مع قدوم شهر رمضان، لا بد من التساؤل عن بعض الأمور المتعلقة بالصيام والسكري. خاصة مع وجود اختلاف في الآراء حول هل يمكن الصيام في رمضان أم لا؟ وماذا يمكن لمريض السكري أن يأكل في رمضان؟ وما تأثير الصيام في مستوى السكر في الدم؟ وغيرها الكثير من الأسئلة التي سنجيب عن أكثرها شيوعًا في هذا المقال.
9 أسئلة حول الصيام والسكري
فيما يأتي مجموعة من أكثر الأسئلة شيوعًا حول الصيام والسكري، نجيب عنها بالتفصيل.
-
هل يستطيع مرضى السكري صيام شهر رمضان؟
الإجابة العامة هي نعم. يمكن لمريض السكري صيام شهر رمضان. لكن يعتمد ذلك أيضًا على الوضع الصحي للمريض. إذ بعضهم قد لا يستطيع الصيام تبعًا لحالة المرض لديه، ووجود مشاكل مصاحبة مثل أمراض الكلى، أو تلف في العينين أو الأعصاب. أو في حالة أخذ المريض الأنسولين. وبذلك يُنصح المتابعة مع الطبيب المختص لتقييم الحالة ومعرفة ما إذا كان المريض في وضع يسمح له بالصيام أم لا.
-
هل الصيام يخفض السكر التراكمي؟
من المهم ضبط مستوى السكر التراكمي والالتزام بالأدوية التي يصفها الطبيب واتباع نظام غذائي مناسب. وقد يُعد الصيام أحد الطرق الفعالة في تحقيق ذلك. إذ تُشير الدراسات إلى أن الصيام قلل من مستوى الهيموغلوبين المرتفع لدى المصابين بالسكري من النوع الثاني. وقد يعود ذلك التأثير إلى بروتين معين في الجسم يرتفع بعد الصيام يُعرف بـ sirtuin-6، والذي من المعتقد أنه مسؤول عن زيادة حساسية الأنسولين، واستقرار مستويات السكر في الدم.
ويوضح السكر التراكمي كمية الدم الذي ترتبط به جزيئات السكر. وهو مؤشر على مستوى السكر في الدم في فترة الثلاثة أشهر السابقة للفحص. ومن الجدير بالذكر أن ارتفاع سكر الدم التراكمي عن 6.4 يعني الإصابة بالسكري. وارتفاعه عن هذا الحد دون السيطرة عليه يرتبط بالإصابة بعدد من الأمراض المزمنة مثل أمراض الكلى، والأعصاب، وأمراض القلب مثل الجلطات والسكتة القلبية، بالإضافة إلى مشاكل في العينين وغيرها.
يُعد الجوع من أول الأعراض التي تدل على انخفاض مستوى السكر في الدم. إلى جانب الرجفة، والتعرق
-
هل الصيام يرفع مستوى السكر في الدم؟
عادةً ما يساعد الصيام على خفض مستوى السكر في الدم. إذ يلجأ الجسم إلى استخدامه كمصدر للطاقة. لكن قد يحدث ارتفاع في مستوياته حتى أثناء الصيام. ويرجع ذلك إلى عدّة أسباب: مثل مقاومة الجسم للأنسولين، أو إنتاج الجسم لكميات كبيرة من السكر، أو عدم مقدرته على إنتاج كميات كافية من الأنسولين المسؤول عن امتصاص السكر من قِبَل الخلايا، وغيرها من الأسباب. وفي هذه الحالة قد تظهر بعض الأعراض، مثل: العطش، والصداع، وتشوش النظر، والإعياء، وزيادة الرغبة بالتبول. ومن المثير للاهتمام أن بعض الصائمين قد لا تظهر عليهم أية أعراض نتيجة لارتفاع السكر، وإنما يظهر الارتفاع بعد الفحص. ولحل هذه المشكلة يلجأ الطبيب في حال الإصابة بالسكري من النوع الأول إلى اقتراح نظام غذائي، مع أخذ جرعات من الأنسولين. أما في حال الإصابة بالسكري من النوع الثاني فقد يقترح تعديلًا على النظام الغذائي، وتغيير نوع الدواء المستخدم.
