سابقة نادرة.. آبل تزيل تطبيقًا يتتبع عناصر الهجرة بعد ضغوط من إدارة ترامب
4 أكتوبر 2025
أعلنت شركة آبل أنها أزالت تطبيق ICEBlock وعددًا من التطبيقات المشابهة من متجرها الإلكتروني، وذلك بعد تلقيها طلبًا مباشرًا من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
هذه التطبيقات كانت تتيح للمستخدمين تلقي تنبيهات بوجود عناصر من وكالة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) في محيطهم، ما اعتبرته وزارة العدل تهديدًا محتملاً لأمن عناصرها.
سابقة أميركية نادرة
رغم أن آبل تزيل آلاف التطبيقات سنويًا لأسباب تتعلق بالتصميم أو الاحتيال أو انتهاك الملكية الفكرية، فإن إزالة تطبيقات بناءً على طلب حكومي أميركي يُعد أمرًا نادرًا. وحسب تقرير لوكالة "رويترز"، ففي عام 2024 وحده، استجابت آبل لأكثر من 1,700 طلب حكومي لإزالة تطبيقات، لكن الغالبية الساحقة منها جاءت من الصين (أكثر من 1,300 تطبيق)، تليها روسيا وكوريا الجنوبية. الولايات المتحدة لم تكن ضمن هذه القائمة حتى الآن، ما يجعل تدخل إدارة ترامب في قضية ICEBlock سابقة لافتة.
مواقف متباينة من آبل وغوغل
في حين أكدت آبل أنها اتخذت القرار بناءً على "معلومات من جهات إنفاذ القانون حول مخاطر أمنية"، نفت غوغل أن تكون قد تلقت طلبًا مماثلًا من وزارة العدل، رغم أنها أزالت تطبيقات مشابهة بدعوى انتهاك سياسات الاستخدام. تجدر الإشارة إلى أن تطبيق ICEBlock لم يكن متاحًا أصلًا على متجر غوغل بلاي.
هذه التطبيقات كانت تتيح للمستخدمين تلقي تنبيهات بوجود عناصر من وكالة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) في محيطهم
وزيرة العدل الأميركية بام بوندي وصفت التطبيق بأنه "مصمم لوضع عناصر وكالة الهجرة والجمارك في خطر لمجرد قيامهم بعملهم"، معتبرة أن "العنف ضد عناصر إنفاذ القانون خط أحمر لا يمكن تجاوزه". في المقابل، رد مبتكر التطبيق، جوشوا آرون، المقيم في تكساس، بأن قرار آبل "رضوخ لنظام سلطوي"، مؤكدًا أن فريقه القانوني يدرس الخطوات المقبلة، وسط تهديدات من وزيرة العدل بإمكانية ملاحقته قضائيًا.
ومع تصاعد حملات وكالة الهجرة والجمارك منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، لجأت مجموعات مدنية إلى وسائل رقمية لحماية مجتمعاتها، منها تطبيقات التنبيه والدردشات المشفرة. ورغم الجدل، أكد ستة خبراء قانونيين لوكالة رويترز أن مراقبة عناصر وكالة الهجرة والجمارك في الأماكن العامة تُعد ممارسة محمية دستوريًا، طالما لم تتضمن تعطيلًا مباشرًا لعملهم. المحاكم الأميركية لطالما اعتبرت تسجيل أنشطة الشرطة في الأماكن العامة حقًا مشروعًا.
وتأتي هذه الخطوة في سياق حساس، إذ تسعى شركات التكنولوجيا الكبرى، ومنها آبل، إلى تجنب الصدام مع إدارة ترامب، التي لم تتردد في استخدام سلاح الرسوم الجمركية ضد شركات بعينها. ومع تصنيع غالبية أجهزة آيفون في الصين، فإن آبل تبقى عرضة لأي تغيير في سياسات الاستيراد، خصوصًا مع طرح البيت الأبيض لضرائب محتملة على شرائح إلكترونية مستوردة، ما يزيد من هشاشة موقف الشركة أمام السلطة التنفيذية.
قضية ICEBlock تفتح الباب أمام نقاش أوسع حول دور التكنولوجيا في مقاومة السياسات الحكومية، وحدود حرية التعبير في العصر الرقمي. فبينما ترى السلطات أن هذه التطبيقات تهدد الأمن، يعتبرها النشطاء أدوات لحماية المجتمعات من ممارسات يعتبرونها تعسفية.