1. ثقافة
  2. فنون

من دراسة العود إلى أستوديوهات باريس.. ماذا نعرف عن البدايات المجهولة لمارسيل خليفة؟

1 أكتوبر 2025
مارسيل خليفة وأميمة خليل (فرقة الميادين)
مارسيل خليفة وأميمة خليل (فرقة الميادين)
الترا صوت الترا صوت

اختار المهرجان الدولي المغاربي للفيلم 2025 تكريم الفنان اللبناني مارسيل خليفة، وذلك في افتتاح دورته الرابعة عشرة بمدينة "وجدة" في شمال شرق المغرب.

وقال خليفة في تصريح لوكالة "رويترز": "إن "كل فيلم، كل قصيدة، كل نوتة موسيقية تضيء الآن، هي شمس كبيرة، شمس تعيد إلينا الحُب والكرامة والحرية، شمس تعيدنا إلى الحياة، تنقذنا، وهي انتصار على الموت". وأضاف "هذا هو ما جعلني ألتقي بكم اليوم، ولأقول إن هناك أملًا بعد في هذا الزمن الإجرامي السافل، ودعمًا لأهلنا في فلسطين وفي لبنان".

وأهدى الفنان التكريم إلى غزة، مختتمًا كلمته بمشاركة الحضور غناء جزء من قصيدة "منتصب القامة أمشي" للشاعر الفلسطيني الراحل سميح القاسم.

عُرف خليفة بعلاقة الصداقة التي جمعته بالشاعر الفلسطيني محمود درويش، والتي نتج عنها مجموعة من الألبومات الغنائية التي رددتها جماهير الوطن العربي من محيطه إلى خليجه. لدرجة أنّ البعض ظنّ أن خليفة لم يُولد فنيًّا إلا مع قصائد درويش. والحقيقة أن خليفة كان قد بدأ رحلة مع الغناء تسبق هذا اللقاء المعنوي والشخصي. فالبدايات لم تكن هيّنة في محيط ثقافي كان يفيض بالمتغيرات السياسية والاجتماعية والتاريخية.

في بلدة "عشميت" إحدى بلدات قضاء جبيل في جبل لبنان، جاءت إرهاصات خليفة الموسيقية. حصل على آلة عود للمرة الأولى بعد أن كان يُطالعها فقط في المجلات أو الصور. في اليوم التالي، اصطحبته والدته إلى حنّا كرم وهو ضابط متقاعد يعرف القليل عن النوتة الموسيقية وما حفظه من موسيقى الدرك. تابع خليفة حصة الموسيقى على يديه. كان يزوره مرتين أسبوعيًّا. خلال ثلاثة أشهر، كان قد تعلّم دروسه الموسيقية الأوليّة. بعدها نصحه أهله بأن يتابع دروس الموسيقى في كونسرفاتوار بيروت. هُناك التحق بصف فريد غصن الملحن وعازف العود المعروف والذي عاد من القاهرة، ليستقر في بيروت نهائيًّا. بدأت قريحته في التفتّح على الأوضاع السياسية والتاريخية التي تفور من حوله بعد حرب 67. إذ أنّ أول قصيدة غنَّاها كانت بعنوان "يا حادي العيس" من شِعر شوقي بزيع والمُهداة إلى روح المزارع الشهيد حسن الحايك. في حواره مع صحيفة "القدس العربي" (2016)، يتذكر أنّ "نشيد الموتى" للشاعر محمد الفيتوري جعل من موسيقاه تتردد على كل لسان. ثم جاء مهرجان مدينة جبيل "بيبلوس" والذي قدّم خلاله أوبريت "مرق الصيف" (1971) إلى جانب مشاركته بعدها بعامين في مسابقة المجمع العربي للموسيقى في تونس (سماعي بياتي) تونس (1973). فازت مقطوعته بالجائزة إلى جانب عملين للأستاذين عبد الغني شعبان ونجيب كلّاب. كما سبق له أن غنّى "يا علي" لعبّاس بيضون وأغنية "يا بحريي هيلا هيلا" وهي من أغنياته المبكرة.