-
هل يعني الجوع بالضرورة انخفاض السكر في الدم؟
حقيقةً نعم. يُعد الجوع من أول الأعراض التي تدل على انخفاض مستوى السكر في الدم. وذلك إلى جانب الرجفة، والتعرق. إذ عند انخفاض مستوى السكر يُفرز الجسم هرمونات التوتر مثل هرمون الإبينفرين (Epinephrine) والذي يؤدي بدوره إلى تحفيز الشعور بالجوع، والرجفة. ومن الجدير بالذكر أن انخفاض السكر في الدم قد يحدث نتيجة عدم تناول الطعام لفترات طويلة، أو بفعل ممارسة التمارين الرياضية بشدّة مرتفعة ، أو في حال أخذ جرعة عالية من الأنسولين. ومن المهم مراقبة مستويات السكر عند البدء بظهور هذه الأعراض. وفي حال انخفضت عن 60 مليغرام/ديسيلتر يجب كسر الصيام فورًا وتناول الأطعمة التي ترفع السكر. ومراجعة الطبيب المختص واختصاصي التغذية لتقييم الحالة وضبط جرعات الأدوية ووجبات الطعام.
-
كم نسبة السكر بعد صيام 16 ساعة؟
تعتمد نسبة السكر بعد الصيام على عدة عوامل، مثل العمر، والحالة الصحية، ومستوى النشاط البدني، ونوع الأدوية التي يأخذها الصائم. ويوضح الجدول الآتي قيم نسبة السكر في الدم بعد صيام 8 ساعات على الأقل بناءً على مرحلة مرض السكري. وفقًا للجمعية الأمريكية لمرض السكري (The American Diabetes Association).
معدل السكر الصيامي للأشخاص الأصحاء |
99 مليغرام/ديسيلتر فأقل |
معدل السكر الصيامي للأشخاص في فترة ما قبل السكري |
100-125 مليغرام/ديسيلتر |
معدل السكر الصيامي لمرضى السكري |
126 مليغرام/ديسيلتر فأكثر |
-
هل الجوع يؤثر على مريض السكر؟
كما ذكرنا في السابق؛ يُعد الجوع علامة من علامات انخفاض السكر في الدم. ولكن قد يُصاب البعض بالجوع الشديد وخاصة الأشخاص الذين يعانون من السكري غير المنضبط. وتحدث هذه الحالة نتيجة عدم إنتاج الجسم لكميات كافية من الأنسولين الذي يساعد على تنظيم مستوى السكر في الدم، أو عدم مقدرة الجسم على استخدامه بشكل صحيح، مما يؤدي إلى عدم استخدام الخلايا لسكر الجلوكوز كمصدر للطاقة. وبالتالي انخفاض طاقة الجسم، ما ينتج عنه زيادة الشعور بالجوع. ولسوء الحظ فإن تناول الطعام لن يكبح شعور الجوع لدى مرضى السكري غير المنضبط. إنما سيزيد من تراكم السكر في الدم ما يعني ارتفاع مستوياته. وفي بعض الحالات قد يؤدي إلى زيادة الوزن. وعدةً ما يُنصح بممارسة الرياضة لتحفيز الخلايا على استخدام الأنسولين، وبالتالي خفض مستوى السكر في الدم. ولكن في حال استمرار هذه الحالة يُنصح بمراجعة الطبيب المختص.
