أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم الأحد، استشهاد 15 طفلًا نتيجة سوء التغذية والجفاف خلال الأيام القليلة الماضية في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الوزارة، أشرف القدرة، في بيان مقتضب عبر "تلغرام": "نخشى على حياة 6 أطفال يعانون من سوء التغذية والجفاف في العناية المركزة بمستشفى كمال عدوان نتيجة توقف المولد الكهربائي والأوكسجين وضعف الإمكانيات الطبية".
وفي سياق متصل، أكدت المديرة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أديل خضر، أن استمرار الحرب في غزة سيؤدي إلى تزايد وفيات الأطفال الناجمة عن الجفاف وسوء التغذية.
يونيسف: وفيات الأطفال، التي كنا نخشى وقوعها، أصبحت حقيقة واقعة، بينما يجتاح سوء التغذية قطاع غزة
وقالت خضر، في بيان اليوم الأحد، إن: "حياة آلاف الأطفال والرضع في القطاع تعتمد على إجراءات عاجلة مرتقبة، منها ضمانات أمنية ومرور دون عوائق، لتوزيع المساعدات".
ولفتت إلى أن: "وفيات الأطفال، التي كنا نخشى وقوعها، أصبحت حقيقة واقعة، بينما يجتاح سوء التغذية قطاع غزة".
من جهته، شدّد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم الأحد، على أن: "المجاعة ما زالت تتعمَّق في محافظات قطاع غزة بشكل كبير، وما زال 2.4 مليون إنسان يعاني من النقص الحاد في الغذاء".
وأوضح المكتب، في بيان، أن المجاعة: "تتعمّق بشكل أكبر في محافظتي الشمال وغزة، حيث ارتقى حتى الآن 15 طفلاً نتيجة الجوع وسوء التغذية والجفاف"، مؤكدًا أن ذلك: "يهدد حياة أكثر من 700 ألف مواطن فلسطيني يعانون الجوع الشديد".
وتابع المكتب في بيانه قائلًا إن عمليات الإنزال الجوي للمساعدات غير مجدية، محمّلًا الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والاحتلال الإسرائيلي مسؤولية المجاعة في القطاع.
وأكمل: "اجتهدت بعض الدول حول فكرة إنزال المساعدات جوًا عبر طائرات قليلة، ولكن الجميع يعلم بأنها ليست الطريقة الأمثل لتقديم المساعدات لأهالي قطاع غزة".
واعتبر أن عمليات إنزاع المساعدات جوًا، والتعامي عن إدخالها من المعابر البرية، إنما: "يأتي في سياق الالتفاف على الحلول الجذرية للمشكلة من خلال اتباع طرق استعراضية ودعائية غير مُجدية".
وشدّد على أن هذه العملية تعتبر: "ليًا لذراع الواقع والميدان والحقيقة، وتماهيًا مع سياسة الاحتلال بتعزيز سياسة التجويع، وشراء الوقت لصالح الاحتلال وتمديد المجاعة لإيقاع أكبر قدر ممكن من الضرر للناس والمواطنين".
وفي السياق، قالت منسقة منظمة "أطباء بلا حدود" بقطاع غزة، ليزا ماكينير، أمس السبت، إنه: "إذا لم يُقتل سكان قطاع غزة بالقنابل فإنهم يعانون من الحرمان من الغذاء والمياه ويموتون بسبب نقص الرعاية الطبية".
وكانت الأمم المتحدة قد كررت، الجمعة، تحذيرها من أن المجاعة في قطاع غزة: "أصبحت شبه حتمية، ما لم يتغير شيء"، في إشارة إلى العدوان المتواصل على القطاع منذ أكثر من ٤ أشهر.
وأكد الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، ينس لايركه، أنه: "حتى إعلان حالة مجاعة، يكون الأوان قد فات بالنسبة إلى كثر".
ولفت لايركه إلى أن الوفيات المتزايدة بين الأطفال نتيجة سوء التغذية: "مقلقة جدًا لأن الأمن الغذائي قبل هذا الصراع في غزة لم يكن سيئًا إلى هذا الحد"، مضيفًا أنه: "كان الناس يملكون الطعام، كانوا قادرين على إنتاج طعامهم"، لكن إنتاج المواد الغذائية في غزة: "أصبح شبه مستحيل".