يشهد شمال غرب سوريا تطورات متسارعة على مستوى خارطة السيطرة العسكرية، بعدما تمكن تحالف "إدارة العمليات العسكرية" لفصائل المعارضة السورية من السيطرة على قرى وبلدات في ريفي حلب وإدلب، وإعلانها دخول مقاتليها إلى أحياء مدينة حلب، العاصمة الاقتصادية لسوريا، في الوقت الذي تشهد قوات النظام انهيارات متتالية في صفوفها، مما أجبرها على إخلاء مواقعها، والانسحاب إلى مناطق أخرى.
وكانت فصائل المعارضة السورية قد أطلقت، الأربعاء الماضي، عملية "ردع العدوان" مكبدة النظام السوري، بالإضافة الميلشيات المدعومة من إيران وروسيا خسائر كبيرة بالأرواح والعتاد، وبحسب "تلفزيون سوريا"، استطاعت فصائل المعارضة السيطرة على قرابة 70 نقطة وقرية في ريفي حلب وإدلب، منذ إطلاقها العملية ضد قوات النظام، وهو ما يُمثل تحولًا تصعيديًا على مستوى اتفاق وقف إطلاق النار في آذار/مارس 2020.
وقالت "إدارة العمليات العسكرية"، عبر قناتها الرسمية على تطبيق "تليغرام"، إن مقاتليها تمكنوا من "تحرير أحياء الحمدانية وحلب الجديدة"، مضيفة أنهم تمكنوا أيضًا من السيطرة على "على تلة الصواريخ الاستراتيجية جنوبي حلب"، في الوقت الذي يخوض مقاتلو المعارضة اشتباكات عنيفة مع قوات النظام في حي الأعظمية ومحيط جامعة حلب، بحسب ما أفاد موقع "تلفزيون سوريا" نقلًا عن مصادر خاصة، فيما لا تزال الأنباء الواردة حتى لحظة الإعداد عينه تشير إلى تقدم فصائل المعارضة السورية إلى أحياء أخرى في مدينة حلب.
يشهد شمال غرب سوريا تطورات متسارعة على مستوى خارطة السيطرة العسكرية، بعدما تمكن تحالف لفصائل المعارضة من الوصول إلى داخل مدينة حلب
إلى ذلك، قال مراسل "التلفزيون العربي" في شمال سوريا إن فصائل المعارضة أرسلت تعزيزات عسكرية إلى جبهة مدينة حلب، مضيفًا أن فصائل المعارضة بدأت باقتحام فرع المخابرات الجوية في مدينة حلب.
وفي مقابلة مع "التلفزيون العربي"، قال القيادي في إدارة العمليات العسكرية، أحمد دالاتي، إن فصائل المعارضة سيطرت على ريف حلب بالكامل، بالإضافة إلى محاصرتها قوات النظام داخل مدينة سراقب بريف إدلب، مضيفًا أن إدارة العمليات "تواصل الاستثمار بالانهيار الحاصل لدى قوات النظام"، ولاحقًا قالت "إدارة العمليات العسكرية" إن قوات النظام بدأت الانسحاب من مدينة سراقب.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد ارتفع عدد القتلى جراء عملية "ردع العدوان" في ريفي حلب وإدلب إلى 225 قتيلًا، بينهم 87 مقاتلًا للنظام السوري، و154 مقاتلًا من فصائل المعارضة السورية، بالإضافة إلى 24 مدنيًا قضوا في مناطق سيطرة المعارضة والنظام، وذلك في حصيلة أولية قابلة للارتفاع لاحقًا نظرًا للتطورات الميدانية المتسارعة.
فصائل ردع العدوان داخل أحياء #حلب .. تعرف عليها على مجريات المعركة
تقديم: بهاء الحلبي @jabalybaraa#تلفزيون_سوريا #ردع_العدوان pic.twitter.com/M7pU60uAZ1— تلفزيون سوريا (@syr_television) November 29, 2024
وتعليقًا على التقدم المتسارع لفصائل المعارضة في مدينة، وسط ترجيحات أن يتمكنوا من السيطرة أجزاء أخرى من المدينة، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف: "أما بالنسبة للوضع حول حلب فهذا بالطبع يعتبر تعديًا على سيادة سوريا في هذه المنطقة. ونحن نؤيد قيام السلطات السورية بفرض سيطرتها واستعادة الأمن والنظام بسرعة في هذه المنطقة".
من جانبها، قالت وكالة تسنيم إن وزير الخارجية الإيرانية، عباس عراقجي، أجرى اليوم الجمعة اتصالًا هاتفيًا مع نظيره السوري، بسام صباغ، مضيفة أن عراقجي الهجوم المعاكس لفصائل المعارضة السورية بأن "جزء من مخطط أميركي – صهيوني"، مؤكدًا دعم بلاده لسوريا "في مكافحة الإرهاب والحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي".
إلى ذلك نقل موقع "ميدل إيست آي" عن مصدر أمن تركي كبير قوله إن أنقرة حاولت منع هجوم فصائل المعارضة لتجنب المزيد من تصعيد التوترات في المنطقة، خاصة في ظل حروب إسرائيل على غزة ولبنان، لكن جهودها لم تستطع منعهم من ذلك، وتابع أن الهجوم الأخير للمعارضة جاء ردًا استهداف النظام السوري لمناطق سيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا، مشيرًا إلى أن "ما كان مخططًا له في البداية كعملية محدودة توسع مع بدء قوات النظام في الانسحاب من مواقعها".