يشهد مخيم زمزم، أكبر مخيم للنازحين في السودان، قصفًا مدفعيًا مكثفًا من قبل قوات الدعم السريع منذ مساء الأحد، ما تسبب في سقوط ضحايا وإصابات خطيرة ونزوح جماعي، وفقًا لمنظمة "أطباء بلا حدود".
ويقع المخيم على بعد 16 كيلومترًا جنوب مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، ويعد من أكثر المناطق كثافة سكانية في الإقليم.
وأعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" في بيان يوم الاثنين، أنها استقبلت 8 مصابين، بينهم نساء وأطفال لا تتجاوز أعمارهم 4 سنوات، يعانون من إصابات بالغة، منها صدمات في الصدر وكسور. وتم تحويل أربعة من المصابين إلى منشأة أخرى صباح اليوم (أمس الإثنين)، قبل استئناف القصف الذي طال مناطق قريبة من المستشفى الميداني.
يشهد مخيم زمزم، أكبر مخيم للنازحين في السودان، قصفًا مدفعيًا مكثفًا من قبل قوات الدعم السريع منذ مساء الأحد، ما تسبب في سقوط ضحايا وإصابات خطيرة ونزوح جماعي
وأشارت المنظمة إلى أن القصف تسبب في حالة من الفوضى، حيث فر المرضى والطاقم الطبي من المخيم، وتم إخلاء آخر ثلاثة مرضى من وحدة العناية المركزة تحت ظروف خطيرة. وأضافت: "لم يكتفِ النازحون بالمعاناة من الجوع، بل أصبحوا الآن عرضة للقصف والنزوح مجددًا".
🚨 Zamzam camp, Sudan’s largest displacement site, is under attack with intense shelling by RSF since yesterday evening.
The attack has created a living nightmare for the displaced people in Zamzam camp, with casualties, panic, and mass displacement.
On 1 December, our teams…
— MSF International (@MSF) December 2, 2024
من جهة أخرى، أكد والي شمال دارفور المكلف، الحافظ بخيت محمد، أن القصف يأتي ضمن خطة لقوات الدعم السريع تهدف إلى إفراغ المخيم من النازحين كجزء من استراتيجية للسيطرة على مدينة الفاشر من الناحية الجنوبية. وأوضح الوالي وفقًا لما نقله موقع "ألترا سودان"، أن هذه الخطة، التي بدأت بترحيل النازحين إلى مناطق شرق جبل مرة تحت إشراف بعض المنظمات، قد فشلت، مما دفع القوات لتكثيف قصفها باستخدام المدفعية الثقيلة.
وأفاد ناشطون سودانيون بمقتل شخصين وإصابة 12 آخرين في الهجوم الأولي على المخيم الأحد، بينما أشارت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر إلى سقوط 6 قتلى و13 جريحًا في تجدد القصف الإثنين، وسط حالة من الهلع والذعر بين النازحين.
ودعت منظمة "أطباء بلا حدود" والمجتمع الإنساني إلى ضرورة حماية المدنيين والفرق الطبية والمرافق الصحية في المخيم، وضمان مرور آمن للنازحين الذين يفرون من العنف. كما أكدت المنظمة أن الوضع الإنساني في دارفور بات كارثيًا، مع تفاقم المجاعة والنقص الحاد في الإمدادات الطبية والغذائية.
تأتي هذه الأحداث في ظل استمرار الأزمة السودانية وتصاعد الصراع بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع، ما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من السكان وزيادة معاناتهم، خاصة في المناطق المتضررة مثل دارفور.