تنطلق مساء اليوم، الأربعاء، في ملعب سان ماميس بمدينة بلباو، مواجهة نهائي الدوري الأوروبي بين مانشستر يونايتد وتوتنهام الإنجليزيين.
هي مواجهة تعني أكثر من مجرد صراع على لقب أوروبي، بل لقاء مصيري يمثل طوق نجاة لموسمين كارثيين، وفرصة أخيرة لكلا الفريقين لتجنب الغرق في المجهول.
يقف كل من مانشستر يونايتد وتوتنهام على الحافة، الفوز يعني بداية جديدة، والخسارة تعني سقوطًا مدويًا في الهاوية
فبينما يتصارع الفريقان الإنجليزيان على التتويج القاري، تتجاوز الرهانات حدود الكأس الأوروبية، الفريق الفائز لن يحصد فقط لقب الدوري الأوروبي، بل سيحظى أيضًا ببطاقة تأهل ذهبية إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، وهو الإنجاز الذي بدا مستحيلاً طوال الموسم.
أما الخاسر، فسيواجه الحرمان التام من المشاركة الأوروبية، إضافة إلى سجل كارثي من الهزائم والأرقام السلبية، وانعدام الرؤية بشأن المستقبل، سواء بالنسبة للاعبين أو المدربين، ما يعني أن الفريقين سيدخلان المباراة بشعار "أكون أو لا أكون".
Ready to fight for the 🏆#UELfinal pic.twitter.com/MHznrQBlfi
— UEFA Europa League (@EuropaLeague) May 20, 2025
مانشستر يونايتد، صاحب التاريخ العريق في إنجلترا وأوروبا، يعيش أسوأ مواسمه على الإطلاق في حقبة البريميرليغ. الفريق يحتل المركز السادس عشر، وخسر 18 مباراة، وهو رقم قياسي سلبي، كما أنه ضمن إنهاء الموسم بأسوأ عدد نقاط ومركز في تاريخه الحديث.
وقال المدرب البرتغالي روبين أموريم، الذي تولى المسؤولية خلفًا لإريك تين هاغ في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي: "نعلم أن لدينا الكثير من العمل لإعادة هذا النادي إلى القمة. الفوز غدًا قد يمنحنا القوة والدعم للمضي قدمًا، لكن هذا لا يعني أن الموسم كان جيدًا". أما توتنهام، فلا يقل حاله سوءًا، الفريق يأتي خلف يونايتد مباشرة في الترتيب، بعد أن تعرض لـ21 هزيمة هذا الموسم، وهو أيضًا رقم سلبي غير مسبوق في تاريخه.
بالنسبة لتوتنهام، الذي لم يحقق أي لقب منذ تتويجه بكأس الرابطة عام 2008، فإن الفرصة لاستعادة طعم البطولات قد تكون أكثر إغراء من مجرد التأهل لدوري الأبطال. ورغم مرور مدربين عالميين مثل مورينيو، كونتي وبوتشيتينو على دكة الفريق، فشلوا جميعًا في انتشاله من دوامة "اللا ألقاب". واليوم، يراهن النادي على أن يكون بوستيكوغلو هو الرجل المناسب. المدرب الأسترالي ألمح إلى هذه النقطة من خلال تصريحه: "هذا النادي مرّ بلاعبين ومدربين من الطراز العالمي، ومع ذلك لم نتوج. إذًا، هناك شيء أعمق يجب تغييره"، علمًا أن بوستيكوغلو يملك سجلًا مميزًا بتحقيق الألقاب في موسمه الثاني مع كل فريق دربه سابقًا.
The #UELfinal is tomorrow!
Pick your champions 👇#UELbracket | @Betano_PT
— UEFA Europa League (@EuropaLeague) May 20, 2025
المعركة على اللقب لا تتعلق فقط بالهيبة، بل بالمال والاستقرار، فالفائز سينضم إلى نخبة دوري الأبطال، حيث تبلغ جوائز البطولة هذا الموسم 2.7 مليار دولار، بعد أن حصل ريال مدريد وحده على ما يقرب من 154 مليون دولار من فوزه بلقب الموسم الماضي. وبينما يعاني مانشستر يونايتد من ضغوط مالية وإعادة هيكلة تحت ملكية جيم راتكليف، فإن العائدات المالية من دوري الأبطال قد تكون شريان الحياة لمستقبل النادي.
بين الحلم والكارثة، يقف كل من مانشستر يونايتد وتوتنهام على الحافة، الفوز يعني بداية جديدة، والخسارة تعني سقوطًا مدويًا في الهاوية، في مباراة تحمل كل التناقضات، سيكون ملعب سان ماميس مسرحًا لمواجهة تاريخية قد تعيد أحد العملاقين إلى الواجهة، أو تدفعه لموسم آخر نحو الظلام.