تدخل حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة يومًا جديدًا، استُشهد وأُصيب فيه عشرات الفلسطينيين العُزّل، وسط تحذيرات متزايدة من كارثة إنسانية وشيكة تتجاوز كل سابقاتها مع إعلان برنامج الغذاء العالمي عن استنفاد كل مخزوناته الغذائية في القطاع، واستمرار دولة الاحتلال في منع إدخال المساعدات إليه.
واستهدفت الهجمات الإسرائيلية محافظات الوسط والجنوب إضافةً إلى مدينة غزة، مما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى في سلسلة من الغارات والقصف المدفعي التي طالت مواقع عدة، من بينها تجمعات للنازحين ومبانٍ سكنية.
واستُشهد فجر اليوم الأحد 10 أشخاص من عائلة واحدة جراء غارة استهدفت حي الصبرة في مدينة غزة، فيما نسفت قوات الاحتلال عدة مبانٍ سكنية شرق المدينة، التي تعرضت أيضًا لقصف مدفعي وإطلاق نار من قبل طائرات الاحتلال.
وأسفر قصف طال شقة سكنية في برج القدس بمخيم البريج وسط القطاع عن استشهاد وإصابة العشرات. كما شنت مسيّرات الاحتلال غارة غرب مخيم النصيرات، وأطلقت دباباته نيرانها نحو شمال شرقي مخيم البريج، فيما تعرضت مدينة دير البلح لقصف مدفعي.
قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن متوسط من يصلون يوميًا إلى المستشفيات منذ بدء العدوان يبلغ 90 شهيدًا
وفي جنوب القطاع، شنّت طائرات الاحتلال غارة في محيط أبراج طيبة بمدينة خانيونس، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من المواطنين. وأفادت مصادر إعلامية محلية بإصابة 12 شخصًا جراء قصف شنّته مسيرات الاحتلال على خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خانيونس.
ونسفت قوات الاحتلال عدة مبانٍ سكنية في مدينة رفح جنوب القطاع، فيما استشهد مواطن إثر قصف استهدف بلدة خزاعة شرقي مدينة خانيونس، التي تركّز عليها قصف الاحتلال خلال الساعات الماضية، وفقًا لوسائل إعلام محلية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الـ24 الماضية 56 شهيدًا، بينهم 7 جرى انتشالهم من تحت الأنقاض، بالإضافة إلى 108 إصابات مختلفة.
وأفادت الوزارة بارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 51,495 شهيدًا، و117,524 مصابًا. كما أشارت إلى أن حصيلة الشهداء والإصابات، منذ 18 آذار/مارس الفائت، تاريخ خرق قوات الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار، بلغت 2,111 شهيدًا و5,483 مصابًا.
وقالت الوزارة إن هناك العديد من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات بسبب عجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم، نتيجة استمرار القصف.
وفي هذا السياق، قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أمس السبت، إن متوسط من يصلون يوميًا إلى المستشفيات منذ بدء العدوان يبلغ 90 شهيدًا، لافتًا إلى أن ما يعادل 32 طفلًا و22 امرأة هم متوسط عدد الشهداء من الأطفال والنساء يوميًا.
وأشار المكتب، في بيان، إلى أن متوسط عدد الفلسطينيين المفقودين قسريًا يبلغ، يوميًا، 20 شخصًا، فيما يُعادل عدد المصابين يوميًا، منذ بدء الحرب، 207 أشخاص. كما ذكر أن متوسط عدد العائلات التي تُستشهد بالكامل يبلغ أربع عائلات يوميًا، لافتًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يبيد ما يعادل تسع عائلات فلسطينية يوميًا، بحيث لم يتبق منها سوى فرد واحد فقط.
مفاوضات وقف إطلاق النار
وأعلنت حركة "حماس"، مساء السبت، مغادرة وفدها القاهرة عقب محادثات مع مسؤولين مصريين بشأن وقف الحرب على قطاع غزة، حيث بحث الوفد معهم رؤيته لـ"وقف وإنهاء الحرب وتبادل الأسرى على قاعدة الصفقة الشاملة، بما يتضمن الانسحاب الكامل والإعمار".
وفي سياق متصل، أكد المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، طاهر النونو، أن الحركة تُبدي استعدادها للتوصل إلى هدنة تمتد لسنوات مع إسرائيل في قطاع غزة، لكنها غير مستعدة لتسليم سلاحها، وفقًا لـ"رويترز".
وقال النونو إن: "فكرة الهدنة أو مدتها ليست مرفوضة من جانبنا"، مؤكدًا أن الحركة مستعدة لمناقشتها في إطار المفاوضات، وأنها منفتحة: "على أي مقترحات جادة لإنهاء الحرب"، وذلك في أول إشارة واضحة إلى استعداد الحركة للموافقة على هدنة طويلة الأمد في قطاع غزة.
وشدد النونو، في هذا السياق، على رفض مطالب إسرائيل بتسليم "حماس" لسلاحها، مؤكدًا أن: "سلاح المقاومة ليس مطروحًا للتفاوض، وسيبقى في أيدينا ما دام الاحتلال قائمًا" بحسب الوكالة.
وتأتي تصريحات طاهر النونو في وقت التقى فيه وفد من قيادة الحركة بالوسطاء في العاصمة المصرية القاهرة ضمن محادثات وقف إطلاق النار. وأفادت "رويترز"، نقلًا عن مصادر مطلعة على المحادثات، بأن "حماس" مستعدة للموافقة على هدنة تتراوح مدتها بين خمس وسبع سنوات، مقابل إنهاء الحرب، وإعادة إعمار غزة، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وإطلاق سراح جميع الرهائن.