18-مايو-2025
قصف إسرائيلي على جباليا شمال قطاع غزة

(Getty) قصف إسرائيلي على جباليا شمال قطاع غزة.

استُشهد أكثر من 30 فلسطينيًا، في وقت متأخر من مساء السبت، جراء قصف إسرائيلي استهدف خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خانيونس جنوبي قطاع غزة، حيث ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة مروعة التهمت النيران أجساد معظم ضحاياها.

وتداول ناشطون ووسائل إعلام مشاهد مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي توثق اشتعال النيران في الخيام، وتحوّل بعض الجثامين إلى أشلاء متفحمة. وأفادت مصادر طبية بارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع، منذ منتصف الليلة حتى صباح اليوم الأحد، إلى 100 شهيد على الأقل.

وأفاد "المركز الفلسطيني للإعلام" بأن طائرات الاحتلال استهدفت 3 خيام وشقة سكنية على الأقل في منطقة المواصي، ما أسفر عن وقوع مجزرة راح ضحيتها عشرات الشهداء والمصابين، بينهم نساء وأطفال، واندلاع النيران في الخيام التي كانت تأوي نازحين أثناء نومهم.

وأشار المركز إلى أن العدد الكبير من الشهداء فاق قدرة مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس، ما دفع الكوادر الطبية إلى استخدام الساحات الخارجية لحفظ جثامين الشهداء بعد امتلاء ثلاجات الموتى.

ارتفعت حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، منذ منتصف الليلة حتى صباح اليوم الأحد، إلى 100 شهيد على الأقل

وأفادت وكالة "الأناضول" باستشهاد 12 فلسطينيًا وإصابة آخرين، في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في منطقة جباليا النزلة، شمال قطاع غزة، فجر اليوم الأحد. وأضافت الوكالة أن 15 فلسطينيًا استشهدوا أيضًا جراء قصف طال منزلًا مكتظًا بالنازحين في منطقة الصفطاوي شمال مدينة غزة.

وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة قد أعلنت، أمس السبت، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 53.272 شهيدًا، و120.673 مصابًا، منذ بداية العدوان في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. فيما بلغت حصيلة الضحايا منذ خرق اتفاق الهدنة في 18 آذار/مارس الفائت 3.131 شهيدًا و8.632 مصابًا.

وقالت الوزارة إن حصيلة الشهداء الذين وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية بلغت 153 شهيدًا، بينهم 7 شهداء جرى انتشالهم من تحت الأنقاض، إلى جانب 459 إصابة نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل. وأشارت إلى أن العديد من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم جراء القصف المتواصل.

ويواصل جيش الاحتلال حصار مستشفيي الإندونيسي والعودة شمال قطاع غزة، ما يعيق وصول الشهداء والجرحى ويفاقم من المأساة الإنسانية شمال القطاع الذي يعد منطقة منكوبة.

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة، صباح اليوم الأحد، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يكثف استهدافه وحصاره للمستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، وذلك بعد إخراج مستشفى غزة الأوروبي عن الخدمة قبل أيام. 

وأضافت الوزارة، في بيان، أن: "حالة من الذعر والارتباك تسود بين المرضى والجرحى والطواقم الطبية، ما يعيق تقديم الرعاية الصحية الطارئة"، مشيرةً إلى "إصابة 2 من المرضى أثناء محاولتهما الخروج من المستشفى".

ولفتت إلى أن "حصار المستشفى يمنع وصول الجرحى، مع تزايد ما يتعرض له شمال قطاع غزة من مجازر بحق المدنيين"، مضيفةً "الاحتلال يُكثف من حملته الممنهجة لاستهداف المستشفيات وإخراجها عن الخدمة".

يأتي ذلك في ظل تصعيد متواصل على قطاع غزة، عقب إطلاق جيش الاحتلال مرحلة جديدة من عدوانه تحت اسم "عربات جدعون"، بهدف السيطرة على مزيد من الأراضي، ودفع سكان شمال القطاع إلى النزوح جنوبًا. وقد شهد يوم أمس أعنف موجات القصف منذ بداية التصعيد.

ويتزامن هذا التصعيد مع استمرار المفاوضات غير المباشرة في العاصمة القطرية الدوحة بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وكان "التلفزيون العربي" قد أفاد، نقلًا عن مصدر مطلع، بأن المفاوضات تعثرت بسبب رفض رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وقف الحرب على غزة.

في المقابل، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن هناك تقدمًا في المقترحات المطروحة، من بينها وقف إطلاق النار لمدة شهرين، مقابل الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين.

وفي سياق متصل، أعلنت جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) استهداف مطار "بن غوريون" بصاروخين باليستيين وطائرة مسيرة خلال الـ24 ساعة الماضية.

وقالت الجماعة، في بيان، إن قوتها الصاروخية نفذت اليوم الأحد "عملية عسكرية نوعية استهدفتْ مطار اللد المسمى إسرائيليًا مطار بن غوريون في منطقة يافا المحتلة (تل أبيب)، بصاروخين باليستيين أحدهما فرطَ صوتي نوع فلسطين2 والآخر ذو الفقار".

وأضافت أن العملية "حققت هدفها وتسببت في هروع ملايين الصهاينة المحتلين إلى الملاجئ، فضلًا عن توقف حركة الملاحة بالمطار لنحو ساعة"، مشيرةً إلى أنها استهدفت المطار نفسه صباح أمس السبت باستخدام "طائرة مسيرة من نوع يافا".

وكانت طائرات الاحتلال الإسرائيلي قد استهدفت، مساء الجمعة الفائت، ميناءي الحديدة والصليف في اليمن، وفق ما أعلنته جماعة "أنصار الله"، التي توعدت بتوسيع عملياتها ضد إسرائيل ردًا على هجماتها المستمرة على الأراضي اليمنية. وفي المقابل، هددت إسرائيل زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، بالاغتيال في حال استمرار إطلاق الصواريخ باتجاهها.