22-مايو-2025
الحوثيين

هجمات الحوثيين على إسرائيل (مواقع التواصل)

أطلق الحوثيون، اليوم الخميس، صاروخين باليستيين وطائرتين مسيّرتين باتجاه أهداف حيوية داخل إسرائيل. وعلى الرغم من عدم تسجيل إصابات، بعد أن تم اعتراض المقذوفات أو سقوطها في مناطق خالية، إلا أن الهجوم دفع، وفق الإعلام العبري، ملايين الإسرائيليين إلى التوجه نحو الملاجئ، كما أدى إلى تعليق مؤقت لحركة الهبوط والإقلاع في مطار بن غوريون الرئيسي، بعد انطلاق صافرات الإنذار في المطار وتل أبيب ومحيطها.

وكان الحوثيون قد أعلنوا، مطلع أيار/مايو الجاري، عن فرض حظر جوي على إسرائيل، محذّرين شركات الطيران الدولية من التحليق فوق أجواء الأراضي المحتلة أو استخدام مطار اللد المعروف بمطار بن غوريون.

وفي الأسبوع الماضي، وسّع الحوثيون الحظر ليشمل أيضًا ميناء حيفا، وذلك ردًّا على الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت مطار صنعاء الدولي، وميناء الحُديدة، وعددًا من الموانئ اليمنية الأخرى.

أطلق الحوثيون 37 صاروخًا باليستيا على إسرائيل، منذ استئناف الحرب على غزة آذار/مارس الماضي.

وتزايد التصعيد بين الحوثيين وإسرائيل، بالتزامن مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشكلٍ مفاجئ، عن التوصل إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار مع الجماعة اليمنية، بوساطة عمانية. وقد أوقف الاتفاق بموجبه الحملة العسكرية الأميركية على مواقع الحوثيين في اليمن، وسُحبت حاملة الطائرات "هاري ترومان" من البحر الأحمر، مقابل تعهد حوثي بعدم استهداف السفن الأميركية التي تعبر باب المندب وخليج عدن والبحر الأحمر.

وحرص الحوثيون، بالتوازي مع الإعلان عن الاتفاق، على التأكيد بأنه لا يشمل إسرائيل. في حين كشفت مصادر أميركية وإسرائيلية أن إدارة ترامب لم تُطلع حكومة نتنياهو على أي تفاصيل تتعلق بالاتفاق قبل توقيعه.

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، بأن الحوثيين أطلقوا 37 صاروخًا باليستيًا على إسرائيل منذ استئناف الحرب على غزة في آذار/مارس الماضي.

وفي المقابل، اكتفى جيش الاحتلال بالقول إنه اعترض صاروخًا باليستيًا واحدًا مصدره اليمن. بينما قالت جماعة الحوثي، في بيان صادر عن قيادتها، إنها استهدفت مطار بن غوريون وهدفين حيويين آخرين في تل أبيب وحيفا بصاروخ من طراز "ذو الفقار"، بالإضافة إلى طائرتين مسيّرتين.

وأضاف البيان أن "العملية على مطار اللد حققت هدفها، وتسببت في تعطيل حركة الملاحة الجوية لنحو ساعة، ودفعت ملايين الإسرائيليين إلى التوجه نحو الملاجئ". وأردف أن "القوات المسلحة نفذت عملية مزدوجة باستخدام طائرتين مسيرتين من طراز يافا، استهدفتا منشآت حيوية في يافا وحيفا".

واعتبرت الجماعة في بيانها أن "تصعيد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وارتكاب المجازر الوحشية بحق المدنيين أمام مرأى ومسمع العالم، يفرض على أبناء الأمة واجب التحرك العاجل والفوري، تأديةً للواجب الديني والأخلاقي والإنساني".

وأشار المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، إلى أن جماعة أنصار الله "فرضت حصارًا بحريًا على ميناء حيفا، ردًا على تصعيد العدوان الإسرائيلي على غزة ضمن ما وصفه بالإبادة الجماعية".

وكان جيش الاحتلال قد أعلن، الأحد الماضي، "بدء هجوم بري في عدة مناطق داخل قطاع غزة، في إطار ما سمّاها عملية عربات جدعون"، في تصعيدٍ خطير لحرب الإبادة المستمرة على القطاع منذ أكثر من 19 شهرًا.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الحرب تسببت، حتى اليوم، في مقتل وإصابة أكثر من 175 ألف فلسطيني، جلّهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى ما يزيد على 11 ألف مفقود ومئات آلاف النازحين، فضلًا عن تدمير شامل للبنى التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمساكن ووسائل النقل.

وبسبب استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات، بلغ سكان القطاع حافة المجاعة أكثر من مرة، وسط صمت دولي مطبق.