تواجه النازحات في مخيمات شمال غربي سوريا أوضاعًا إنسانية صعبة، تتفاقم مع دخول فصل الشتاء، حيث تكافح الأسر في ظروف قاسية داخل خيام لا توفر الحد الأدنى من الحماية من الأمطار الغزيرة والرياح العاتية، مما يزيد من معاناة النازحين، خصوصًا النساء والأطفال.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "العربي الجديد"، تجد النازحات أنفسهن مع حلول الشتاء أمام تحديات يومية لترقيع الخيام المهترئة باستخدام مواد بدائية مثل البلاستيك وقطع القماش القديمة. وتقول روعة الرحال، التي تقيم في مخيم مشهد روحين: "الأمطار الغزيرة تتسبب في غرق خيمتي بشكل متكرر. كل شيء يتبلل إذا لم نكن يقظين. نرفع الفرش عن الأرض باستخدام الحجارة، لكن الخيمة تتحول إلى بركة طينية. أحضرنا غطاء بلاستيكي هذا العام، لكن الخوف أن يتمزق مع أول عاصفة قوية".
تكافح الأسر في الشمال السوري في ظروف قاسية داخل خيام لا توفر الحد الأدنى من الحماية أمام الأمطار الغزيرة والرياح العاتية
تفتقر الخيام الصغيرة التي يقطنها النازحون إلى العوازل التي تخفف من وطأة البرد. أمينة المحمد، من مخيم الوادي قرب سرمدا، تصف معاناتها داخل خيمة مهترئة: "الخيمة صغيرة ولا تكفي لمواجهة البرد. نحاول ترقيعها باستمرار، لكنها أصبحت قديمة للغاية، وأشعر أن أحدًا لا يكترث لمأساتنا".
واستعرضت الصحيفة العديد من الشهادات من نازحات يعانين داخل الخيام المتهالكة. خديجة الحرير، وهي أرملة تعيل أربعة أطفال في مخيم الرحمة، تختصر أحلامها في الحصول على خيمة جيدة، قائلة: "حلمي أن أنام مع أطفالي دون أن يتسرب الماء إلى داخل الخيمة. أردت شراء عازل بلاستيكي، لكن سعره مرتفع جدًا. ما زلنا نواجه برد الشتاء بأغطية قديمة وحجارة لتثبيت الخيمة".
وتتخذ بعض العائلات تدابير بسيطة للتقليل من الأضرار. تقول أسماء العميري، وهي خمسينية تقيم في مخيم بريف حلب الشمالي: "أحاط زوجي الخيمة بالطوب، وحفر خندقًا حولها لتجنب الفيضانات، لكننا لا نملك سوى الصبر أمام هذه الظروف الصعبة".
وفقًا لدراسة أجراها الدفاع المدني السوري، فإن 68% من المخيمات في مناطق إدلب وحلب تعرضت لفيضانات، فيما تمزقت 61% من الخيام بسبب الرياح القوية. كما تعاني نصف المخيمات من نقص في وسائل التدفئة، مما يزيد من صعوبة إيصال المساعدات الإنسانية بسبب سوء حالة الطرق.
ومع استمرار فصل الشتاء، تتجدد دعوات النازحين والمنظمات الإنسانية لتوفير خيام جديدة ومستلزمات التدفئة الضرورية، وسط تقصير كبير في الاستجابة الإنسانية التي من شأنها تخفيف حدة المعاناة في مخيمات تعيش على حافة الكارثة.