03-يونيو-2025
شهداء وجرحى نُقلوا إلى مستشفى ناصر لتلقي العلاج بعد أن فتحت قوات الاحتلال النار على فلسطينيين تجمعوا للحصول على مساعدات إنسانية (Getty)

شهداء وجرحى نُقلوا إلى مستشفى ناصر لتلقي العلاج بعد أن فتحت قوات الاحتلال النار على فلسطينيين تجمعوا للحصول على مساعدات إنسانية (Getty)

ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، مجزرة جديدة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 24 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 200 آخرين، جراء إطلاق نار مباشر من آليات إسرائيلية تجاه مئات المواطنين أثناء انتظارهم مساعدات إنسانية غربي المدينة.

وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن الضحايا سقطوا أثناء وجودهم في أحد مراكز توزيع المساعدات، في تكرار لمشاهد القتل المتعمد بحق المدنيين العزّل الذين يخاطرون بأرواحهم للحصول على الطعام.

أسفرت عن استشهاد 24 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 200 آخرين، جراء إطلاق نار مباشر من آليات إسرائيلية تجاه مئات المواطنين أثناء انتظارهم

وقال مدير الإغاثة الطبية في غزة في تصريح لـ"التلفزيون العربي" إن المواطنين "يذهبون إلى مراكز المساعدات وهم يدركون أن الموت بانتظارهم"، مؤكّدًا أن أعداد الشهداء في ارتفاع متواصل منذ بدء العمل بآلية توزيع المساعدات قبل تسعة أيام.

وفي السياق ذاته، حذّرت منظمة "أطباء بلا حدود" من خطورة الوضع الإنساني المتدهور، مؤكدةً أن "مراكز المساعدات ليست آلية إنسانية حقيقية"، مشيرةً إلى أن الغالبية الساحقة من السكان لا يحصلون على شيء.

وشدّدت المنظمة على ضرورة فتح المعابر بشكل عاجل والسماح بدخول المساعدات عبر المنظمات الدولية، متهمةً الاحتلال بأنه "يدعو الأهالي إلى مراكز التوزيع ثم يطلق النار عليهم".

مجازر متواصلة واستهداف للنازحين

في سياق متصل، استشهد ثلاثة فلسطينيين، فجر الاثنين، جراء قصف استهدف مواطنين في منطقة "معن" شرقي خان يونس جنوبي القطاع. كما استشهد طفلان بقصف إسرائيلي على ديوانٍ يضم عائلات نازحة في خان يونس، وفق ما أفادت به مصادر طبية في مجمع ناصر الطبي.

وفي مدينة دير البلح وسط القطاع، استشهد الأسير المحرر حمادة الديراوي، إثر غارة إسرائيلية استهدفت "المخيم السويسري". كما أصيب عدد من المواطنين جراء قصف استهدف مبنى يأوي نازحين في خانيونس.

انهيار المنظومة الصحية وتهديد المستشفيات

في تطور خطير، اقتحم جنود الاحتلال الإسرائيلي، أمس الإثنين، المستشفى الإندونيسي في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، بعد أن اضطرت الطواقم الطبية وأكثر من 55 مواطنًا، بينهم ثلاثة مرضى أحدهم طفل في العناية المكثفة، إلى إخلائه، بالتنسيق مع منظمات دولية، بعد منع إدخال الطعام والماء لمدة 10 أيام، وخشية قصفه.

شهود عيان أبلغوا وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بوجود مخاوف جدية من تكرار سيناريو تدمير المستشفيات، كما حدث قبل يوم واحد حين فجّر جنود الاحتلال "مستشفى نورة الكعبي لأمراض الكلى".

من جانبها، حذرت وزارة الصحة في غزة من أن الاحتلال "يتعمد خنق المنظومة الصحية" عبر فرض الإخلاء على المستشفيات ومراكز الرعاية، مؤكدةً أن الإخلاءات الأخيرة في محافظة خانيونس تهدد بإخراج "مجمع ناصر الطبي" عن الخدمة، وهو المستشفى الوحيد المتبقي في جنوب القطاع الذي يقدم خدمات تخصصية، بينها العناية المركزة والطوارئ والحضانات.

وشددت الوزارة على أن عشرات الجرحى والمرضى، بمن فيهم أطفال في الحضانة، يواجهون خطر الموت المحقق في حال توقّف المجمع عن العمل.

انهيار في الخدمات الأساسية ونداء استغاثة

بلدية غزة أطلقت بدورها نداء عاجلًا إلى المجتمع الدولي للتدخل، محذرةً من "كارثة إنسانية خطيرة" تهدد المدينة في ظل نقص حاد في الآليات وغياب الوقود وقطع الغيار، ما يعيق بشكل كامل قدرة البلدية على توفير الخدمات الأساسية للسكان.

خسائر في صفوف جيش الاحتلال

وفي المقابل، أعلن جيش الاحتلال مقتل ثلاثة جنود، جميعهم برتبة رقيب أول، خلال معارك دارت في شمال القطاع. وبحسب بيان الجيش، ينتمي الجنود الثلاثة إلى الكتيبة التاسعة التابعة للواء "جفعاتي" المشاة.

وأكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الحادث وقع مساء الإثنين، قبيل الساعة السابعة مساءً، عندما تحركت قافلة تضم مركبات "هامر" برفقة شاحنة إطفاء إلى داخل قطاع غزة لإخماد حريق اشتعل في ناقلة جند من طراز "نمر" نتيجة ارتفاع حرارة المحرك. وأثناء عودة القافلة، تعرضت لانفجار عبوة ناسفة كبيرة استهدفت المركبة، وأسفرت عن مقتل الجنود الثلاثة.