-
هل يجوز صيام مريض السكر النوع الأول؟
نعم. يمكن لمريض السكري من النوع الأول الصيام. لكن يُنصح باستشارة الطبيب المختص لتلقي التعليمات حول الصيام وفقًا للحالة الصحية. إذ قد يوصي الطبيب بمراقبة مستوى السكر في الدم باستمرار. كما قد يلجأ إلى تعديل جرعات الأدوية قبل الصيام وبعده. ويُنصح أيضًا بمراقبة علامات انخفاض السكر في الدم مثل الشعور بالارتباك، أو الرجفة، أو التعرّق. عندها يجب كسر الصيام وتناول أحد مصادر السكر. كما يُنصح بشرب كميات كافية من الماء. وتناول الطعام الصحي والمتوازن أثناء وجبتي الإفطار والسحور والابتعاد عن الكربوهيدرات البسيطة بكميات كبيرة. وفي حال الرغبة بممارسة الرياضة يُنصح بأداء تمارين خفيفة نظرًا إلى أن الرياضة تخفض سكر الدم.
ننصح باستشارة الطبيب المختص واختصاصي التغذية حول التعليمات الصحيحة لصيام رمضان
-
ما هو فطور مريض السكر النوع الثاني؟
عادةً ما تتألف وجبة فطور رمضان من أصناف عدة ومتنوعة. وغالبًا ما تكون غنية بالسعرات الحرارية. الأمر الذي يؤثر سلبًا في مريض السكري. لذا من المهم تناول وجبة إفطار صحية تتألف من الكربوهيدرات المعقدة، والبروتينات، والدهون الصحية. وشرب كميات كافية من الماء. وكمقترح لوجبة إفطار لمريض السكري. يمكن البدء بتناول 1-2 حبة من التمر مع كوب من الماء. ثم تناول كوب من الشوربة الصحية مثل شوربة الخضار. وتناول كمية مناسبة من البروتينات مثل صدر الدجاج المشوي، أو السمك كطبق رئيسي مع طبق من الخضار الطازجة كالسلطة، أو الخضار المشوية أو المسلوقة. إلى جانب كمية مناسبة من النشويات المعقدة مثل الكينوا، أو البرغل، أو الأرز البني وغيرها. وبالطبع تعتمد الكميات على عمر المريض، ووزنه، وحالة المرض لديه. ومن جهة أخرى يُنصح بتجنب تناول الأطعمة الدهنية، والسكريات. إلى جانب الابتعاد عن الأطعمة المصنعة والمعلبة.
-
متى لا يصوم مريض السكري؟
عادةً ما يُنصح مريض السكري غير المنضبط بعدم الصيام. خاصةً إذا كان مستوى السكر التراكمي يزيد عن 9. في هذه الحالة من المحتمل أن يُصاب مريض السكري من النوع الثاني بالجفاف. إذ إن السكر في الدم يُعد مدرًا للبول ما يُفقد الجسم كميات من الماء. وفي حال كان المريض يعاني من السكري من النوع الأول فمن المحتمل أن يدخل في حالة تُعرف بالحماض الكيتوني السكري (Diabetic ketoacidosis) والتي تحدث نتيجة عدم مقدرة الجسم على إنتاج ما يكفي من الأنسولين لإدخال السكر إلى خلايا الجسم لاستخدامها كمصدر للطاقة. وبالتالي يبدأ الجسم بتكسير الدهون كمصدر بديل للطاقة وبالتالي تتراكم الجزيئات الكيتونية في الدم. وبذلك تظهر بعض الأعراض على المريض مثل الغثيان والتقيؤ، والعطش الشديد، وضيق التنفس، وتغير رائحة النفس، والشعور بالضعف العام وغيرها من الأعراض. ويُنصح باستشارة الطبيب المختص للتأكد من قدرة المريض على الصيام.
على الرغم من أن الصيام يُفيد مرضى السكري في كثير من الحالات كدوره في خفض مستوى السكر في الدم. إلّا أنه قد يؤثر سلبًا في صحة بعض المرضى. لذا دائمًا ما ننصح باستشارة الطبيب المختص واختصاصي التغذية حول التعليمات الصحيحة لصيام رمضان والمتعلقة بالنظام الغذائي، والجرعات الدوائية، ونمط الحياة الواجب اتباعه دون التأثير سلبًا في صحتنا.