26-نوفمبر-2024
النساء السودانيات

نساء سودانيات هربن من المعارك الدائرة إلى مدينة الرنك شمال السودان (رويترز)

في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان، حذّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، توم فليتشر، من تصاعد العنف الجنسي ضد النساء في البلاد، مشيرًا إلى أن هذا العنف أصبح ظاهرة "غير مقبولة". تأتي هذه التحذيرات في وقت يتواصل فيه النزاع الدائر منذ نيسان/أبريل 2023 بتدمير حياة المدنيين، حيث يواجه نحو 26 مليون شخص خطر المجاعة، بحسب وكالة "الصحافة الفرنسية".

وانتهز فليتشر زيارته الأولى لبورتسودان، مساء الإثنين، للإعراب عن شعوره بـ"الخجل"، وقال: "لأننا لم نتمكن من حمايتكن، وأشعر بالخجل من أمثالي الرجال بسبب ما فعلوه". وتابع خلال فعالية نُظّمت بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، أن العالم "يجب أن يفعل ما هو أفضل" من أجل نساء السودان اللاتي يتعرضن لعنف جنسي منهجي.

وكان رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن الوضع في السودان، محمد شاندي عثمان، قد صرّح في وقت سابق بأن البعثة الأممية "صُعقت بالنطاق المهول للعنف الجنسي الذي نقوم بتوثيقه في السودان"، مؤكدًا أن "وضع المدنيين الأكثر حاجة، ولا سيما النساء والفتيات من جميع الأعمار، يبعث على القلق الشديد ويتطلّب معالجة عاجلة".

أكد المسؤول الأممي على أن العالم "يجب أن يفعل ما هو أفضل" من أجل نساء السودان اللاتي يتعرضن لعنف جنسي منهجي

وبحسب التقرير الأممي، فإن حتى "الأطفال لم يسلموا من هذا العنف"، مشيرًا إلى أن النساء والفتيات اختُطِفن "لاستعبادهن جنسيًا"، ومؤكدًا أنه "لا يوجد مكان آمن في السودان الآن". وبحسب البيانات الأممية، فإن الحرب الدائرة في السودان أودت بحياة عشرات الآلاف من المدنيين، فضلًا عن تشريد أكثر من 11 مليون شخص، مما تسبب بأسوأ أزمة إنسانية في الذاكرة الحديثة.

وكان موقع "ألترا سودان" قد ذكر أن وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل في السودان أطلقت حملة الـ16 يومًا لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، مشيرًا إلى أن الحملة اتخذت من "لستِ وحدكِ" شعارًا لها.

وأوضح "ألترا سودان" أن الحملة، التي يتم إطلاقها سنويًا في 25 تشرين الثاني/نوفمبر بالتزامن مع اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، تهدف إلى "تسليط الضوء على تحديات العنف المتزايدة ضد النساء والفتيات، خاصة في ظل ظروف الحرب والنزوح".

وبحسب "ألترا سودان"، طالبت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل في بيان لها بـ"تحسين آليات الاستجابة لحالات العنف ضد المرأة، بما يشمل توفير مراكز متخصصة للدعم النفسي والاجتماعي والتدريب الصحي لمقدمي الخدمات"، مشددة على "ضرورة إجازة قانون مكافحة العنف ضد المرأة لتسهيل حصول الناجيات على العدالة وتوفير حماية فعّالة لهن".

ودعت الوحدة إلى "ضرورة معالجة الإرث الثقيل من العنف الممنهج ضد النساء لضمان تعافٍ مجتمعي شامل"، وأعربت عن تطلعها إلى "إجازة قانون مكافحة العنف ضد المرأة في أقرب وقت لضمان حماية فعّالة للنساء والفتيات في السودان من جميع أشكال العنف".

وفي السياق، جددت مبادرة "لا لقهر النساء" رفضها للحرب والعنف المستمر ضد النساء والفتيات، مشيرةً إلى وجود ما لا يقل عن 6.9 مليون امرأة وفتاة سودانية "مهددات بالقتل، والنزوح، والاغتصاب"، ومطالبة بـ"رفع الأصوات" الداعية لتحقيق السلام والعمل على بناء مستقبل آمن ومستدام في السودان.

وأضافت المبادرة في بيانها: "إننا في مبادرة لا لقهر النساء، اليوم نخاطب السودانيات والسودانيين من كل الأعمار ومختلف الفئات، بمنطق وطني عقلاني علمي وعملي يكرّس ثقافة السلام ويهيئ لبناء السلام، لأنه بالسلام تولد الحياة، وفي الحرب مصادرة للحق في الحياة الآمنة"، بحسب ما نقل "ألترا سودان".

وكان صندوق الأمم المتحدة للسكان قد سلط الضوء في تقرير صدر في وقت سابق من الأسبوع الماضي على الانتهاكات الجنسية التي تعرضت لها الفتيات في ولاية الجزيرة وسط السودان منذ 20 تشرين الأول/أكتوبر المنصرم، واصفًا التقارير الواردة من هناك بـ"المروعة". وأضاف أن النساء والفتيات، من سن 6 إلى 60 عامًا، تعرضن للاغتصاب والاعتداء الجنسي، وذلك في أعقاب الهجوم الذي شنّته قوات الدعم السريع على الولاية.