على السريرِ جثةٌ تشبِهني،
تحدق نحو السقفِ
والهواء مضربٌ عنِ العملِ.
يكتظ المكان بالأفكارِ الميتةِ،
التي تضرب الجدران
ككرةٍ مطاطيةٍ لا تتوقف أبدًا،
محاولةً الهروب نحو جنةِ
الرؤوسِ الفارغةِ في الحي
الخزانة تفتح أبوابها لحفنةِ
العطرِ العالقِ بقميصي،
وتطرد رائحة الوداعِ من اسمي
صفحات الكتبِ الملطخةِ بالسائلِ المنوي،
علمتْ الحيوانات المنوية أنهم رابحون،
وأعدتْ لهم قهوةً بطعم العدم
والساعة تصفع الأشياء كل ثانيةٍ،
إنها المخالب التي تشوه وجه الوجود
أحاول فتح عيني لكن الأمر صعبٌ،
كل الفقراءِ في هذهِ المدينةِ
ينامون فوق جفوني
لكن من أجل الضوء، الحب، الموت
والكلبِ العليلِ في ناحية شارعِنا،
أفتح عينيّ ببطءٍ،
والفقراء يتدلون كالخفافيشِ
غارقين في الجوعِ، الألم
والحيرة التي أبكتْ دمية الصغير عباس
حين أهدى بطنه يدها اليمنى،
قربانًا لسكاكينِ الجوعِ التي تمزق معِدته
أحاول أن أنهض لكن الأمر صعبٌ،
ملايينٌ من أذرعِ الموتى تشدني نحو الأسفلِ،
لا تنهض.. لا تنهض
لا تمزق كفنة السكونِ بالحركةِ،
لا تشعِل شرارة الهذيانِ بالضوء، الحب، الموت
والكلبِ العليلِ في نهايةِ الشارع.
أنهض، شجرةٌ من الأذرعِ الممزقةِ،
والفقراء يتدلون كالخفافيش
والهاتف يختنق بصوتِ الإشعارات،
والتلفاز يبث خبر شفاءِ آخرِ مصابٍ بكورونا
أفتح النافذة وذراعيّ للضوءِ
ورائحةِ الخبزِ والشاي،
فيحترق جلد الفقراءِ كمصاصي الدماء
ويتحولون لسربِ حمامٍ يطير نحو الشمس.
وأذرع الموتى ترفع الأصبع الأوسط
نحو السماءِ وتسقط في النسيان!
اقرأ/ي أيضًا: