"يلعبون في ظروف غير إنسانية".. موجة حر شديدة تهدد سلامة اللاعبين في كأس العالم للأندية

تشهد منافسات كأس العالم للأندية المقامة حاليًا في الولايات المتحدة موجة حر خانقة أثارت قلقًا واسعًا بين اللاعبين والمدربين والجماهير، وسط مطالبات بتعديل مواعيد المباريات وزيادة فترات التبريد حفاظًا على السلامة.

وشهدت مباراة باريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد في ملعب "روز بول" الشهير في باسادينا نهاية الأسبوع، درجات حرارة بلغت 32 درجة مئوية، وسط رطوبة خانقة وأشعة شمس مباشرة على مدرجات وملعب بلا أي تغطية. وقال لاعب أتلتيكو ماركوس يورينتي: "كان الجو حارًا بشكل لا يُطاق... كانت أظافري تؤلمني وأطراف أصابعي ملتهبة".

جماهير منهكة تغادر مبكرًا

وحسب تقرير لوكالة "رويترز"، عانت الجماهير هي الأخرى من الظروف القاسية، إذ اشتكى الحضور من طوابير طويلة في ظل حرارة خانقة، مع نقص في مناطق الظل، ومنع إدخال عبوات المياه. بعضهم اضطر لمغادرة الملعب بين الشوطين بسبب الشعور بالجفاف والخوف من الإغماء.

ومع توقعات بدرجات حرارة مماثلة في مباريات مقبلة، مثل مواجهة ريال مدريد والهلال المقررة في الساعة الثالثة عصرًا بالتوقيت المحلي، السابعة مساء بتوقيت غرينيتش، اليوم الأربعاء"، حيث مت المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 32 درجة مئوية ورطوبة تبلغ 70%، لتزداد دعوات التدخل فوري.

دعوات لتعديل جداول المباريات

الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين (FIFPRO) حذر من مخاطر هذه الظروف، مؤكدًا ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية واضحة. وقال في بيان رسمي: "نحن نطالب بتطبيق تدابير صارمة، تشمل فترات تبريد إلزامية، وتعديل مواعيد انطلاق المباريات لتفادي أوقات الذروة الحرارية، وتأجيل اللقاءات عند الحاجة".

توماس توخيل: هذا أشبه بعذاب، يُجبر اللاعبون على خوض مباريات في ظروف غير إنسانية

وأضاف البيان: "الحرارة الشديدة باتت مسألة صحية متزايدة الخطورة، خاصة في مدن مثل ميامي وأورلاندو حيث تتخطى درجات الحرارة عتبة الخطر الحراري، في ظل جدول مباريات مكثف".

توخيل: هذا أشبه بالعذاب

المدرب الألماني توماس توخيل، مدرب منتخب إنجلترا، يتابع البطولة في إطار تحضيراته لكأس العالم 2026 في أميركا الشمالية، وصف ما شاهده بأنه "معاناة"، مؤكدًا أن اللاعبين يُجبرون على خوض مباريات في ظروف غير إنسانية.

الحرارة ليست الجدل الوحيد الذي يواجه البطولة الجديدة بصيغتها الموسعة إلى 32 فريقًا، إذ تواجه "فيفا" أيضًا دعاوى قانونية من قبل FIFPRO ورابطة اللاعبين الإنكليز (PFA) أمام محكمة بروكسل، بتهمة تجاوز الصلاحيات وإجبار اللاعبين على المشاركة في بطولة صيفية مرهقة تستمر لأربعة أسابيع، مما يعرضهم للإجهاد والإصابات.

وفي المقابل، دافعت "فيفا" عن قراراتها، معتبرة أن جدول المباريات يتماشى مع "التقويم الدولي الموسع"، وأن الإجراءات المعتمدة كافية لضمان سلامة الجميع. ومع استمرار البطولة تحت شمس الصيف الحارقة، يبقى السؤال مطروحًا: هل ستراجع فيفا مواقفها حماية لصحة اللاعبين والجماهير، أم ستبقى درجات الحرارة هي العنوان الأبرز لهذا العرس الكروي العالمي؟