مع سريان وقف إطلاق النار في لبنان فجر الأربعاء، بدأت السيارات تصطف وتشق طريقها ببطء عبر ممرات ضيقة على جانبيها مبانٍ مدمرة بفعل الغارات الإسرائيلية. لكن سكان ضاحية بيروت الجنوبية كانوا يتوقون للعودة إلى ديارهم.
عاد الآلاف من المواطنين إلى منازلهم، التي غادروها بعد أشهر من القصف العنيف على الضاحية، في ساعات الفجر الأولى عقب دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
في أواخر أيلول/سبتمبر الماضي، تم تهجير حجازي مرة أخرى، حين شنت إسرائيل عدوانها الشامل على لبنان وكثفت من غاراتها الجوية على الضاحية الجنوبية لبيروت
لم تتوقف الغارات الإسرائيلية العنيفة على الأحياء السكنية حتى الساعات الأخيرة قبل سريان وقف إطلاق النار. تم تدمير مبانٍ بأكملها، فيما تناثرت على الأرض ألواح خرسانية وأسلاك وأطباق هوائية وخزانات المياه، كما تصف وكالة "رويترز" المشهد.
من بين العائدين إلى بيوتهم، زاهي حجازي، البالغ من العمر 67 عامًا، المنحدر من الجنوب، والذي يعيش في ضاحية بيروت الجنوبية منذ عقود. قال حجازي لـ"رويترز"، وهو يدخل شقته المليئة بحطام الزجاج والأثاث المكسور: "ضاعت مدخرات حياتنا".
العدوان الإسرائيلي على #لبنان أدى إلى استشهاد 3823 شهيدًا وشهيدةً، بالإضافة إلى 15859 جريحًا وجريحة، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
اقرأ أكثر: https://t.co/yHQvSRwhV7 pic.twitter.com/9uoiYFzdjW— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) November 28, 2024
وأضاف: "حين غزت إسرائيل لبنان عام 1982، تم تدمير المبنى بأكمله". وخلال الحرب الأهلية اللبنانية، هُجر حجازي لمدة 13 عامًا قبل أن يتمكن من العودة وإعادة بناء منزله.
في أواخر أيلول/سبتمبر الماضي، تم تهجير حجازي مرة أخرى، حين شنت إسرائيل عدوانها الشامل على لبنان وكثفت من غاراتها الجوية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
يُعبر حجازي عن قلقه بشأن من سيتكفل بإعادة الإعمار هذه المرة. حتى قبل الحرب، كان لبنان يعاني من أزمة اقتصادية حادة، ويقول: "أريد أن أعيش. هذا منزلي، عمره 40 عامًا. كل زاوية في المنزل، كل شيء في هذا المنزل يعني شيئًا بالنسبة لي".
يتحدث الكثيرون عن أن منازلهم غير صالحة للعيش على المدى القريب، لأن الضربات الإسرائيلية أضرت بشبكات المياه والكهرباء في الأحياء، وهم لا يعرفون ما يمكن أن يتكشف لاحقًا.
🎥 عودة النازحين إلى #جنوب_لبنان بعد وقف إطلاق النار. pic.twitter.com/CsRpF0CTH3
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) November 27, 2024
يقول رامز بستاني، وهو فني يبلغ من العمر 62 عامًا، كان يقيم الأضرار التي لحقت بشقته: "في النهاية، ما ذهب قد ذهب". ويضيف: "لا نعرف ما سيحدث في المستقبل، سواء كانت هناك حرب مرة أخرى أو ستكون هناك حرب عالمية ثالثة، أو أن الأمور ستنتهي هنا وسيكون هناك اتفاق. نحن حقًا لا نعرف".
يكشف البنك الدولي أن ما لا يقل عن 100 ألف وحدة سكنية في جميع أنحاء لبنان تضررت أو دُمرت بسبب العدوان الإسرائيلي. وفي الجنوب، توجه الآلاف من المواطنين اللبنانيين إلى قراهم، في حين منع الجيش اللبناني من الوصول إلى بعضها، وحث المواطنين على عدم المغامرة في المناطق التي لا تزال القوات الإسرائيلية منتشرة فيها.
يشدد خضر، وهو متجه جنوبًا مع عائلته عبر صور، وهي مدينة ساحلية تعرضت لدمار كبير نتيجة الغارات الإسرائيلية، على أنه "لا يوجد شيء مثل تربة الجنوب ورائحة الجنوب". لكن هذا الفرح الواسع خف بعد ساعات من إعلان الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنهم سيفرضون حظرًا للتجول يمنع أي شخص من دخول معظم القرى الحدودية الجنوبية بعد الساعة 5 مساءً بالتوقيت المحلي حتى الساعة 7 صباحًا، كما تشير "رويترز".