23-نوفمبر-2024
يعرف بقربه من الأوساط اليهودية في فرنسا (منصة إكس)

يعرف صنصال بقربه من الأوساط اليهودية في فرنسا (منصة إكس)

عبرت أوساط فرنسية عن "قلقها إزاء اختفاء" الروائي الفرنسي-الجزائري المثير للجدل بوعلام صنصال، بعد وصوله إلى مطار الجزائر الدولي قادمًا من فرنسا في 16 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري. وتمثلت هذه الأوساط بإعلاميين فرنسيين ومسؤولين حاليين وسابقين، وسياسيين من اليمين واليمين المتطرف، وجمعيات يهودية في فرنسا.

وقالت مجلة "ماريان" اليمينية إن "أخبار بوعلام صنصال انقطعت عن عائلته منذ وصوله إلى الجزائر العاصمة، وأنه تم اعتقاله"، كما نشرت مجلة "لوبوان" اليمينية، تعليقًا للروائي الفرنسي-المغربي الطاهر بن جلون، يهاجم الجزائر ويعرب عن تضامنه مع صنصال.

طالبت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا، مارين لوبان، الحكومة الفرنسية بـ"التحرك من أجل الإفراج الفوري عن بوعلام صنصال"

ونقلت قناة "سي نيوز"، القريبة من أوساط اليمين المتطرف والمعروفة بمواقفها المؤيدة لإسرائيل، عن مقربين من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "قلقه حيال هذا الاختفاء"، ووصف صنصال بأنه "مثقف كبير". وخصص أبرز مقدمي القناة، بسكال برو، افتتاحية برنامجه للحديث عن "اختفاء" بوعلام صنصال.

بدورها، طالبت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا، مارين لوبان، الحكومة الفرنسية بـ"التحرك من أجل الإفراج الفوري عن بوعلام صنصال"، واصفة إياه بأنه "مناضل من أجل الحرية ومعارض شجاع للإسلاميين".

من جهته، نشر رئيس الوزراء الفرنسي السابق إدوارد فيليب منشورًا على حسابه بمنصة إكس، قال فيه إن صنصال "يجسد كل ما نعتز به: الدعوة إلى العقل والحرية والإنسانية ضد الرقابة والفساد والإسلاموية". وشدد على "ضرورة أن تحصل السلطات الفرنسية والأوروبية على معلومات دقيقة والتأكد من أن الكاتب يستطيع التحرك بحرية والعودة إلى فرنسا متى شاء".

أما رئيس المجموعة البرلمانية لحزب "الجمهوريين"، لوران فوكييه، فقال إنه "يجب تفعيل جميع وسائل الضغط على الجزائر لإطلاق سراح مواطننا".

كما عبر المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا عن دعمه لصنصال، واصفًا إياه بأنه "كاتب النور، المدافع عن القيم العالمية، الذي يواجه الظلامية". وطالب المجلس "بالإفراج الفوري عنه".

وفي أول تعليق رسمي جزائري على القضية، أكدت وكالة الأنباء الجزائرية، أمس الجمعة، خبر توقيف الكاتب بوعلام صنصال في مطار الجزائر الدولي هواري بومدين، دون أن تحدد تاريخ الاعتقال.

وعنونت وكالة الأنباء الجزائرية برقيتها بـ"صنصال، دمية التيار التحريفي المعادي للجزائر"، لكنها لم تورد أسباب الاعتقال. غير أنها لمحت إلى تصريحات سابقة قالت إنها "معادية للجزائر، وصلت إلى حد إنكار وجود الأمة الجزائرية".

واعتبرت الوكالة الضجة التي أثارتها الأوساط الإعلامية والسياسية بأنها "كوميدية". وشنت هجومًا على تلك الأوساط، واصفة إياها بأنها "لوبي لا يفوت أي فرصة للتشكيك في السيادة الجزائرية"، كما وصفت بوعلام صنصال بأنه "المثقف المزعوم المبجل من قبل اليمين المتطرف الفرنسي".

وأضافت الوكالة أن توقيف صنصال "أيقظ محترفي السخط، إذ هبت الأسماء المعادية للجزائر والمؤيدة للصهيونية في باريس هبة رجل واحد للدفاع عن هذا المحترف للتزييف الذي وقع في شر أعماله".

وأشارت إلى أن "هذا اللوبي الحاقد قد مر بأسبوع سيئ، فيجب تفهمهم. أولًا، أحد محميهم، كمال داود، ضُبط متلبسًا باستغلال معاناة ضحية للإرهاب في الجزائر للحصول على جائزة غونكور. ثم جاء الدور على صديقهم، مرتكب الإبادة الجماعية نتنياهو، الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف دولية من المحكمة الجنائية الدولية. وأخيرًا، تم توقيف الكاتب الآخر لدار غاليمار، صنصال، في خضم هيجانه التحريفي".

ويُعرف الروائي بوعلام صنصال بآرائه المثيرة للجدل التي تتقاطع مع اليمين المتطرف والأوساط الصهيونية. ويعد من دعاة التطبيع مع إسرائيل، التي زارها في أيار/مايو 2012 كضيف شرف في معرضها للكتاب للترويج لروايته قرية الألماني، التي تضمنت إساءات للثورة الجزائرية عبر سرد قصة مزعومة لضابط نازي لجأ إلى مصر وأرسله جمال عبد الناصر للعمل مع الثوار الجزائريين.

وخلال زيارته، دعا صنصال السلطات الجزائرية للسماح بدخول الكتاب الإسرائيليين إلى الجزائر. كما زار حائط البراق في القدس المحتلة وأرتدى القلنسوة اليهودية وقام بأداء الصلوات.