03-يونيو-2025
الفاريز

ركلة الترجيح التي سببت تعديل قوانين اللعبة (جيتي)

في خطوة جديدة لتحديث قوانين اللعبة بما يواكب تطوراتها ومشاهدها المثيرة للجدل، أعلن مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB) عن تعديل مهم في قانون تنفيذ ركلات الجزاء، وذلك على خلفية الجدل الذي أثارته ركلة الجزاء التي نفذها الأرجنتيني جوليان ألفاريز خلال مباراة أتلتيكو مدريد ضد ريال مدريد في دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا 2023–2024.

وبحسب ما نقلته صحيفة "ماركا" الإسبانية، فالتعديل يخص حالات نادرة، لكنها مؤثرة: عندما يلمس منفذ ركلة الجزاء الكرة مرتين بشكل غير متعمد عبر قدمه الداعمة أو لمسة مزدوجة غير مقصودة، وهي في طريقها إلى المرمى.

بعد الجدل الذي أثارته ركلة جوليان ألفاريز أمام ريال مدريد، والتي تسببت بخروج أتلتيكو مدريد من دوري أبطال أوروبا، قرر مجلس الفيفا تعديل قوانين تنفيذ ركلات الجزاء

ففي ركلة الجزاء المثيرة، سدد جوليان ألفاريز الكرة ليتضح لاحقًا من الإعادة البطيئة أنها اصطدمت بقدمه الثابتة بعد التسديد ودخلت المرمى، وهو ما يُعتبر "لمسة مزدوجة" حسب قوانين اللعبة، إذ لا يُسمح للاعب بلمس الكرة مرتين قبل أن يلمسها لاعب آخر.

ألفاريز

في القانون السابق، لم يكن يُؤخذ بعين الاعتبار ما إذا كانت اللمسة الثانية متعمدة أم لا، وبالتالي اعتُبرت الركلة مخالفة، وسُجلت كركلة مهدورة. هذا المشهد خلق موجة من الجدل بين خبراء التحكيم والمشجعين، خصوصًا أن نية اللاعب لم تكن متعمدة، مما دفع IFAB إلى دراسة الوضع وفتح الباب لتعديل رسمي.

القانون الجديد: شرح مفصل

أعلن IFAB أن التعديل سيدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من 1 تموز/يوليو 2025، مع إمكانية تطبيقه في بطولات تبدأ قبل هذا التاريخ، مثل كأس العالم للأندية 2025.

وفق مضمون التعديل، إذا حصل "لمس مزدوج غير متعمد" أثناء تنفيذ ركلة الجزاء، فستكون العقوبات أو القرارات على النحو التالي:

  • في حال دخول الكرة المرمى: تعاد ركلة الجزاء.
  • في حال عدم دخول الكرة المرمى: يُمنح الفريق المنافس ركلة حرة غير مباشرة،

أو تُسجل الركلة كمهدورة في حال كانت ضمن ركلات الترجيح، ما لم يمنح الحكم الأفضلية للفريق المدافع إذا استفاد من الموقف.

وفي بيان رسمي، أوضح مجلس الاتحاد الدولي: "هذه حالة نادرة وغير مغطاة بشكل مباشر في المادة 14 من قوانين اللعبة. الحكام كانوا مضطرين في السابق لاحتساب لمسة مزدوجة ومخالفة على المنفذ، لكن حان الوقت لتعديل هذا الخلل في القانون". ويعكس التعديل توجهًا متزايدًا لدى IFAB للاهتمام بنية اللاعب عند تقدير المخالفة، لا بمجرد وقوعها، وهو تحول جوهري في تفسير القوانين.

ويحمي هذا التعديل اللاعبين من العقاب على أفعال غير مقصودة في لحظة حاسمة كتنفيذ ركلة جزاء. كما يوفر التعديل صيغة أكثر وضوحًا للحكام في أرضية الملعب ويقلل من الاختلاف في التقديرات.

أمثلة عملية على القانون الجديد:

  • مثال 1: لاعب يسدد ركلة جزاء، والكرة تلمس قدمه الثابتة قبل دخولها المرمى: تُعاد الركلة.
  • مثال 2: نفس السيناريو ولكن الكرة ترتد أو تخرج بعيدًا: يمنح الفريق المدافع ركلة حرة غير مباشرة.
  • مثال 3: نفس الحالة ولكن في ركلات الترجيح: تُسجل الركلة كمهدورة.

يمثل هذا التعديل نقطة تحول في فهم كيفية تنفيذ ركلات الجزاء وتعامل الحكام مع التفاصيل الدقيقة فيها. فالقرارات التي قد تبدو صغيرة من الناحية الفنية، تُحدث فرقًا كبيرًا في نتائج المباريات وفي مصير الأندية في البطولات الكبرى، وهو ما كان واضحًا في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، حينما أطاح ريال مدريد بأتلتيكو مدريد مستفيدًا من لمس الكرة مرتين من قبل جوليان ألفاريز، قبل دخولها الشباك.