كيف تُعيد صداقة ترامب وإنفانتينو تشكيل كأس العالم 2026؟
6 أكتوبر 2025
تتكشف ملامح تحالف غير تقليدي بين رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو، تحالف بدأ في كواليس مباراة نهائية بكأس العالم للأندية، ويتجه الآن ليؤثر بشكل مباشر على تنظيم كأس العالم 2026.
من ميتلايف إلى مركز كينيدي
وحسب تقرير لوكالة "أسوشيتد برس"، فبينما كان نادي تشيلسي الإنجليزي يحقق الفوز في نهائي كأس العالم للأندية في ملعب ميتلايف بنيوجيرسي، كان ترامب وإنفانتينو يخوضان نقاشًا حاسمًا حول مكان إجراء قرعة كأس العالم المقبلة. وبينما كانت التوقعات تشير إلى لاس فيغاس، اختار الرجلان واشنطن العاصمة، وتحديدًا مركز كينيدي، ليكون المسرح الجديد لهذا الحدث العالمي. أندرو جولياني، مدير فريق البيت الأبيض المعني بكأس العالم، وصف اللحظة بأنها نقطة تحول، حيث اتفق الطرفان على ضرورة التحرك الفوري لتنفيذ القرار.
تحالف يتجاوز الرياضة
وصف ترامب إنفانتينو بأنه "ربما أكثر الرجال احترامًا في عالم الرياضة"، في إشارة إلى العلاقة المتينة التي تطورت بينهما منذ عام 2018، حين فازت الولايات المتحدة بحق استضافة كأس العالم. العلاقة بدأت بمواقف رمزية، مثل تقديم إنفانتينو بطاقات حمراء وصفراء لترامب في البيت الأبيض، وتطورت إلى لقاءات متكررة في دافوس، مارالاغو، وحتى في المكتب البيضاوي.
إنفانتينو المعروف بعلاقاته الوثيقة مع قادة عالميين، وجد في ترامب شريكًا مثاليًا لتوسيع نفوذ الفيفا في الولايات المتحدة
إنفانتينو، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع قادة عالميين مثل فلاديمير بوتين، وجد في ترامب شريكًا مثاليًا لتوسيع نفوذ الفيفا في الولايات المتحدة، خصوصًا مع استعداد البلاد لاستضافة البطولة الأكبر في عالم كرة القدم.
كأس عالم بطابع سياسي
عودة ترامب إلى البيت الأبيض بعد فوزه بولاية غير متتالية غيّرت المعادلة. فقد أصبح بإمكانه الآن الإشراف المباشر على البطولة، بل وطرح أفكار مثيرة للجدل مثل نقل المباريات من مدن يعتبرها غير آمنة.
إنفانتينو، من جانبه، لم يُخفِ حماسه، وشارك في فعاليات متعددة مع ترامب، بما في ذلك حفل قرعة كأس العالم للأندية في ميامي، حيث وصفه بالفائز. الأكثر إثارة للجدل كان تقديم إنفانتينو نسخة ذهبية من كأس العالم لترامب في المكتب البيضاوي، وهي خطوة اعتبرها بعض مسؤولي كرة القدم تجاوزًا للتقاليد، خصوصًا أن الكأس يُفترض أن تمثل اللعبة بأكملها، لا شخصًا بعينه.
غياب التوازن الدبلوماسي
في الوقت الذي يحظى فيه ترامب بهذا الاهتمام من الفيفا، لم يُسجّل أي لقاء علني بين إنفانتينو ورئيس وزراء كندا مارك كارني هذا العام، بينما التقى رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم لأول مرة في آب/أغسطس. هذا التفاوت في العلاقات أثار تساؤلات حول حيادية الفيفا في التعامل مع الدول الثلاث المضيفة.
من حقوق الإنسان إلى الجدار الحدودي
ظهر إنفانتينو مؤخرًا إلى جانب ترامب ووزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، يتبادلون المزاح حول الجدار الحدودي الأميركي. هذا التحول في الخطاب يعكس قدرة إنفانتينو على التكيف مع اللحظة السياسية، حتى لو كان ذلك على حساب المبادئ التي سبق أن دافع عنها.
ورغم أن إنفانتينو يعتبر العلاقة مع ترامب حاسمة لنجاح البطولة، إلا أن تصريحات الرئيس الأميركي حول إمكانية تغيير المدن المستضيفة تثير قلقًا حقيقيًا داخل الفيفا. فالتعامل مع رئيس يتخذ قرارات مفاجئة قد يُعرض البطولة لمخاطر لوجستية وقانونية.
تحالف ترامب وإنفانتينو يعيد تشكيل كأس العالم 2026، ليس فقط من حيث التنظيم، بل من حيث الرمزية السياسية والدبلوماسية. وبينما يستعد العالم لأكبر حدث رياضي، تبقى الأسئلة مفتوحة حول تأثير هذه العلاقة على العدالة، الشفافية، وتوازن القوى داخل الفيفا وخارجها.