29-أبريل-2025
فلسطينيون يتفقدون الأضرار عقب الغارات الإسرائيلية الليلية على مخيم النصيرات (Getty)

فلسطينيون يتفقدون الأضرار عقب الغارات الإسرائيلية الليلية على مخيم النصيرات (Getty)

بينما تتصاعد آلة الحرب الإسرائيلية بلا هوادة على قطاع غزة، تمضي قوات الاحتلال في تنفيذ عمليات عسكرية مكثفة تتوزع بين الغارات الجوية والقصف المدفعي، في ظل حصار خانق يفاقم الكارثة الإنسانية. إذ تُحكم إسرائيل قبضتها على القطاع، محرمةً على سكانه الغذاء والدواء والمساعدات الأساسية، وسط تحذيرات دولية متزايدة من مجاعة وشيكة وانهيار كامل للمنظومة الصحية والإنسانية.

ومنذ فجر الاثنين، استشهد 48 فلسطينيًا في غارات إسرائيلية عنيفة، معظمهم في مدينة غزة وشمال القطاع. كما أسفر القصف الإسرائيلي المتواصل عن سقوط شهداء وجرحى في خيام النازحين قرب منطقة الإقليمي جنوب مواصي خانيونس، إلى جانب إصابات أخرى جراء استهداف الطيران الإسرائيلي لمناطق شرق مخيم النصيرات وسط القطاع.

منذ فجر الاثنين، استشهد 48 فلسطينيًا في غارات إسرائيلية عنيفة، معظمهم في مدينة غزة وشمال القطاع

وفي سياق متصل، أصيب عدد من الفلسطينيين نتيجة قصف شنته طائرة مسيّرة إسرائيلية على مخيم البريج، فيما قصفت المدفعية الإسرائيلية بكثافة المناطق الجنوبية لمدينة خانيونس، ما أدى إلى سقوط ضحايا ودمار واسع. كما استشهد فلسطيني متأثرًا بجروح أصيب بها في قصف سابق استهدف خان يونس.

وامتد القصف الإسرائيلي ليشمل شمال مدينة رفح وحي السلام جنوب خان يونس، حيث شن الطيران الحربي سلسلة من الغارات العنيفة. في مدينة غزة، نسفت قوات الاحتلال عددًا من المنازل السكنية شرق حي التفاح، ضمن سياسة التدمير المنهجي للبنية المدنية.

وفي تطور خطير آخر، كشفت القناة الإسرائيلية 12 أن الجيش الإسرائيلي بدأ مؤخرًا بإحراق آلاف الدونمات الزراعية داخل قطاع غزة، بذريعة الكشف عن أنفاق المقاومة.

أزمة إنسانية خانقة

ومع استمرار الإغلاق الكامل للمعابر، حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من تدهور صحي كارثي. وأفاد بأن أكثر من 65 ألف حالة مرضية ناتجة عن سوء التغذية الحاد وصلت إلى المستشفيات والمراكز الطبية، في وقت يعاني فيه نحو 1.1 مليون طفل من الجوع اليومي الحاد، وسط شحّ حاد في المواد الغذائية والمياه والأدوية.

من جهتها، أكدت منظمة العفو الدولية "أمنستي"، في تقريرها السنوي الصادر اليوم الثلاثاء، أن العالم بأسره يشاهد "على الهواء مباشرة" وقوع إبادة جماعية في غزة. وقالت الأمينة العامة للمنظمة، أغنيس كالامار، إن إسرائيل ترتكب مجازر بحق آلاف الفلسطينيين وعائلات بأكملها، وتدمر بشكل ممنهج المستشفيات والمدارس والبنية التحتية المدنية، في انتهاك واضح لاتفاقية الإبادة الجماعية.

وفي القسم الخاص بالشرق الأوسط من التقرير، أكدت "أمنستي" أن أبحاثها أظهرت ارتكاب إسرائيل أفعالًا محظورة تهدف إلى التدمير الجسدي للسكان الفلسطينيين، بما يشمل القتل العمد، الهجمات الخطيرة على المدنيين، التهجير القسري، والإخفاء القسري، وفرض ظروف معيشية قاسية تؤدي إلى الهلاك الجماعي.

اختراق هشّ في محادثات وقف إطلاق النار

على الصعيد السياسي، نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن مصادر مصرية أن مباحثات وقف إطلاق النار تشهد تقدمًا ملحوظًا رغم استمرار وجود فجوات بين الطرفين حول بعض القضايا. ومع ذلك، نفى مصدر سياسي إسرائيلي إحراز أي اختراق فعلي، مشيرًا إلى أن الحديث عن قرب التوصل لاتفاق مع حركة حماس "غير دقيق".

وفي سياق متصل، تصاعد الغضب في أوساط عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية. ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن عائلات الأسرى شكواهم من "الكذب المتواصل" من قبل السياسيين الإسرائيليين، حيث قالوا إن هناك فجوة كبيرة بين ما يسمعونه من وعود وما يجري فعليًا على الأرض.

وأشار أحد ممثلي فريق التفاوض إلى أن المباحثات الجارية حاليًا تركز على إعادة عشرة من المختطفين خلال الأسبوع الأول من بدء الحرب.

وفي حديث لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، دعت عائلة الأسير عيدان ألكساندر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى وقف الحرب فورًا وإعادة جميع الرهائن المحتجزين في غزة، مؤكدين أنهم لا يعرفون كافة تفاصيل المفاوضات الجارية.