10-ديسمبر-2024
الجفاف

(Getty) أكثر من 75% من أراضي العالم أصبحت أكثر جفافًا بشكل دائم

كشف تقرير مدعوم من الأمم المتحدة صدر، أمس الإثنين، خلال مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP 16)، المنعقد في السعودية، أن أكثر من 75% من أراضي العالم أصبحت "أكثر جفافًا بشكل دائم" خلال العقود الثلاثة الماضية، مما يشكل تهديدًا وجوديًا لمليارات البشر.

وأفادت الدراسة بأن الأراضي الجافة تغطي الآن 40% من مساحة اليابسة على الأرض، باستثناء القارة القطبية الجنوبية، محذرة من أن هذه الظاهرة قد تؤثر على ما يصل إلى 5 مليارات شخص بحلول عام 2100.

اتساع رقعة الأراضي الجافة

ووفقًا للتقرير الذي تناوله "التلفزيون العربي"، زادت مساحة الأراضي الجافة -المناطق التي تصعب زراعتها- بمقدار 4.3 ملايين كيلومتر مربع بين عامي 1990 و2020، وهي مساحة تعادل ثلث مساحة الهند. وتتعرض المناطق الأكثر تضررًا، مثل الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، جنوب إفريقيا، جنوب أستراليا، وبعض مناطق آسيا وأميركا اللاتينية، إلى نقص مزمن في المياه.

أكثر من 75% من أراضي العالم أصبحت "أكثر جفافًا بشكل دائم" خلال العقود الثلاثة الماضية، مما يشكل تهديدًا وجوديًا لمليارات البشر

وقال الأمين التنفيذي لاتفاقية مكافحة التصحر، إبراهيم ثياو: "القحط يمثل تحولًا دائمًا لا هوادة فيه، على عكس الجفاف الذي يعد حالة مؤقتة". وأضاف أن هذا التغيير يعيد تعريف الحياة على الأرض بشكل جذري، مع تمدد القحط الآن ليغطي 40.6% من اليابسة، مقارنة بـ37.5% قبل 30 عامًا.

دور الاحتباس الحراري

أرجع التقرير أسباب القحط إلى الاحتباس الحراري الناجم عن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، والذي يؤدي إلى تغيير أنماط هطول الأمطار وزيادة نسب التبخر.

وأوضح بارون أور، كبير العلماء في اتفاقية مكافحة التصحر أنه: "للمرة الأولى، تحذر هيئة علمية أممية من أن حرق الوقود الأحفوري يؤدي إلى قحط دائم في أجزاء واسعة من العالم".

ويشير التقرير إلى أن القحط قد يؤدي إلى تدهور التربة، بالإضافة إلى انهيار النظم البيئية، وانعدام الأمن الغذائي، وزيادة موجات الهجرة القسرية. ويعيش حاليًا 2.3 مليار شخص في مناطق جافة آخذة في التوسع، مع توقعات بوصول العدد إلى 5 مليارات بحلول نهاية القرن في ظل استمرار ارتفاع درجات الحرارة.

وحث العلماء الدول المشاركة في المؤتمر على اتخاذ خطوات عاجلة للتعامل مع القحط، بما في ذلك تحسين أنظمة مراقبة الجفاف، تعزيز إدارة التربة والمياه، وبناء قدرة المجتمعات الأكثر ضعفًا على الصمود أمام هذه التغيرات المناخية.