وقف الجهود الديبلوماسية بين واشنطن وكراكاس.. هل يمهّد لتصعيد عسكري؟
7 أكتوبر 2025
تتّجه واشنطن وكراكاس نحو مزيدٍ من التصعيد، بعدما أوقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساعي التوصّل إلى اتفاقٍ ديبلوماسي لحلّ القضايا العالقة بين البلدين.
وتتحدث وسائل إعلام أميركية، بينها صحيفة "نيويورك تايمز"، عن احتمال لجوء الإدارة الأميركية إلى الخيار العسكري، في وقتٍ طالب فيه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بابا الفاتيكان بالتوسّط والمساعدة في الحفاظ على السلام في فنزويلا، مشيرًا إلى أنّ السلطات الفنزويلية تمكنت من إحباط محاولة تفجير السفارة الأميركية في كراكاس بواسطة عبوة ناسفة خططت جماعة إرهابية محلية، بحسب قوله.
وتتّهم إدارة ترامب الرئيس مادورو برعاية كارتيلات المخدرات واستخدامها سلاحًا لتهديد الأمن القومي الأميركي، بينما ينفي مادورو هذه الاتهامات، ويتّهم واشنطن بمحاولة الإطاحة بنظامه.
أمر ترامب بوقف المفاوضات مع كراكاس وسط أنباء عن وضع خطط عسكرية أميركية متعددة بشأن فنزويلا
خطط عسكرية أميركية للتصعيد ضدّ فنزويلا
حصلت صحيفة "نيويورك تايمز" على معلومات من مصادر في البيت الأبيض تفيد بأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وضعت خططًا عسكرية متعددة بخصوص فنزويلا، كما أضافت المصادر أن ترامب وجّه مبعوثه الخاص للتفاوض مع الفنزويليين بوقف مختلف أشكال التواصل الدبلوماسي مع كاراكاس، وهو ما يعزز من فرضية التصعيد العسكري.
وفي هذا السياق، أكّد مسؤول أميركي في البيت الأبيض للصحيفة أن الرئيس ترامب "مستعد لاتخاذ ما يلزم من القوة لمنع دخول المخدرات إلى الولايات المتحدة".
يشار إلى أنّ إدارة ترامب أرسلت عدة سفن حربية على متنها أكثر من 4500 جندي إلى مياه البحر الكاريبي قبالة السواحل الفنزويلية، إضافة إلى إرسال عشر مقاتلات من طراز إف-35 إلى بورتوريكو، وقد شنّت تلك القوات أربع ضربات عسكرية على الأقل، استهدفت — بحسب الإدارة الأميركية — سفنًا فنزويلية محمّلة بالمخدرات المتجهة إلى الأراضي الأميركية.
وأسفرت تلك الهجمات، التي كان آخرها الجمعة الماضية، عن مقتل نحو 20 شخصًا. وقد كانت الضربات الأميركية محل انتقادات حقوقية وقانونية واسعة، إذ صُنفت على أنها عمليات قتل "خارج نطاق القانون".
وكانت إدارة ترامب قد أبلغت أعضاء الكونغرس بأنها تتعامل مع تجار المخدرات ومهربيها بوصفهم "مقاتلين غير شرعيين"، ما يتطلب، حسب البيت الأبيض، "استخدام القوة العسكرية" في مواجهتهم.
وتتخوف أوساط أميركية من أن يعتقد ترامب أنّ ذلك الإبلاغ يتيح له توسيع نطاق العمليات العسكرية دون الحاجة إلى الحصول على موافقة الكونغرس.
ولم تقف كاراكاس مكتوفة الأيدي، فقد بادرت هي الأخرى إلى اتخاذ قرار بالتعبئة العسكرية الشاملة، نشرت بموجبه عشرات آلاف الجنود على امتداد سواحلها وحدودها مع كولومبيا، تحسبًا لأي تصعيد عسكري أميركي من جهة، ولإثبات أنها لا تتراخى في حماية حدودها من الهجرة ودخول المخدرات العابرة للدول.
يشار في هذا الصدد إلى أنّ فنزويلا تعاونت مع الولايات المتحدة الأميركية في عمليات ترحيل المهاجرين، حيث استضافت عدة رحلات، لكن ذلك لم يكن كافيًا، فيما يبدو، لإرضاء إدارة ترامب التي رفعت مكافأة القبض على نيكولاس مادورو إلى 50 مليون دولار، بعدما كانت، في ولايته الرئاسية الأولى، 15 مليون دولار فقط.
مخطط تفجير السفارة الأميركية بكاراكاس
وفي تطوّر لافت، قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إن قوات الأمن في البلاد تمكنت من إحباط "مخطط إرهابي لزرع عبوة ناسفة في السفارة الأميركية بكاراكاس".
وفي خطاب رسمي بثّه التلفزيون الفنزويلي، أوضح مادورو أن كاراكاس زوّدت واشنطن بكافة المعلومات "المتعلقة بهذه المؤامرة التي استهدفت السفارة الأميركية"، مضيفًا:"بالرغم من كل الخلافات التي حدثت بيننا وبين حكومات الولايات المتحدة، فإن هذه السفارة محمية من قبل حكومتنا بموجب القانون الدولي واتفاقية جنيف"، ومؤكّدًا أن "سفارة الولايات المتحدة في فنزويلا تُعتبر أرضًا أميركية، وما تم إحباطه من استهدافٍ لها كان عملًا استفزازيًا".
ويُشار إلى أنّ السفارة الأميركية في كاراكاس لا تضم سوى عدد محدود من الموظفين، نظرًا لقطع البلدين علاقاتهما الدبلوماسية منذ عام 2019، خلال الولاية الرئاسية الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
طلب وساطة الفاتيكان
أمام تصعيد الإدارة الأميركية لمواقفها من فنزويلا، من خلال وقف المفاوضات الدبلوماسية وتجهيز خطط للتصعيد العسكري، طلب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو تدخّل بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر للمساعدة في الحفاظ على السلام في بلاده.
وقال مادورو في كلمته الأسبوعية، بمناسبة إرساله رسالة رسمية إلى البابا، إنه يؤمن بأن "البابا ليو، كما ذكرت في الرسالة التي أرسلتها إليه، سيساعد فنزويلا على الحفاظ على السلام والاستقرار وتحقيقهما"، دون أن يقدّم تفاصيل إضافية بشأن مضمون طلب الوساطة.