أول قصيدة غنَّاها كانت بعنوان "يا حادي العيس" من شِعر شوقي بزيع والمُهداة إلى روح المزارع الشهيد حسن الحايك

كانت علاقة خليفة بقصائد محمود درويش قد بدأت مبكرًا، وتحديدًا في العام 1975. فبعد أن أعد موسيقى الباليه الشرقي "عجائب الغرائب" لفرقة عبد الحليم كركلا، وإصابة راقصة الفرقة الأولى برصاصة لأحد القناصين، قرر العودة إلى قريته النائية. هُناك انقطعت الأخبار عن بيروت، ولم تعد الطرقات آمنة كما قبل. خلال هذه الإقامة القسرية في البيت، لم يكن يرافقه سوى عوده وبعض دواوين درويش. راح يلّحن القصائد الأولى من الدواوين دون هدف واضح. بعد أن ضاقت به السُبل في قريته، ولم يعد المكان مناسبًا لأفكاره اليسارية هو ورفاقه، قرر السفر إلى باريس لاستطلاع مناخ جديد.

يقول خليفة في حواره مع مجلة نزوى (2016): "وفي صباح باكر من آب/أغسطس سنة 76 دخلت أحد أستديوهات باريس الصغيرة وسجلّت "وعود من العاصفة" أولى أعمالي لدرويش وقبل أن أتعرف عليه شخصيًّا، وبعد أخذ ورد مع مسؤولي شركة الأسطوانات الفرنسية "الغناء في العالم" chant du monde ظهرت الأسطوانة الأولى في احتفالات جريدة "الإنسانية" (l'humanité). وكانت أول تظاهرة لهذا العمل على خشبة الجناح اللبناني في ضاحية باريس الشمالية بقرب من بسطة للحمص والفول والفلافل. ولقد تضمنت هذه الأسطوانة أربع قصائد لدرويش: أمي، ريتا، جواز السفر، ووعود من العاصفة، وقصيدة "جفرا" للشاعر عز الدين المناصرة. ولقد وقعت على أكثر من 500 أسطوانة خلال يومي التظاهرة، ثم سبقتني الأسطوانة والأغنيات إلى بيروت والعواصم العربية ومن ثم إلى كل المطارح. ولم يخطر ببالي أبدًّا أن هذا اللعب سيصبح جديًّا إلى هذا الحدّ".

كان خليفة قد مكث في بيروت عام 1976، ومع فرقة "الميادين" التي أسسها، بدأ في إقامة أُمسيات غنائية في أحياء وساحات المدينة. قبل أن يقيموا حفلة أولى في "كليمنصو" والتي جمعت 800 شخص ثم حفلة ثانية في "ملعب الصفا" والذي يتسع لأكثر من 40 متفرج. لتبدأ بعدها من مرحلة التوهج والاحتراف في مسيرته الفنية والتي امتدت إلى يومنا.

كلمات مفتاحية
صونيا

صونيا.. عنقاء المسرح الجزائري

نشأت صونيا مكيو في بيئة طبيعية كبقية أبناء جيلها، ذلك الجيل الذي شهد تحولات تاريخية هامة، من حركات التحرر والاستقلال إلى مرحلة البناء

كمال الشناوي - نور الشريف في الدورة الأولى من مهرجان القاهرة السينمائي (الأهرام)

من أين جاءت فكرة إنشاء مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

معرض كايروكوميكس (الترا صوت)

قرن من الرسوم: مهرجان "كايروكوميكس" يعيد اكتشاف جذور الإبداع المصري

مهرجان "كايروكوميكس"

هومایون إرشادي
أفلام

هومایون إرشادي: فلسفة الصمت في السينما الإيرانية

بدأ حياته المهنية كحكاية غنائية في فيلم. جالسًا خلف مقود سيارة، يلتفت إليه مخرج أفلام شهير، مأخوذ بملامحه ونظرات عينيه التي تشي برجل عاش ألف حياة

متظاهرات سودانيات
سياق متصل

الحرب في السودان: مجلس حقوق الإنسان يبحث إرسال بعثة لتقصّي الحقائق حول الانتهاكات في الفاشر

عقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، جلسة خاصة بشأن الوضع في الفاشر بالسودان

 مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب - 30)
الترا لايت

التضليل المناخي: كيف تعرقل الشركات الكبرى تقدم مفاوضات المناخ؟

استهل المفاوضون أعمال مؤتمر الأمم المتحدة الثلاثين لتغير المناخ (كوب 30) في مدينة بيليم البرازيلية، بتحذير قوي من تصاعد حملات التضليل المناخي

صونيا
فنون

صونيا.. عنقاء المسرح الجزائري

نشأت صونيا مكيو في بيئة طبيعية كبقية أبناء جيلها، ذلك الجيل الذي شهد تحولات تاريخية هامة، من حركات التحرر والاستقلال إلى مرحلة البناء