبار حول ما إذا كانت السيطرة على دمشق ستؤدي إلى عمليات انتقام عنيفة ضد الموالين للنظام السابق، والذي حكم البلاد لمدة خمسة عقود.
بحسب ما رشح عن الاجتماع، فإن شيوخ العشائر أعلنوا دعمهم للقادة الجدد للبلاد، في حين اعتُبرت الزيارة علامة مشجعة على التسامح
وتحدث ثلاثة مواطنين من المنطقة لـ"رويترز" عن أن الوفد الذي زار القرداحة ضم أعضاء من هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) والجيش السوري الحر، اللذين كان نظام الأسد يتهمهما بأنهما "منظمتان إرهابيتان" سترتكبان المجازر بحق العلويين إذا سقط النظام. وقد التقى الوفد بعشرات من رجال الدين والشيوخ وغيرهم، قبل أن يوقّع وجهاء العلويين على بيان دعم.
وأكد البيان، الذي اطلعت عليه "رويترز"، على التنوع الديني والثقافي في سوريا. كما دعا إلى استعادة الخدمات الحكومية وعمل الشرطة في أسرع وقت ممكن تحت إدارة القيادة الجديدة للبلاد. وتمت الموافقة أيضًا على تسليم أي أسلحة بحوزة سكان القرداحة.
الموالون للنظام السوري المخلوع.. صدمة من الانهيار السريع وتفاؤل بالمستقبل.
اقرأ أكثر: https://t.co/AniEG2yKkA pic.twitter.com/o6AVFXAdJ8
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) December 10, 2024
كما جاء في البيان، الذي وقّعه نحو 30 من وجهاء القرداحة: "نؤكد على وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية، والتعددية الدينية والفكرية والثقافية".
وأكد البيان "تأييدنا للنهج الجديد وسوريا الوطنية الحرة، وتعاوننا الكامل مع الهيئة (هيئة تحرير الشام) والجيش السوري الحر، لنساهم معًا في بناء سوريا الجديدة القائمة على الألفة والمحبة".
وعلى الرغم من أن النسخة التي اطلعت عليها "رويترز" لم تتضمن توقيعات وفد قيادة إدارة العمليات العسكرية، إلا أنه، بحسب الوكالة، يُعد موقف شيوخ القرداحة علامة مهمة على تغيير النظام في البلدة التي قال سكانها لـ"رويترز"، في وقت سابق هذا الأسبوع، إنها شهدت على مدار سنوات عديدة جنازات متواصلة بسبب أعداد المقاتلين المدافعين عن نظام الأسد.
#عاجل | "رويترز": #محمد_البشير يقول في بيان تلفزيوني إنه قد تم تكليفه بتولي رئاسة حكومة انتقالية في سوريا حتى مارس 2025. pic.twitter.com/ElMjMPWxVB
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) December 10, 2024
وقال أحد سكان المنطقة، الذي رفض الكشف عن اسمه خوفًا من الانتقام في ظل وضع لا يزال متقلبًا، إن الحوار ساهم في تهدئة مخاوف السكان المحليين، استنادًا إلى تصريحات قادة إدارة العمليات لفصائل المعارضة العسكرية، بأنهم سيحترمون الأقليات. وأضاف: "هذه خطوة جيدة أخرى".
ويبدو أن طبيعة الاجتماع الودية تتماشى مع رسالة الاعتدال التي نشرتها قيادة إدارة العمليات لفصائل المعارضة في مدن مثل حلب، أثناء تقدمها نحو دمشق الأسبوع الماضي.
إلى ذلك، نقلت "رويترز" عن سكان من القرداحة، التي تُعد من أفقر المناطق في سوريا، قولهم إن أهالي المنطقة أزالوا تمثال حافظ الأسد قبل وصول وفد إدارة العمليات لفصائل المعارضة العسكرية. وفي وقت لاحق، قام بعض الأشخاص بنهب ضريح حافظ الأسد، حيث أخذوا كل شيء من الطاولات والكراسي وأجهزة التكييف.