كأس العالم 2026 في مواجهة حرارة مفرطة تهدد مستقبل اللعبة
11 سبتمبر 2025
في دراسة جديدة تحمل عنوان "الملاعب في خطر"، أطلقت ناقوس الخطر بشأن التهديدات المناخية المتزايدة التي تواجه كأس العالم 2026، مؤكدة أن البطولة المقبلة في أميركا الشمالية قد تكون الأخيرة قبل أن تصبح الحاجة إلى التكيف المناخي أمرًا لا مفر منه.
حرارة مفرطة تهدد الملاعب
تشير الدراسة التي نقلتها وكالة "رويترز"، إلى أن 10 من أصل 16 ملعبًا مستضيفًا للبطولة معرضون بدرجة عالية جدًا لظروف إجهاد حراري مفرط، وهو ما قد يجعل اللعب في هذه الملاعب غير آمن خلال أشهر الصيف. وبحلول عام 2050، سيحتاج نحو 90% من الملاعب المستضيفة في أميركا الشمالية إلى تعديلات لمواجهة الحرارة، فيما ستواجه ثلث هذه الملاعب تحديات في تلبية الطلب على المياه، الذي قد يتجاوز العرض المتاح.
10 من أصل 16 ملعبًا مستضيفًا لكأس العالم معرضون بدرجة عالية جدًا لظروف إجهاد حراري مفرط، وهو ما قد يجعل اللعب فيها غير آمن خلال أشهر الصيف
مؤشرات مقلقة من البطولات الحالية
بطولة كأس العالم للأندية التي أقيمت هذا العام في الولايات المتحدة قدمت لمحة مزعجة عن المستقبل، حيث وصف اللاعبون الظروف المناخية بأنها "مستحيلة". وقد اضطرت الفيفا إلى تعديل بروتوكولاتها، بإضافة فترات تبريد، واستراحات مياه، ومقاعد مظللة، ومراوح هوائية.
وفي عام 2025، تجاوزت 14 من أصل 16 ملعبًا في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك حدود السلامة المناخية في ثلاثة جوانب رئيسية: الحرارة المفرطة، الأمطار الغزيرة، والفيضانات. كما أن 13 ملعبًا تشهد بالفعل يومًا واحدًا على الأقل في الصيف تتجاوز فيه درجة حرارة الكرة الأرضية الرطبة (WBGT) حاجز 32°C، وهو الحد الذي توصي به الفيفا لتفعيل استراحات المشروبات. أما مدن مثل دالاس وهيوستن، فتشهد درجات حرارة تتجاوز 35°C لأكثر من شهرين، وهو الحد الذي يعتبره العلماء نهاية قدرة الإنسان على التكيف الحراري.
التأثير يتجاوز الملاعب الكبرى
لا تقتصر المخاطر على الملاعب العالمية، بل تمتد إلى الملاعب الشعبية التي شكلت بدايات نجوم اللعبة. فملعب محمد صلاح في مصر قد يواجه أكثر من شهر من الحرارة غير القابلة للعب سنويًا، بينما ملعب طفولة قائد نيجيريا ويليام تروست-إيكونغ قد يشهد 338 يومًا من الحرارة المفرطة بحلول 2050.
دعوات للتغيير الجذري
يحذر بيرس فورستر، مدير مركز بريستلي لمستقبل المناخ في ليدز، من أن المخاطر ستتفاقم ما لم تُتخذ إجراءات جذرية، مثل نقل البطولات إلى أشهر الشتاء أو إلى مناطق أكثر برودة. ويحث التقرير، الذي يمتد على 96 صفحة، صناعة كرة القدم على الالتزام بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2040، ونشر خطط خفض الكربون بشكل موثوق، وإنشاء صناديق للتكيف المناخي.
وبحسب استطلاع شمل 3600 مشجع في الدول الثلاث المستضيفة لكأس العالم 2026، أعرب 91% منهم عن رغبتهم في أن تكون بطولة 2026 نموذجًا يُحتذى به في الاستدامة البيئية. وفي تعليق لافت، قال نجم منتخب إسبانيا السابق خوان ماتا: "كرة القدم جمعت الناس دائمًا، لكنها الآن تذكرنا بما يمكن أن نخسره".
ووفقًا لهذه المعطيات، يبدو أن كأس العالم 2026 لن تكون مجرد بطولة رياضية، بل اختبارًا حاسمًا لقدرة اللعبة على التكيف مع عالم يتغير مناخيًا بوتيرة متسارعة.