10-ديسمبر-2024
الحكومة الانتقالية

صورة ممزقة لرئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد (رويترز)

دخلت الحياة السياسية السورية مرحلة جديدة بعد فرار رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى روسيا، وانتشار مقاتلي إدارة العمليات التابعة لفصائل المعارضة السورية في كافة المدن السورية، إثر الانهيار السريع الذي شهدته قوات النظام أمام التقدم السريع لفصائل المعارضة، وهو ما أدخل البلاد في مرحلة انتقالية ستواجه الكثير من التحديات خلال الأيام المُقبلة.

وكان القيادي في غرفة إدارة العمليات التابعة لفصائل المعارضة العسكرية، أحمد الشرع، قد قال في بيان نشرته قناة "القيادة العامة" على تطبيق "تليغرام": "سنقدم مكافآت إلى من يدلي بمعلومات عن كبار ضباط الجيش والأمن المتورطين في جرائم حرب"، مؤكدًا "لن نتوانى عن محاسبة المجرمين والقتلة وضباط الأمن والجيش المتورطين في تعذيب الشعب السوري. سوف نلاحق مجرمي الحرب ونطلبهم من الدول التي فروا إليها حتى ينالوا جزاءهم العادل".

دخلت الحياة السياسية السورية مرحلة جديدة بعد فرار رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى روسيا، وانتشار مقاتلي فصائل المعارضة السورية في كافة المدن السورية

وأشار الشرع إلى أنه سيتم الإعلان "عن قائمة رقم 1 تتضمن أسماء كبار المتورطين في تعذيب الشعب السوري"،  مضيفًا "لقد أكدنا التزامنا التسامح مع من لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب السوري، ومنحنا العفو لمن كان ضمن الخدمة الإلزامية"، ومشددًا في نهاية البيان على "أن دماء الشهداء الأبرياء وحقوق المعتقلين أمانة لن نسمح أن تهدر أو تنسى".

وأظهر مقطع فيديو قصير نشرته "القيادة العامة" اجتماع الشرع، أمس الإثنين، مع رئيس وزراء النظام محمد غازي الجلالي، والمرشح لتشكيل الحكومة الانتقالية، رئيس حكومة الإنقاذ في شمال غرب سوريا، محمد البشير، وفي مقطع الفيديو الذي بلغت مدته 25 ثانية، قال الشرع إن وزراء حكومة الإنقاذ "أصبح لديهم خبرة عالية"، مضيفًا في حديثه الذي كان موجهًا للجلالي بأنهم سيتم الاستعانة بخبرات الوزراء في حكومة النظام السابق التي "لن يُستغنى عنها".

ونقل موقع "تلفزيون سوريا" عن مصادر في الإدارة السياسة قولها إن حكومة تصريف أعمال المرحلة الانتقالية التي تسلمت مهامها، اليوم الثلاثاء، برئاسة البشير ستكون مدتها ثلاثة أشهر، مضيفة أن "وزراء حكومة الإنقاذ سيواصلون أعمالهم في حكومة تصريف الأعمال".

وأضافت أن "الحكومة الانتقالية ستجري النظر بحالة الجيش الحالي وستبحث في إعادة ترتيب أوضاعه"، مشيرة أيضًا إلى أنه "سيتم حل الأجهزة الأمنية وإلغاء قوانين الإرهاب"، على أن يكون "ضبط الأمن وتقديم الخدمات والانتقال السلس أولويات في حكومة تصريف الأعمال".

وبحسب موقع "العربي الجديد"، فإن السفارات السورية بدأت برفع علم الثورة في بعض الدول، بما في ذلك السفارة السورية في العاصمة الروسية موسكو، وهو ما وصفه "العربي الجديد" بأنه "مؤشر واضح على أن القطيعة مع النظام السابق تمت بشكل كامل وأن المرحلة الجديدة قد دُشنت بالفعل"، لافتًا إلى أن النخب السياسية المعارضة "تتبادل المقترحات حول الخطوة التالية لسقوط نظام بشار الأسد، كي لا تبقى البلاد لفترة طويلة من دون هياكل إدارية واضحة".

ومن بين هذه المقترحات التي ذكرها "العربي الجديد" هناك مقترح "تطبيق مضامين القرار الدولي 2254 وتشكيل هيئة كاملة الصلاحيات مؤلفة من شخصيات سورية لها وزن في الشارع السوري، تتولى إدارة المرحلة الانتقالية وتشرف على تشكيل جمعية وطنية مهمتها كتابة دستور جديد لإجراء انتخابات وفقه تضع البلاد على سكة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة"، وهو ما سيؤدي إلى نهاية حقبة حكم الفرد والحزب الواحد التي امتدت إلى أكثر من 50 عامًا.

وكان المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، قد قال، اليوم الثلاثاء، إنه "في الوقت الحالي ينبغي التركيز على ترتيبات منظمة تضمن الأمن والنظام في سوريا"، مضيفًا أن "الكثير من السوريين يأملون في العودة إلى بلادهم، لكن الوضع المعيشي لا يزال صعبًا"، لافتًا إلى أن "هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) ترسل رسائل إيجابية، ومن المحتمل أن ينظر المجتمع الدولي مرة أخرى في إدراجها على قائمة الإرهاب".